صورة أرشيفية لسد الالفية قال الدكتور أيمن السيد شبانة المدرس بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية أن إيران تركز فى تجارتها مع أفريقيا على استيراد اليورانيوم، ، بينما تقتصر تجارة مصر على البن والشاى الأفريقى. وحذر شبانة خلال المؤتمر الدولى الذى نظمة مركز الدراسات المستقبلية والاستراتيجية تحت عنوان مستقبل العلاقات المصرية الافريقية، من بعض مصالح وأهداف للقوى الأقليمية في القارة الأفريقية ومنها استخدام إسرائيل لإفريقيا كسوق مفتوح لترويج منتجاتها من السلاح بسبب النزاعات المسلحة التى تنتشر عدة دول أفريقية، وأن إسرائيل تروج لعدة اساطير فى هذا الصدد محاولة الربط بين التاريخ اليهودى والأفريقى. فيما قال الدكتور هانئ رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الآهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية :" ان الصين اتجهت الى سياسة التوسع في القارة الأفريقية حتى وصل حجم الاستثمار الصينى في القارة الافريقية إلى 39،7بليون دولار عام 2006، إضافة إلى مساهمة الاف الصينين في بناء المنشآت الرياضية ومقار الوزرات وخطوط السكك الحديدية في ظل غياب مصرى واضح في العقود الثلاثة الأخيرة". فيما شدد السفير احمد حجاج رئيس الجمعية الأفريقية على ضرورة قيام الدول الأفريقية بدور فاعل في عودة العلاقات المصرية الأفريقية إلى سابق عهدها وازدهارها كما كانت في عهد الرئيس المصرى السابق جمال عبد الناصر. وتابع حجاج كلمته حول العلاقات المصرية الأفريقية مستعرضا تاريخ تلك العلاقات منذ العصور الفرعونية مرورا بالعصر الإسلامى ثم فترات الاستعمار الذى شهدته القارة السمراء لفترات طويلة وصولا إلى الفترة الحالية، وبالرغم من ان هذه العلاقات ليست في اوج ازدهارها كما كانت في عهد الرئيس المصرى السابق جمال عبد الناصر، وفق قول حجاج ، إلا أن العلاقات المصرية الأفريقية حالياً ليست بالسوء الذى تروج له وسائل الإعلام، حيث تشهد القارة استثمارات لكثير من رجال اعمال المصريين، إضافة إلى وجود بعثات دبلوماسية كبيرة متبادلة بين كلا من مصر والدول الأفريقية . ونوه حجاج إلى ضرورة وجود تفاهم بين مصر ودول حوض النيل على كيفية الاستغلال الأمثل لمياة النيل الذى يمثل شريان الحياة بالنسبة لمصر. فيما تناولت الدكتورة أمانى الطويل مدير الوحدة الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية الواقع الجيو استراتيجى للقارة الأفريقية، لافتة إلى الصراع الدولى للسيطرة على القارة السوداء يسعى لتهميش الدور المصرى العربى ، مشددة على ضرورة وجود مشروع خاص لمصر فيما يتعلق بنهضة أفريقيا. وأشارت الطويل إلى أن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك احتسب الدور المصرى في أفريقيا بنظرة اقتصادية بحتة عن طريق حساب التكلفة والعائد المادى من وراء تلك العلاقات، بغض النظر عن العائد السياسى والأمنى، لذلك يجب مراجعة السياسية المصرية تجاة القارة الأفريقية خلال العقدين الآخيرين وأضافت الطويل :" أن هناك 12 دولة ابدت اهتماما كبيرا بليبيا بعد الثورة (ليس من بينها مصر)". مؤكدة على وجود ترتيبات ومصالح غريبة للاستفادة من النفط الليبى في الفترة المقبلة فيما تناول الدكتور محمود أبو العينين عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية المتغيرات التى تحكم علاقة مصر بالقارة السمراء في المدى المنظور ومنها ثورات الشمال الأفريقى ( مصر – ليبيا – تونس)، وانفصال جنوب السودان عن شماله، التكالب الدولى على موارد الدول الأفريقية والتنافس الغربى المحموم في هذا الاطار في ظل ضعف عربى ومصرى واضح. وأكد أبو العينين على ضرورة تغيير وتحديث مؤسسات وأجهزة صنع السياسة واتخاذ القرار في مصر لوضع سياسة عامة ثابتة لعلاقة مصر بأفريقيا لا تتغير بتغير الرئيس استثمارا للمناخ الإيجابى الذى يسود مصر في علاقتها بدول حوض النيل بعد الثورة. فيما انتقد الخبير فى الشئون الأفريقية الدكتور إبراهيم نصر الدين الضجة الإعلامية المسارة حول سد النهضة أو الألفية الذى ستقوم اثيوبيا ببنائه، ضمن 50 سد أكثر، وقال نصر الدين : " سد الالفية لن يؤثر على حصة مصر والسودان من مياة النيل، لأنه مقام فى منطقة صخرية شديدة الانحدار أى أنها لا تصلح للزراعة، بل سيستخدم فى توليد الكهرباء كما أعلنت أثيوبيا، والأفضل لمصر أن توافق على بنائه حالياً، بدل من أن تضطر للموافقة فيما بعد". وشدد نصر الدين على ضرورة البدء فورا فى تشكيل مجلس قومى مصرى للشئون الأفريقية وعدم الانتظار لما بعد الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية. أكد الخبراء المشاركون في المؤتمر على ضرورة قيام مصر بدور أكثر فاعلية في مواجهة النفوذ الإسرائيلى / الصينى المتنامى في القارة الأفريقية حماية للأمن القومى المصرى . حظى المؤتمر بحضور كبير من سفراء ودبلوماسى عدة دول عربية وأفريقية وغربية منها : كوت ديفوار والصومال والكاميرو والمغرب والولايات المتحدة وروسيا وأفغانستان والعراق إضافة إلى ممثل لوزارة الخارجية المصرية.