اعرف طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخطر ملف فساد مالى ل أحمد بهجت
نشر في النهار يوم 18 - 01 - 2014

تعجبت لدهشة البعض من ذهاب رجل الأعمال أحمد بهجت بقدميه إلى القضاء الأمريكى – مستغلا جنسيته الأمريكية التى يفخر ويتفاخر بها – ليقاضى الحكومة، بعد أن خسر قضية التحكيم أمامها هنا فى مصر، فمن يعرف رحلة صعود أحمد بهجت فى عالم البيزنس وطرقه الملتوية التى سلكها وأسماء الرجال الذين صعد على أكتافهم، لا يمكن له أن يندهش أو يتعجب، فنحن أمام رجل ميكافيلى المذهب نفعى الديانة، لا يحكمه ضمير ولا يؤرقه إحساس وطنى ولا تحكمه سوى مصلحته الشخصية، أما الوطن فليذهب ومن به وفيه إلى الجحيم.
بغرور شديد – أعتقد أنه سيورده موارد التهلكة – اعتبر أحمد بهجت أن القضية التى رفعها ضد حكومة بلاده أمام القضاء الأمريكى مجرد نزاع تجارى – بهجت لا يزال مدينًا للبنوك ب450 مليون جنيه بعد أن وصلت ديونه من البنوك 7 مليارات جنيه – يتيح له القانون بمقتضاه أن يذهب إلى القضاء، دون أن يدرك أو يفهم – وأنى له ذلك من الأساس – أن مصلحة وطنه ينبغى أن تكون فوق ما يتيحه لنا القانون من حقوق، ثم أنه لم يكن بالشجاعة الكافية ليعلن أمام الناس أنه تاجر بوطنه وباعه بثمن بخس، بعد أن منحه هذا الوطن ثروته، أو بالمعنى الأدق صمت حاكموه على تضخم ثروته وتمدد نفوذه تحت مظلة المال الفاسد التى تعتبر عنوانا لحياة وسلوك كثير من رجال الأعمال فى مصر.
قصة أحمد بهجت مع البيزنس يمكن أن تدلنا على أى نمط من رجال الأعمال هو، ترشدنا إلى أن خيانته لوطنه ليست جديدة عليه، فقد اعتاد أن يتحالف مع الشيطان من أجل مصلحته الشخصية، بل إنه فى محطات كثيرة كان يلبس رداء الشيطان نفسه، وليس علينا إلا أن نقف معه فى بعض محطاته التى أعتقد أنها ليست مشرفة على الإطلاق.
لقد كان أحمد بهجت واحدا من المقربين لنظام مبارك، نما وشب وكبر تحت رعاية الرئيس الذى خلعه المصريون لفساده، وحتى عندما اختلف بهجت مع نظام مبارك، لم يفعل ذلك لأسباب سياسية لا قدر الله، ولكن لأن البنوك التى استدان منها شعرت أن حالة الرجل الصحية يمكن أن تكون سببا فى ضياع أموالها، ولذلك سارعت للحفاظ عليها عبر إجراءات قانونية واضحة ومحددة، وهو ما دفع بهجت لأن يتعامل بنفس أدوات مبارك فى التعامل مع من يختلف معهم، فجند قناته الفضائية ليضغط على النظام، وكان الغريب أنه فتح قناته للإخوان المسلمين، وهو ما حاول أن يتاجر به مع الإخوان بعد أن وصلوا إلى السلطة، لكنهم لم يسمعوا منه، لأنهم كانوا يعرفون أنهم كان يحارب بهم مبارك ولا أكثر من ذلك، فقد كانت حيلته مكشوفة للجميع، ولم يكن أمامه إلا محاولة استرضاء الإخوان حتى اللحظة الأخيرة فى حكمهم، لكن زالت دولتهم وظل بهجت فى العراء.
هذه محاولة لكتابة قصة أحمد بهجت مع البيزنس الفاسد والمال الحرام، وهو ليس إلا نموذجا واضحا لحالة ابتلينا بها فى مصر، ولا ندرى متى ستفتح ملفات هؤلاء لوجه الوطن وليس لوجه الخلافات أو الصراعات السياسية، فالرجل الذى يقاضى مصر الآن بجنسيته الأمريكية كان الأولى به مكانا آخر يليق به ويتناسب مع تجاوزاته المالية وسقطاته السياسية وخياناته الوطنية.
■ بهجت حصل على 7 مليارات جنيه من أموال البنوك بوساطة علاء مبارك وضغوط الجنزورى
■ اشترى بمساعدة علاء أراضى دريم لاند 731 فدانًا ب 104 ملايين جنيه رغم أن قيمتها 9.6 مليار جنيه
■ مبارك يقول له فى دريم لاند: مش هتبطل تقول إنك شريك علاء وشقيق بن لادن يتوسط له حتى لا يتم الحجز على أمواله
■ استغل نفوذ سكرتير مبارك ودخل فى شراكة مع زوجته ماجدة البندارى ب 16 شركة من شركات دريم
■ البشير يسهل له أعماله فى السودان.. وبهجت يخدع السودانيين ويبيع أرض الجزيرة إلى القطريين
■ حقيقة علاقة زوجته السورية بصفقة استثماره لأموال بشار الأسد فى مصر
الذين يعرفون رجل المال والأعمال والقروض وأراضى الدولة المنهوبة يؤكدون أنه يعرف من أين تؤكل الكتف جيدا، ولذلك كان طبيعيا أن يصعد، وأن يستمر، وأن يتجاوز العقبات التى اعترضت طريقه، فهو لا يتردد عن خوض أى طريق حتى يصل إلى هدفه.
من بين الأساطير التى يروجها بهجت عن نفسه، أنه بعد حصوله على الدكتوراه من معهد جورجيا فى العام 1982 اخترع جهاز منبه يحسب مواقيت الصلاة واتجاه القبلة فى أى بلد فى العالم، وأنه قابل الرئيس الأسبق مبارك عندما كان فى زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى العام 1984، ولما رآه مبارك هناك طلب منه أن يعود إلى مصر قائلا له: لو الناس مثلك لم يعودوا إلى مصر فمن سيطور البلد.
يصمت أحمد بهجت دون أن يفسر طريقة أو سبب لقائه بمبارك فى أمريكا.. كما يصمت كذلك عن الإشارة إلى علاقته بأبناء مبارك بعد ذلك وسكرتيره الخاص.. وهو ما كان سببا ودافعا له لأن يكون إمبراطوريته المالية، فقد عاد إلى مصر نعم، ولكن ليس ليطورها كما قال مبارك – هذا إذا كانت الواقعة صحيحة – ولكن ليحصل على أموال بنوكها ينعم بها دون أن يضيف شيئا له قيمة إلى هذا الوطن.
بهجت يتحالف مع ابن مبارك وسكرتيره
لا يشير أحمد بهجت كثيرا إلى أصوله ولا يشير إلى عائلته، ويتجاهل أنه كان يسكن فى شقة متواضعة بمنطقة نصر الدين بالهرم، لكنه تمرد على وضعه، وبحث عمن يخترق بهم منطقة السلطة والنفوذ، وطبقا لتقارير صحفية منشورة، فإن بهجت كان يعرف شقيقين هما مجدى ومقبل حمزة، الأول كان يعمل ضابط اتصال لمدة طويلة بقطاع الجوازات لوزارة الداخلية، والثانى كان ضابطا بقسم الدقى، ولما خرجا من الخدمة عملا مع بهجت فى شركته.
كان للشقيقين مجدى ومقبل علاقات قوية ومميزة بمجموعة من كبار المسئولين، وذلك بسبب علاقتهما برجل الأعمال خالد بن لادن شقيق أسامة بن لادن، وكانت هذه العلاقة تحديدا سببا فى معرفتهما بجمال عبد العزيز السكرتير الخاص للرئيس مبارك، والرجل المقرب من قلب وعقل الرئيس الأسبق.. والذى كان مقربا فى الوقت نفسه من حسين سالم وعلاء مبارك.. وهؤلاء جميعا جمعتهم علاقات البيزنس.
لم يفلت أحمد بهجت علاقات صديقيه من بين يديه، فتقرب من جمال عبد العزيز وعلاء مبارك، الذى تدخل بقوة لدى الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء وقتها ليسهل له الحصول على قروض من البنوك، وهو ما تحقق بالفعل، حيث وصلت قروض بهجت من البنوك وعلى رأسها البنك الأهلى إلى 7 مليارات جنيه بضمان شخصى.
العاملون ببواطن الأمور يشيرون إلى أن علاء مبارك لم يكن يساعد أحمد بهجت لوجه الله، ولكن كانت بينهما تعاملات تجارية كثيرة، جعلت بهجت يستقوى باسم علاء مبارك فى الأوساط الاقتصادية، وهو ما جعل مبارك يحرجه أمام مجموعة من الوزراء عندما زار منطقة دريم لاند، فعندما توجه أحمد بهجت ليصافحه، لم يمد مبارك له يده، وقال له: مش هتبطل تقول إنك شريك علاء.
بهجت استغل علاقته بعلاء مبارك فى إقحام منتجاته «جولدى» على عدد من شركات القطاع العام، ويبدو أن العمولة كانت كبيرة، فتحول علاء إلى مندوب تسويق لتليفزيونات وثلاجات وغسالات أحمد بهجت لدى القطاع جميع أجهزة الدولة من مصالح حكومية وشركات تابعة للشركة القابضة للصناعات الهندسية والشركة القابضة للتجارة وقتها.
علاء مبارك كان سببا مباشرا فى حصول أحمد بهجت على أراضى دريم لاند، ولأن ابن الرئيس هو من تدخل فقد حصل بهجت على مساحة 831 فدانا فى مدينة 6 أكتوبر وفى موقع متميز بمبلغ 104 ملايين جنيه وعلى أقساط مريحة، رغم أن قيمة الأرض الفعلية كانت 9.6 مليار جنيه.
كانت الحجة التى دفع بها أحمد بهجت رغبته فى شراء أراضى دريم لاند هى إقامة مساكن لمحدودى الدخل، ورغم نبل الهدف إلا أنه لم يتحقق بالطبع، إذ تحولت دريم لاند إلى مساكن للصفوة حقق من ورائها أحمد بهجت الملايين دون عناء.
بعد أن حجب مبارك أبناءه عن أحمد بهجت، بعد أن بدا تلاعبه بأموال البنوك، وأنه مقدم على كارثة اقتصادية، لم يغلب أحمد بهجت، فقد فتش فى دفاتره القديمة، ولم يجد أمامه إلا صديقيه مجدى ومقبل حمزة، اللذين توسطا لدى صديقهما خالد بن لادن، الذى توسط بدوره لدى مبارك لعدم الضغط على أحمد بهجت وعدم الإضرار به، ولم يجد مبارك أمامه إلا أن يستجيب لوساطة بن لادن الذى كان فيما يبدو يرتبط به بعلاقات خاصة.
السر فى زوجة سكرتير مبارك
فى سنوات الود بين أحمد بهجت ورجال مبارك، يمكن أن نعثر على علاقته الخاصة والمريبة مع جمال عبد العزيز سكرتير مبارك الخاص، فقد دخل فى شراكة مع عبد العزيز، لكن ولأن الرجل كان مقربا من الرئيس بدرجة كبيرة، فلم يظهر اسمه بشكل رسمى فى شركات بهجت، لكن لم يكن صعبا أن يظهر اسم زوجته السيدة ماجدة البندارى.
دخلت ماجدة البندارى مع بهجت شريكة فى 16 شركة من شركات دريم، ومن خلال موقع زوجها استطاعت تقديم كثير من الخدمات له من بينها إدخال منتجاته من التليفزيونات خاصة ماركة جولدى إلى القطاع العام – حدث هذا بالإضافة إلى مساندة علاء مبارك له فى هذا الأمر أيضا – وذلك بعد أن تمت تصفية صناعة التليفزيونات الوطنية واختفت شركة تليمصر من السوق إلى الأبد، ولا أدرى هل تمت تصفية هذه الصناعة الوطنية بشكل عادى، أم تمت من أجل عيون أحمد بهجت الله أعلم.
لم تكن شراكة أحمد بهجت لجمال عبد العزيز وزوجته ماجدة البندارى نوعا من الثرثرة أو النميمة السياسية، فبعد الثورة وعندما تم القبض على جمال عبد العزيز، ظهر تقرير أعدته هيئة الرقابة الإدارية تضمن ممتلكات جمال عبد العزيز، وفيه إشارة واضحة إلى امتلاك عبد العزيز 38 شركة منها 25 شركة يساهم فيها بنسب متفاوتة تخطى رأس مالها 5مليارات جنيه، ومن ضمنها مجموعة شركات أحمد بهجت.
مباحث الأموال العامة تتحدث
لم يكن هذا هو التقرير الرقابى الوحيد الذى أشار إلى استغلال أحمد بهجت لعلاقاته مع رجال نظام مبارك لتحقيق أرباح وتأمين استماراته فى نفس الوقت، فلدينا تقرير أعدته مباحث الأموال العامة فى يناير 2011 بعد أيام قليلة من تنحى مبارك عن ثروة وتجاوزات أحمد بهجت.
محضر التحقيقات الذى تم فى إدارة مباحث الأموال العامة – وأعده العقيد أشرف إدريس المفتش بالإدارة أكد أن كلا من أسامة نظمى سامى وهانى فوزى درياس المساهمين فى الشركة العالمية للإلكترونيات التى يرأس بهجت مجلس إدارتها، اتهما بهجت بأنه قام بزيادة رأس مال الشركة من 10 ملايين و800 ألف سهم إلى 35 مليونا و800 ألف سهم بزيادة قدرها 25 مليون سهم بقيمة اسمية 5 جنيهات دون اتباع الإجراءات القانونية، وأنه استمر فى عدم الإعلان عن القوائم المالية للشركة حتى الآن مما يعنى أنه مخالف لمبدأ الإفصاح والشفافية لحملة الأسهم، كما قام بحرمان المساهمين القدامى بالشركة من الاكتتاب فى زيادة رأس المال، حيث اقتصرت الزيادة عليه فقط، بالإضافة إلى أن أسهم الزيادة فى رأس المال مكنت بهجت من أن تصبح له حصة الغالبية المطلقة فى الشركة، وأن يسيطر على الجمعية العمومية لها، وأنه بعد أن تمكن من اقتناص هذه الزيادة لنفسه أصدر قرارا بتخفيض رأسمال الشركة ب25 مليون سهم، وهو ما أدى إلى تخفيض رأسمال حصص باقى المساهمين بنسبة 84%.
محضر مباحث الأموال العامة لم يتوقف عند بلاغات شركاء بهجت، فقد أثبت محضر التحريات عنه أنه حصل على 1950 فدانا بمدينة 6 أكتوبر، وقد تم تخصيصها له من قبل وزير الإسكان محمد إبراهيم سليمان بسعر لا يتناسب مع قيمتها الحقيقية، مما تسبب فى الإضرار بالمال العام بما يتجاوز 3 مليارات جنيه.
كان طبيعيا أن يظهر هذا التقرير وبشكل رسمى بعد ثورة يناير، وهى الثورة التى قامت من أجل مواجهة فساد نظام مبارك وأعوانه سواء كانوا مسئولين أو رجال أعمال، وكان طبيعيا أن يتم التحقيق فى مخالفات هذا الرجل.. وهو ما نسأل عنه حتى الآن، لماذ لم يتم التحقيق معه فى السطو على أراضى الدولة بالمخالفة للقانون؟
جريمة بهجت فى السودان
وكما خدع أحمد بهجت المصريين هنا وأوهم الجميع فى البداية أنه حصل على أراضى دريم من أجل بناء مساكن لمحدودى الدخل، فعل الأمر نفسه فى السودان، لكن الجريمة هناك كانت أكبر.
لقد اعترضت المعارضة السودانية على استقدام أحمد بهجت للاستثمار فى السودان، قالوا إن الرجل متهم فى مصر بمخالفات كثيرة، فكيف نقدم له الدعم، هل من أجل تكرار تجربته فى السودان، فلو كان فيه خير لبلاده، لقدمه لهم هناك.. لكن الحكومة السودانية بتوصيات مباشرة من عمر البشير سهلت لبهجت العمل هناك، وهو ما يلقى بظلال كثيفة على علاقة بهجت بالرئيس السودانى الذى من المؤكد أنه حصل على ما يرضيه وحتما كان كثيرا.
نزل أحمد بهجت إلى «ولاية الجزيرة» التى منحته مساحة واسعة من الأراضى شمالها على بعد خمسة وعشرين كيلو مترا جنوب الخرطوم، بعد أن تم نزعها نزعا من ملاكها دون شفقة أو رحمة ودون توعيضات عادلة، وقدمت لأحمد بهجت بسعر 3 دولارات للمتر.
كانت هناك توصية من البشير على أحمد بهجت، لكن المفاجأة أنه عمل بنفس المبدأ الذى عمل به هنا فى مصر، فعن طريق أحد رجال القانون السودانيين النافذين والبارزين فى ولاية الجزيرة استطاع أن ينهى كل أوراقه، ولم يحصل الرجل على مقابل كبير، فقد اكتفى بشقتين فى القاهرة.
أغرى بهجت السودانيين بانه سيبنى لهم منطقة سياحية استثمارية تشبه مدينة دريم لاند فى مصر، وهو ما لم يتحقق، فلم تكن المنطقة مناسبة لمثل هذا المشروع على الإطلاق، فقد كانت لدى أحمد بهجت خطة أخرى يستغل من خلالها أرض السودان من أجل مصلحته هو، فقد استغل بهجت بعض المضايقات العابرة فقام ببيع الأرض إلى مستثمرين قطريين، وحصل على المقابل خارج السودان، ورغم أن ولاية الجزيرة كان يمكنها أن تسترد الأرض من بهجت ولا تمكنه من بيعها لأحد، إلا أنها صمتت تماما، لأن المشترى كان قطرياً، فى ظل العلاقات الجيدة والودية التى تربط النظام السودانى بأمير قطر.
أموال بشار الأسد المشبوهة عند بهجت
هناك مساحة غامضة للغاية فى حياة أحمد بهجت، فهو من رجال الأعمال الذين يعزلون حياتهم الشخصية، ولم يظهر مع زوجته السورية الأصل إلا مرات قليلة، يمكن أن نعدها على أصابع اليد الواحدة، لكن زوجته هذه كانت وراء تساؤلات عديدة ترتبط ببيزنس أحمد بهجت مع رجال الأعمال السوريين.
لو اقتصر الأمر على رجال الأعمال السوريين لكان الأمر سهلا وهينا، فيتردد أن أحمد بهجت استغل علاقات زوجاته بمجتمع رجال الأعمال فى سوريا، واستطاع أن ينسج علاقة جيدة مع الرئيس السورى بشار الأسد، الذى قرر أن يمنح بهجت جزءا من أمواله ليقوم باستثمارها هنا فى مصر، وكان هذا المشروع قائما، لكن يبدو أنه تعثر بسبب الثورة السورية والاضطرابات التى تحيط ببشار الأسد.
وهنا يبدو السؤال مشروعا عن علاقة أحمد بهجت بالنظام السورى، وعن الأموال التى قد يكون حصل عليها من بشار الأسد، وهل هناك بالفعل أموال سورية تختفى فى ثروته.. أم أن الأمر يقتصر على الاستثمار هناك، وهو الاستثمار المتوقف حاليا، ستظل هذه علامة استفهام تطارد أحمد بهجت لكن أعتقد أنها لن تكون بعيدة عن الحل قريبا.
السلطان بهجت على قفا الشعب
لقد خدع أحمد بهجت المصريين بحديث طويل عن عمله من أجل محدودى الدخل، وحتى الآن يعلن ندمه لأنه استثمر أمواله فى مصر، رغم أنه فعليا لم يستثمر شيئا من أمواله بل حصل على أموال البنوك وبددها وحصل على أراضى الدولة واستغلها، أى أنه يمن علينا بفلوسنا.
لكن الأهم من ذلك أن أحمد بهجت كان ولا يزال يعيش حياة الملوك بأموالنا، وأرجوكم أن تحبسوا أنفاسكم وأنا أحدثكم عن حياة هذا الرجل، الذى لم يتوقف عن متع الحياة رغم أنه أصيب فى العام 2006 بانفجار فى أحد شرايين القلب أثناء تواجده فى الولايات المتحدة فى زيارة مع الوفد الرسمى المصاحب لمبارك، وهو ما استدعى تركيب منظومة إلكترونية داخل جسده لتنظيم عمل ضربات القلب وتدافع الدم إلى باقى أجزاء الجسم، وهى المنظومة التى تحتاج إلى صيانة دورية بأمريكا.
لقد كان أحمد بهجت ولا يزال يحرص على أن يظهر بمظهر التقى الورع الزاهد فى الحياة، لكن الحياة التى يحياها تقول عكس ذلك تماما، فهو ينفق عدة آلاف يوميا على أفراد حراسة ممتلكاته، وهم حرس لا يترددون فى إطلاق النار على كل من يقترب منها حتى لو كان عابر سبيل.
يعيش أحمد بهجت فى قصر أقامه على 11 فدانا، وهو مكون من عدة مبان، الرئيسى منها عبارة عن ثلاثة طوابق، هذا غير مبنى للضيافة ومبنى للخدم ومبنى للأمن، المبنى الرئيسى يضم 120 حجرة، وبه 15 حماما، وأمام القصر بحيرة صناعية ضخمة احتلت وحدها فدانا ونصف الفدان.
قصر أحمد بهجت ليس وحده الدليل على حياة البذخ التى يعيشها الرجل ولم يكن لنا أن نتحدث عنها لو أنها كانت من أمواله الخاصة، لكنها فى النهاية على قفا الشعب المصرى الذى له حق فى كل ما يملكه بهجت الآن فهناك ما هو أهم، فلدى بهجت فيللا فى مدينة 6 أكتوبر يحرسها طاقم أمنى مكون من عشرة أفراد على ورديتين، هذا غير 12 خفيرا مقسمين على ورديتين أيضا، ويعمل بالفيللا سبع شغالات فلبينيات ومصرح لهن وحدهن بالدخول والخروج من الفيللا بحرية شديدة.
بنى بهجت أيضا فيللا أخرى فى دريم لاند على غرار فيللته فى منطقة لسان الوزراء فى أبو سلطان، وقد انتهى كذلك من بناء بيت ريفى فى دريم لاند على غرار البيت الريفى الذى يمتلكه داخل عزبته فى المريوطية.
هذا عن القصور والفيللات، أما السيارات فحدث عنها ولا حرج، ففى جراجه الكبير الذى يقع خلف فيللته ب 6 أكتوبر 8 سيارات، ثلاث منها مرسيدس، واحدة منها عيون سوداء اللون وهى مخصصة لتنقلات زوجته، والسيارتان الأخريان شبح ولونهما أبيض، ويمتلك كذلك سيارة جيب أمريكانى لونها نبيتى غامق، كما يمتلك سيارة ماركة m5 – bmw.
قد يغيظك هذا الأسطول من السيارات، لكن ما سيغيظك أكثر عندما تعرف أن أحمد بهجت ظل ولفترة طويلة يعمل معه سائق اسمه الحاج عصام، كانت كل مهمته أن يقوم بتمشية السيارات كل يوم لبعض الوقت حتى لا تصدأ.
وكما ينفق أحمد بهجت ببذخ على قصوره وفيللاته وسياراته، ينفق أيضا ببذخ على أكله وشربه، ومن المعروف عنه أنه كان شرها للطعام بصورة كانت تثير استياء بعض من حوله، لكنهم فى النهاية لا يجدون أمامهم إلا أن يشاركوه طعامه.
قد يكون من حق بهجت أن يسكن فى المكان الذى يريد وأن يركب السيارات التى يرغب وأن يأكل كما يشاء، لكن بشرط أن يكون كل ذلك من أمواله هو التى كسبها أو التى ورثها عن السيد والده، لكن أن يفعل ذلك كله بأموال البنوك، وبأموال أراضى المصريين، فهو أمر لا يمكن أن يقدم عليه إلا شخص لا يرى إلا نفسه ولا يهتم بأحد سواه.
الهارب من المواجهة والابن السلفى الغامض
من بين ما يتاجر به أحمد بهجت أنه كان مضطهدا فى عصر مبارك، وهى قضية حتما سنفتح ملفاتها قريبا جدا، خاصة أن هذا الملف متخم بالأوراق والشهود، لكننى أتوقف قليلا عند ما يقوم به أحمد بهجت الآن، وهو التمسح فى ثورة 30 يونيو، للدرجة التى يمكن أن تعتبره واحدا من صناعها والمحرضين عليها، رغم أنه لم يفعل إلا الهروب الكبير، حتى لا يتورط فى شىء.
فى 29 يونيو أى قبل 24 ساعة فقط من الثورة هرب أحمد بهجت بجلده، خرج إلى زيورخ فى زيارة بصحبة أسرته، بعد ذلك حاول مكتبه الإعلامى أن يستر عورته السياسية ويشير إلى أن هذه الزيارة كان مرتبا لها من قبل، وأنه لم يهرب، رغم أنه فعليا كان يريد أن ينجو بنفسه بعيدا عن الحدث الأهم فى مصر.
ذهب أحمد بهجت بعيدا يرقب الحدث، ولينظر أى الكفتين سترجح، حتى لا يتورط فى تأييد أحد، بما يمكن أن يحسب عليه بعد ذلك، لقد ظل أحمد بهجت حتى اللحظة الأخيرة يرقب الموقف، حتى بعد أن انتصرت إرادة الشعب وتمت إزاحة مرسى إلى غير رجعة، ظل يمسك العصا من المنتصف، ربما اعتقادا منه أن كفة الإخوان يمكن أن ترجح وتعود الجماعة إلى الحكم مرة أخرى.
كانت هالة سرحان تسجل حلقات برنامجها الرمضانى الذى عادت به إلى شاشة قناة دريم « هالة زاد».. قبل أيام قليلة من الثورة، سخرت هالة سرحان بقسوة من الإخوان ومن محمد مرسى ورجال الجماعة الكبار، فقرر بهجت عدم عرض البرنامج من الأساس وأرسل إنذارا لمحمود بركة منتج البرنامج بفسخ التعاقد معه.
عندما قامت الثورة أفرج بهجت عن الحلقات وكتب على الشاشة أنها سجلت قبل 30 يونيو ربما بحثا عن بطولة لا يستحقها، لكن عندما استضافت هالة عبد الله السناوى ومصطفى بكرى وياسر رزق فى حلقات منفصلة وهاجموا فيها الإخوان بقوة لم يسمح بهجت بإذاعة الحلقات ولا تزال قابعة فى مكتبة محطته.
الأكثر من هذا أن أحمد بهجت لديه ابن سلفى كان يعيش فى أمريكا، وفى الشهور الأخيرة من حكم الإخوان عاد إلى مصر، وكانت خطته أن يسيطر على قنوات دريم ويحولها إلى قنوات مساندة ومؤيدة للإخوان، وعقد اجتماعات بالفعل مع أسامة عز الدين الرجل الغامض فى إمبراطورية أحمد بهجت والوفى له لأسباب يعرفها هو جيدا – لن يكون من الصعب أن نفصح عنها فيما بعد – طلب منه فيها أن يغير شكل القنوات وأن يلزم المذيعات بالملابس المحتشمة، لكن قبل أن يتمكن ابن بهجت السلفى من تنفيذ خطته قامت الثورة، فعاد مرة أخرى إلى أمريكا ليواصل حياته.
ابن بهجت السلفى هذا خطب ابنة شقيقة حازم أبو إسماعيل التى تعيش فى أمريكا منذ سنوات طويلة، وكان واحدا من مريديه وتلاميذه، ولم يكن غريبا أن يعود إلى مصر بعد اتصال من حازم أبو إسماعيل ليتولى مهمة تطويع قنوات دريم من أجل الدفاع عن الإخوان، وهو بالمناسبة ما لم يعترض عليه أحمد بهجت على الإطلاق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.