أين ستكون الوجهة الخارجية الأولى للمشير عبد الفتاح السيسى، الذى فاز برئاسة الجمهورية؟ هل تكون السعودية كما دأب كل رؤساء مصر السابقين، خاصة أن للملكة وللعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز مكانة خاصة لدى المشير الذى وصف الملك عبد الله بأنه حكيم العرب.. أم ستكون السودان باعتبارها دولة الجوار ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر؟ كانت مصادر قد تابعت لقاء السيسى مع السفراء الأفارقة بمقر حملته الانتخابية قالت إن السفير الحسن العربى القائم بأعمال سفير السودان لدى مصر أعرب للسيسى عن رغبته بأن تكون الخرطوم وجهته الخارجية الأولى حال فوزه بالرئاسة، إلا أن السيسى قال إنه لا يستطيع أن يوعده بذلك. وأكد خبراء أن السعودية ستكون بالفعل هى الدولة التى سيبدأ بها الرئيس السيسى بعد أدائه اليمين الدستورية، لعدة أسباب. توقع السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تكون العاصمة السعودية الرياض هى الوجهة الأولى للسيسى، للتعبير عن الشكر والتقدير باسم شعب مصر للمواقف الأخوية للمملكة قيادة وحكومة وشعبًا، لمساندتهم للمصريين أثناء و بعد ثورة 30 يونيو فى نضالهم من أجل الحرية. وأوضح هريدى أنه لابد أن تكون هناك زيارات أيضا لدول مجلس التعاون الخليجى بجانب الأردن والجزائر وكل الدول التى ساندت مصر دبلوماسيًا واقتصاديًا فى الفترة السابقة، وأن هناك محورًا قد تشكل من مصر والسعودية ضد الهجمة الشرسة التى يتعرض لها العالم العربى منذ فترة، مشيرًا إلى أن العمق الاستراتيجى الأول لمصر هو دول حوض النيل، وأن السيسى قد قال من قبل أنه على استعداد أن يذهب إلى إثيوبيا لحلحلة الأزمة القائمة حول سد النهضة، وعلّق هريدى قائلا: "من غير المعلوم مدى إمكانية تحقق هذا فى الفترة المقبلة". أضاف هريدى: "لا أتوقع أن يقوم رئيس مصر فى الفترة القادمة بزيارات للدول الغربية خاصة الولاياتالمتحدة، ومن المعلوم للجميع أن أمريكا تفرض حاليًا عقوبات على مصر فلا يستقيم الأمر مع توطيد العلاقات عن طريق الزيارات". ومن جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المشير السيسى كان قد أشار من قبل أثناء حوار تليفزيونى إلى أن الزيارة الخارجية الأولى له ستكون للسعودية، وأن هذا يعطى مؤشرًا إلى الأولوية التى تحتلها الدائرة العربية عامة والخليج بصفة خاصة فى السياسة الخارجية لمصر فى المرحلة القادمة، وتوقعت أن تكون زيارة السيسى للسعودية للتنسيق المشترك معها فى كل الملفات. وأشارت نورهان الشيخ فى تصريحات ل"اليوم السابع" إلى أن هذا أمر متفهم نظرًا للموقف الخليجى المؤيد لثورة 30 يونيو، وأن تلك الزيارة ستكون لها رؤية مستقبلية للاستثمارات الخليجية فى مصر، خاصة مع اقتراب الموعد السنوى لتوافد السياحة الخليجية لمصر.
