اعتبر الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، أن ما حدث فى مصر عقب انسحاب الشرطة في يوم "جمعة الغضب" 28 يناير يعد سابقة من نوعها، وقال إنه لم يحدث في أي مكان أن يظل شعب هذه المدة بدون وجود للشرطة دون أن تحدث حالة نهب أو سرقة واحدة. وإضاف أن الشعب بجميع طبقاته وفئاته وقفوا جنبا إلى جنب لحماية وطنهم، في إشارة إلى اللجان الشعبية التي تشكلت لحفظ الأمن في الشوارع ومنع عمليات السلب والنهب بعد حدوث حالة الانفلات الأمني، وأشار إلى أن اليابان شهدت 250 ألف حالة نهب في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع مؤخرا. وقال عكاشة في ندوة بنقابة الصحفيين مساء السبت، إن نسبة الأذكياء فى أي شعب 20% و80% من متوسطي وقليلي الذكاء، وإن 20% هم من يقودون الشعب، واصفا الشباب الذين خرجوا في ثورة 25 يناير بأنهم من النخبة الذكية المتعلمة الميسورة الحال ولم يكونوا يريدون شيئا لأنفسهم، لكن كانت لديهم الرغبة الشديدة فى استعادة كرامة المواطن، معتبرا أن ثورة 25 يناير هي أول ثورة تخرج عن طريق الإنترنت. وتوقع أن يحكم الشباب العالم خلال فترة تتراوح ما بين 10 إلى 15 سنة، وأن لا يكون هناك مكان لمن هم فوق الخمسين والستين، وأثنى على شباب الثورة الذي خرج ليضحوا بأنفسهم من أجل حياة أفضل لباقي الشعب، لكنه رأى أن الذين لم يفعلوا شيئا على مدار الثلاثين عاما الماضية هم من يركبون الموجة الآن. وحذر عكاشة من أن "استمرار الهدم في النظام الفاسد قد ينسينا البناء"، واعتبر أن "واجبنا أن نتجه للبناء"، منتقدا الاعتصامات والإضرابات الفئوية التي تشهدها مصر للمطالبة بزيادة الأجور، ووصفها بأنها "خراب، وليست فى وقتها". من جهته، قال محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إن الثورة في بدايتها وإن بقايا النظام لا تزال موجودة، وإن هناك ظلما حاليا لا يقل عما كان يحدث أيام الرئيس السابق حسني مبارك. وانتقد مشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء لتجريم الاعتصامات والإضرابات التي تعطل الإنتاج، ووصفه بأنه "قانون غير مقبول بعد الثورة"، لكن عكاشة عارضه الراي مؤيدا لتجريم بعض الاحتجاجات، لأن الفوضى والاعتصامات والإضرابات ستقضي على أي بناء بعد الثورة.