وسط حالة من التشاؤم والترقب تم استئناف الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 فى سويسرا بين وفدى النظام السورى والائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة بعد عشرة أيام من انتهاء الجولة الأولى التى لم تحقق أى تقدم ملموس فى الملفات السياسية والإنسانية. وفى غضون ذلك أعرب رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان عن تشاؤمه حيال النتائج المحتملة للمؤتمر ، فيما اكد عضو وفد الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة إن الجولة الديدة ستناقش موضوعين رئيسيين، هما تشكيل هيئة الحكم الانتقالى ووقف إطلاق النار. وأضاف فى تصريحات له أن المبعوث الدولى والعربى الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمى سيستهل المباحثات بلقاءات فردية يجريها مع الوفدين للحصول منهما على التزام كامل بقبول تفاوض إيجابى بخصوص هذين الموضوعين. وكان وفد النظام السورى وصل إلى جنيف فى وقت سابق برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم على غرار الجولة التفاوضية الأولى التى جرت قبل عشرة أيام، ولم تفضِ إلى أى اتفاق سياسى للنزاع، كما وصل أيضا وفد الائتلاف المعارض. وبدوره قال نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد إن الوفد الحكومى سيتابع الجهود التى بذلها فى الجولة الأولى، مشددا على مناقشة بيان جنيف1 بالتفصيل وبالتسلسل الذى ورد فيه. ومن جانبه صرح وزير الإعلام السورى عمران الزعبى بأن أى قرار قد ينجم عن مؤتمر جنيف2سيعرض على استفتاء شعبى . وأضاف الزعبى أن دمشق مصرة على العملية السياسية والمسار السياسي، وسنبقى الباب مفتوحا لإنتاج مثل هذا الحل. فى غضون ذلك اتهم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان النظام السورى بأنه لم يلتزم بما نص عليه مؤتمر جنيف1وأعرب عن تشاؤمه حيال النتائج المحتملة لمؤتمر جنيف 2 . انقسامات المعارضة واستمرارا للانقسامات فى صفوف المعارضة وتباين رؤاها حول المشاركة فى جنيف واهدافها من التفاوض قال عضو هيئة التنسيق الوطنية الممثلة لمعارضة الداخل منذر خدام إنهم لن يشاركوا فى المفاوضات تحت عباءة الائتلاف الوطنى السوري. واضاف فى تصريحات له أنهم وقعوا وثيقتين مع الائتلاف الوطنى تتعلق بالتفاهمات السياسية، ولكنهم فوجئوا بتنصله منها، على حد تعبيره. وكان رئيس الائتلاف الوطنى أحمد الجربا نفى فى تصريحات له خلال زيارته القاهرة أن يكون لدى وفد الائتلاف أى نية للقاء شخصيات من هيئة التنسيق الوطنية الممثلة لمعارضة الداخل لتوسيع وفد المعارضة بالجولة الثانية من محادثات مؤتمر جنيف2، لكنه أشار إلى أنه سيبذل كافة الجهود الممكنة ليضم الوفد المفاوض كافة القوى السياسية الفاعلة. من جهة أخرى، طالب الجربا بحضور فاروق الشرع -نائب الرئيس السوري- إلى مفاوضات مؤتمر جنيف2 لتمثيل النظام السورى بدلا من الوفد السابق الذى وصفه بأنه "ليست لديه مصداقية". واتهم رئيس الائتلاف -فى تصريحات عقب اجتماعه بوزير الخارجية نبيل فهمى فى القاهرة النظام السورى بأنه "نظام كذاب ودجال". وأضاف "نحن نطالب بشخص مثل فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية، فلماذا لا يأتى ويكون على رأس هذا الوفد، فله مصداقية؟ وزاد "أما البقية فما لهم مصداقية عندنا". وينص اتفاق جنيف1 -الذى تم التوصل إليه فى يونيو 2012 - وفى غياب أى تمثيل لطرفى النزاع بسوريا- على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية، كما ينص على وقف فورى للعنف بكل أشكاله وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وشكل بيان جنيف1 نقطة الخلاف الأساسية فى المفاوضات بين وفد نظام الرئيس بشار الأسد والوفد المعارض بإشراف الموفد العربى والدولى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إذ شدد الوفد الرسمى على أولوية "مكافحة الإرهاب"، فى حين طالب الوفد المعارض بالبحث فى "هيئة الحكم الانتقالي". وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعنى تنحى الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، مؤكدا أن مصير الرئيس يقرره الشعب السورى عبر صناديق الاقتراع. من جهته أعرب د. نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن إدانته الشديدة لاستمرار عمليات القصف العشوائى للمدنيين فى مدينة حلب وغيرها من المناطق السورية، مؤكداً على موقف الجامعة المطالب دائماً بضرورة القيام بخطوات عملية من أجل وضع حد لأعمال القتل والتدمير والقصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين وكذلك السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المناطق السكنية المحاصرة. وجدد على موقف الجامعة العربية المؤيد للائتلاف الوطنى السوري، ومشددا على أهمية مواصلة المساعى من اجل إنجاح مسار الحل التفاوضى للأزمة السورية على قاعدة بيان مؤتمر "جنيف1".