يواصل عدد من الأساتذة بجامعة الأزهر جهودهم لإنهاء الأزمة بفرع أسيوط "الذي يطالب بالانفصال" عن الجامعة بعد أن تجاوز الاعتصام أسبوعه الثاني، حيث توقفت الدراسة وأغلقت أبواب الجامعة للضغط علي شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، رئيس المجلس الأعلى للأزهر، الذي أكد "وحدة جامعة الأزهر"، ورفض كل محاولات التفتيت بتقسيم الجامعة إلى ثلاث جامعات "بحري وقبلي والقاهرة"، وذلك حفاظا على هوية الأزهر ومكانته العلمية، ووحدة فكره، لأن هذا التقسيم يحقق مطالب استعمارية خبيثة تثير الفتن والانقسامات الفكرية، وتمثل تهديداً لتاريخ الأزهر ومكانته وكيانه. كان المجلس قد قرر تفويض نواب رئيس الجامعة للفرعين البحري والقبلي باختصاصات رئيس الجامعة فى الشئون "المالية والإدارية والقانونية"، لتحقيق الأهداف العلمية والإدارية والقانونية، والتصدي للمشكلات التي تواجه الفرع بالسرعة المطلوبة، وذلك في محاولة من الأزهر لإنهاء الأزمة. وكان أعضاء هيئة التدريس والطلاب وجميع العاملين بجامعة الأزهر فرع أسيوط دخلوا فى إضراب عام عن العمل قبل يومين، للمطالبة باستقلال الفرع تحت مظلة المجلس الأعلى لجامعات الأزهر، وقام المتظاهرون بغلق جميع أبواب الجامعة الرئيسية والفرعية، مطالبين بسرعة التدخل منعا لتفاقم الأزمة. وحول بداية الأزمة قال الدكتور محمد قاسم عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: إن هناك العديد من المشاكل في فرع جامعة الأزهر بأسيوط ، فقد تم إنشاء جامعة الأزهر بأسيوط بقرار من الرئيس السادات وتمويل من الملك فيصل رحمهما الله بالسبعينات وتم استغلال هذه الأموال بخزانة الدولة لأغراض أخرى وتركوا لنا الفتات، ونظرا للكيان الضخم لجامعة الأزهر وسيطرة الإدارة الحالية على كل النواحي بكليات الفرع فقد أدى ذلك إلى شلل وقصور شديد فى مستوى الكليات بفرع أسيوط، ولا يزال 80 % من أرض الجامعة خالية لم يتم استغلالها وهى معرضة للسطو والتعدي من أى جهة، و لو قمنا بعمل مقارنة مع جامعة أسيوط فسنجد أن كل الإمكانيات متاحة بها وغير موجودة بجامعة الأزهر فرع أسيوط رغم ان الاثنين ينتميان لدولة واحدة وميزانية واحدة والمفترض أنهما متساويان فى الوظيفة والأهمية والحقوق. وقال أعضاء هيئة التدريس بفرع أسيوط بالجامعة : إنه من أهم المشاكل القائمة والتى لابد من علاجها فورا نظرا لشدة خطورتها على الكيان الجامعي ومنها استقلال إدارة الفرع بحيث يكون لنائب رئيس الجامعة لشئون الفرع صلاحيات كاملة كرئيس جامعة دون استئذان أو موافقات من القاهرة، بعد أن ثبت للجميع فشل الإدارة المركزية التى لا تلم بكثير من احتياجات الفرع، وتخصيص ميزانية جامعة كاملة لفرع أسيوط لأنها لا تقل عن أى جامعة أخرى فى احتياجاتها وحقوقها، واستيفاء الأجهزة والمعدات الناقصة فى كل الكليات وسرعة اتمام المباني الناقصة فبها لأنه لازال بها كليات ليس لها مبان مخصصة وتشترك مع غيرها فى نفس المبنى - والانتهاء من بناء المستشفى الجامعي الذى طال انتظاره أكثر من 20 سنة ، ولا توجد مكتبة مركزية أو مسجد أو مطعم ولا يوجد بها شبكه صرف صحي حتى الان !! وطالب أعضاء هيئة التدريس في بيان له حصلت "المراقب" علي نسخة منه بالشروع فورا فى توفير مبنى مستقل وكل لوازم الأجهزة والتأثيث لطلاب كليتي الطب والصيدلة للبنات اللائي تمت إضافتهن هذا العام دون تخصيص أى إمكانيات لهم ولا يمكن قبول هذا الوضع الكارثة فى أى دولة فى العالم، وفصل واستقلال الدراسات العليا بفرع أسيوط لأن ذلك يسبب معاناة لكل الأطراف ويشكل إهانة لأساتذة الفرع وكلياته، ورعاية الطلاب والمدن الجامعية والأنشطة الرياضية وتقديم الرعاية الصحية اللائقة لهم بعد إهمال جسيم دام طوال هذه السنين. بالإضافة إلي توفير السكن اللائق والمواصلات بما يليق بأعضاء هيئة التدريس كما تم فى جامعة أسيوط، وضرورة الاستجابة الفورية للإضراب الحالي الذى بدأ فى أخر فبراير الماضي وتلبية مطالب أعضاء هيئة التدريس. قانون لفصل الجامعة وشكل المعتصمون من أعضاء هيئة التدريس بأسيوط لجنة لوضع مقترح مشروع لفصل فرع الجامعة لتقديمه لمجلس الشعب لدراسته وإقراره، وبالفعل انتهت اللجنة المكلفة بوضع مقترح المشروع من عملها وأصدرت بيانا بالمشروع "حصلت العربي " علي نسخة منه ، حيث جاء فيه أنه نظراً لعراقة الأزهر الشريف ودوره المهم والمؤثر إقليمياً وعالمياً حيث إن جامعة الأزهر هي ثاني أقدم جامعة علي مستوي العالم كما أن الأزهر الشريف هو القبلة التشريعية الوسطية للشريعة الإسلامية الغراء لجموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ولما كان ينظر إلي خريجي جامعة الأزهر بمكانة عاليه بين أقرانهم من خريجي الجامعات الأخري محلياً وعربياً وعالمياً الأمر الذي يستلزم معه حتمية التطوير المستمر لمؤسسات الأزهر الشريف والتي من بين كياناتها جامعة الأزهر ، وحيث إن للتعليم أهمية خاصة بالنظر إلى التحديات المعرفية التي يطرحها التقدم العلمي المعاصر وطبيعة وسرعة الحركة في عصر تتشابك فيه كافة أوجه الحياة في التعليم والعمل والإنتاج والاتصال والثقافة....إلخ. وجاء في البيان أن عملية التطوير الشامل للتعليم تنطلق من رؤية واضحة لطبيعة التحديات والمتغيرات المحلية والإقليمية في كافة المجالات، مع دراسة واعية لطبيعة التأثيرات المتزايدة للعولمة وعصر المعرفة وثورة الاتصالات وما حدث من طفرات تقنية ومعرفية، ونظرا لأن التعليم هو السبيل الوحيد والأساسي لتغيير مستقبل مصر إذ أنه الكفيل بتغيير كافة أوجه الحياة فيها بما في ذلك سلوك المواطنين، والتعليم على وجه التحديد هو الحلم الذى تتطلع إليه الأسرة المصرية الآن بكل مشاعرها ويحدوها أمل كبير فى ترجمة حقيقيه لكل هذه الأحلام والتطلعات. وجاء في بيان اللجنة أنه قد خطت مصر خطوات رائدة في مجال تحسين نوعية التعليم العالي وجعله في متناول عدد متزايد من الطلبة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وتختص الجامعات بكل ما يتعلق بالتعليم الجامعي والبحث العلمي الذي تقوم كلياتها ومعاهدها في سبيل خدمة المجتمع والارتقاء به حضاريا وتزويد البلاد بالمتخصصين والخبراء في مختلف المجالات، ولما كان الانتشار الجغرافي الواسع لكليات جامعة الأزهر على مستوى جمهورية مصر العربية وترامي أطرافها من المشاكل الأساسية التي تعيق الجامعة في آداء رسالتها العلمية والعملية. وأشار البيان إلي أن كليات جامعة الأزهر منتشرة بعدد/ 21محافظة ومدينة بيانها: القاهرة / الزقازيق / الشرقية / الدقهلية / المنصورة / دمياط / دمنهور / دسوق / طنطا / كفر الشيخ / بورسعيد / الاسكندرية / البحيرة / المنوفية / بنى سويف / أسيوط / سوهاج / جرجا/ قنا/ الأقصر / أسوان. وقال إنه فى ظل هذا الاتساع والانتشار الجغرافي لا تتحقق الإدارة الرشيدة فى سير العمل والنهوض بالعملية التعليمية والبحثية بالجامعة، ولأن رؤية التطوير فى إدارة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ترتبط بتحديد حد أقصى لعدد الطلبة فى الجامعات لإمكانية إدارته بكفاءة وفاعلية بهدف النهوض بالعملية التعليمية والبحثية وتحقيق التنمية والتقدم للمجتمع. بالإضافة إلى أن محور عملية التعليم هو عضو هيئة التدريس الذى يشكل الثروة الحقيقية للتعليم العالى وأمل البلاد فى التنوير والحركة تجاه مستقبل أفضل، لذا فإنه لتحقيق الإدارة الرشيدة لسير العمل والنهوض بالعملية التعليمية والبحثية لجامعة الأزهر فى ظل هذا الاتساع والانتشار الجغرافى يكون تقسيم جامعة الأزهر أمراً حتمياً لتحقيق اللامركزية ولضمان جودة العمل والمتابعة. مشروع المقترح التقسيم الجغرافي لجامعة الأزهر إلي ثلاث جامعات ، حيث يتم تقسيم جامعة الأزهر إلي ثلاث جامعات علي أساس جغرافي علي أن تتبع تلك الجامعات في سياستها سياسة المجلس الأعلي لجامعات الأزهر ويسري عليها الأحكام والقوانين المنظمة للعمل بالمجلس الأعلي للأزهر، حيث يشتمل التقسيم الجغرافي للجامعة علي التقسيمات الآتية : 1- جامعة الأزهر بالقاهرة 2- جامعة الأزهر بأسيوط (الوجه القبلي ) 3- جامعة الأزهر بطنطا (الوجه البحري) وفيما يلي جدول تقريبي يوضح الكيان الحالي لفرع الجامعة بأسيوط: الكوادر والإمكانيات الأعداد كليات 15 طلبة / طالبات 93247 هيئة التدريس 2053 عاملين كادر عام 3000 ومما سبق يتضح حتمية فصل واستقلال فرع الجامعة بأسيوط ليصبح جامعة مستقلة تنطوي تحت عباءة المجلس الأعلى لجامعات الأزهر وذلك لتحقيق ضمان ضبط العملية التعليمية وتحقيق جودتها، والقضاء علي المركزية الشديدة في الأمور المالية والإدارية الأمر الذي يؤثر على انسياب العمل وتدفقه ويمثل عائقا في سبيل أداء الكليات لرسالتها العلمية وخدمة المجتمع.. و يتبع هذا التقسيم الإجراءات الآتية: 1- تكوين المجلس الأعلى لجامعات الأزهر والذي يتألف من رئيس المجلس الأعلي لجامعات الأزهر (ويشترط فيه أن يكون من بين الأساتذة العاملين بأحدي الكليات الأصيلة) ورؤساء الجامعات الثلاث ونوابهم. 2- أن يكون لكل رئيس جامعة أربعة نواب يعاونوه في إدارة شئونها العلمية والإدارية و المالية ويقوم أقدمهم مقامه عند غيابه. و يختص أحد نواب رئيس الجامعة بشئون الطلاب والتعليم، ويختص النائب الثاني بشئون الدراسات العليا والبحوث، ويختص النائب الثالث بشئون البيئة وخدمة المجتمع، ويختص النائب الرابع بشئون أعضاء هيئة التدريس. 3- إفراد فصل مستقل في الموازنة العامة للدولة لكل جامعة من جامعات الأزهر الثلاثة بحيث يكون لكل منها هيكل تنظيمي ووظيفي مستقل وموازنة مستقلة. 4- يكون لكل رئيس جامعة كافة الصلاحيات الممنوحة لأقرانه من رؤساء الجامعات المصرية . 5- يمثل رئيس المجلس الأعلى لجامعات الأزهر ، جامعات الأزهر في المحافل والمؤتمرات والندوات الإسلامية الدوليه والمحلية المتعلقة بدور الأزهر في نشر تعاليم الدين الإسلامي القويم. 6- اتخاذ كافة التدابير التشريعية والإدارية التي تحقق ذلك الهدف. ويتبع جامعة الأزهر بأسيوط الكليات التالية: كلية أصول الدين والدعوة بنين / أسيوط- كلية اللغة العربية بنين / أسيوط- كلية الشريعة والقانون بنين / أسيوط- كلية الزراعة بنين / أسيوط- كلية العلوم بنين / أسيوط- كلية الصيدلة بنين / أسيوط- كلية طب الأسنان بنين / أسيوط- كلية الطب للبنين / أسيوط- كلية الهندسة بنين / قتا- كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين / قنا- كلية الدراسات الإسلامية بنين / أسوان- كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات / بنى سويف- كلية البنات الإسلامية بأسيوط (شعبة أصول الدين – شعبة اللغة العربية – شعبة الشريعة الإسلامية).- كلية الشريعة والقانون بنات / أسيوط- كلية الصيدلة بنات / أسيوط- كلية الطب بنات / أسيوط- كلية التربية بنات / أسيوط- كلية التجارة بنات / أسيوط- كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات / سوهاج- كلية اللغة العربية بنات بجرجا- كلية الدراسات الإسلامية بنات / (طيبة – الأقصر) وفي نهاية البيان طالب أعضاء هيئة التدريس بأسيوط الهيئات المعنية بسرعة الاستجابة لذلك المطلب، واتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة.