قال الدكتور احمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أن ثورة شباب 25 يناير لم تأتى فجأة، موضحا إنها حصيلة تراكمات لسنوات عديدة من الظلم والقهر، موضحا أنها أول ثورة تتم من خلال التواصل عبر الانترنت باستخدام التكنولوجيا الحديثة ، يعود الفضل فيها إلى " الفيس بوك" بقيام شباب الثورة بالتواصل مع بعضهم البعض سواء في مصر أو من خلال اتصالهم بالعالم كله. وأضاف عكاشة خلال "ندوة رحلة في نفس شباب الثورة "التي عقدها صالون إحسان عبد القدوس الثقافي بنقابة الصحفيين وأدارها الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بالنقابة في حضور عدد من ثوار يناير وطلاب الجامعات، أن ثورة 25 يناير ليست كباقي الثورات التي قامت بسبب الجوع أو انقلاب عسكري إنما قام بها الشباب من اجل استرداد الكرامة . ووصف عكاشة "ثوار يناير" بالنخبة الذكية المتعلمة الواعية المتيسرة قائلا هم " شباب من اسر طيبه لاتعانى الجوع أو الفقر، لكنهم عندهم رغبه حقيقة في استعادة كرامة المواطن المصري فثورة الشباب "ثورة كرامة" ،بحسب تحليله . وأشارالى أن الشعب المصر عانى الظلم سنوات طويلة من الاستعمار الأجنبي إلى أن جاءت الثورات وحررته ليسقط في عصر الظلم والقهر والقمع سنوات لينتقل من الاستعمار إلى "الاستحمار" من قبل نظام فاسد أذاق المصرين العجز والقهر ، لتأتى ثورة الشباب لاستعادة الكرامة ، موضحا أنها جمعت بين الشباب المثقف بغض النظر عن انتمائه سواء حزبي أو ديني ، ملحد أو شيوعي فقير أو غنى فهم لم يسعوا وراء فكره أو مطلب ديني أو حزبي إنما تطلعوا لهدف واحد هو كرامة الإنسان المصري قائلا" الشباب أشعرونا بالسعادة والكرامة وتجاوز بثورتهم حب الذات". وأعرب عكاشة عن تخوفه من كثرة الإضرابات والاعتصامات الاخيره ، واصفا لها بالخراب الذي سيدمر ثورة الشباب ،مطالبا بعدم دعم الإعلام والشعب لها، وضرورة الاتجاه نحو البناء بعيدا عن الهدم الذي تحدثه تلك الاعتصامات الفئوية . وأجاب عكاشة عن رأيه في مشروع قانون تجريم للاعتصام أجاب " أنا مع تنظيم الاعتصام والإضراب وليس تجريمه وضد الفوضى والتخريب التي تحدث الآن وتعطل حركة سير العمل والإنتاج وخاصة ماسمعت عنه من حرائق في المصانع والبنوك ،مطالبا بقانون ينظم الاحتجاج والاعتصام ولا يجرمه ولا يعاقب علي أي اعتصام سلمى " وفى تحليله لشخصية ضابط الشرطة قال "كل رجال الشرطة يتسمون بذات الصفات وان أسباب قيام بعضهم بالتعذيب نابع من منحهم من قبل المسئولين " السلطة المطلقة " فأشعرتهم بالزهو مما أدى إلى اتسامهم بالعنف والقسوة وتمادوا في التعذيب ، مشيرا إلى أن نفسية ضابط الشرطة ستتغير لوتأكد من وجود مساءلة ومحاسبه له عن ما يفعله ". ونفى عكاشة ماقيل عن تعاون بينه وبين الداخلية بتنظيم برامج تدريبيه لتأهيل الضباط الشرطة نفسيا " قائلا " يؤسفنى انه لم يتصل بى أحدا سواء وزيرالداخليه الحالي أو السابق، لافتا إلى أن الضباط في حاجة فعليه للتأهيل النفسي بالأضافه إلى أن الشعب المصري بأكمله في حاجه لتأهيل نفسي ، ليكتسب ثلاث صفات منها القدرة على التفاهم والحوار والتسامح وتقبل الأخر". وعن تحليله لشخصية الزعيم الليبي معمرالقذافى قال عكاشة " صعب تشخيص حاله بدون فحصها لكن واضح من سلوكه انه شخصيه شاذة ومضطربة وتعانى خلل في سلوكه وفى محتوى تفكيره ويعانى جنون العظمة ، قائلا "لا أريد وصفه بالمريض النفسي ،وأفضل له وصفه ب "مجرم حرب" عن وصفه بالمريض النفسي ، وحتى لوصنف مريض نفسي فلا يمنع ذلك من محاكمته على جرائمه. عن رأيه النفسي في مرشحي الرئاسة الحالين أكد عكاشة " جميعهم احترمهم لكنى أرى عدم صلاحيتهم للحكم مفضلا المرشحين من الشباب أو متوسطي العمر ، مبررا ذلك بأن المرشحين من كبار السن فوق 60 عاما يعانون بتصلب في الأفكار يشابه تصلب الشرايين حيث يفقد القدرة على اتخاذ القرار والحوار والمرونة والإبداع لذلك فهم لايصلحون للحكم". وحذر عكاشة من استمرار الجيش و الشرطة العسكرية في تولى مسئولية قيادة مصر فترة تتجاوز الستة أشهر المقبلة وان عودتهم لثكناتهم أفضل لهم وللشعب حتى لاتسقط هيبتهم ،قائلا " نفس الإنسان تتغير كما أنهم غير مهئين لإدارة شئون البلاد الداخلية ،منوها عن أن بقائهم في السلطة اكبر وقتا يمنحهم الشعور بالسلطة المطلقة فتضعف هيبتهم" .