العقيد معمر القذافي اتفق عدد من علماء الأزهر والأوقاف على عدم جواز إطلاق صفة شهيد على العقيد الليبي المقتول، معمر القذافى، في حين أكد الداعية الإسلامى الدكتور يوسف البدرى أن "حسابه عند ربه"، وقال إن القذافى مات قتيلا، والذين قتلوه هم مسلمون، وهو مسلم، ونهايته يعلمها الله وحده. وأوضح البدري أن هناك من الأحاديث النبوية ما يشير إلى أن من مات قتيلا فإنه شهيد، غير أن هناك حديثا آخر يقول: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول فى النار. قيل يا رسول الله، فما بال المقتول، قال إنه كان حريصا على قتله. وأضاف أن الحديث يقول "لا تسبوا الأموات فإنه يؤذى الأحياء" منوها بالأثر الذى يقول: "اذكروا محاسن موتاكم" مؤكدا أنه لا أحد يملك الحكم عليه، سواء بالإيمان أو الكفر ما دام مسلما وينطق الشهادة، ولا يجوز أن يحكم عليه بالنعيم أو العذاب، ولا بالجنة ولا بالنار، و"إنما نفوض الأمر الى الله ونقول الله يرحمه". فيما أكد الدكتور عبد المعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن القذافى ليس شهيدا، مشيرا إلى أنه تسبب فى قتل آلاف البشر من أجل السلطة، وتمسك بها أكثر من أربعين عاما برغم من أن شعبه يطالبه بترك الحكم وأن يكون هناك تداولا للسلطة لحقن الدماء. وقال إن القذافى صاحب الطائفة التى بغت ورفضت الصلح، مستشهدا بالآية رقم "9" فى سورة الحجرات: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، وتابع: "القذافى ورفاقه هم الباغون وليس منهم شهداء على الإطلاق"، مطالبا الحكام العرب بالعدالة والمساواة بين أفراد شعوبهم. وقال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، إن القذافى اتسم حكمه بالظلم والفساد واستباحة الأموال والأعراض، وجعل كتابه الأخضر فى منزلة القرآن الكريم، وأضاف أنه تعامل مع الثوار بالقتل، وقتل أعدادا لا يعلمها إلا الله، وأن الجزاء من جنس العمل، ولا يستحق لفظ الشهادة على الإطلاق. وأكد الدكتور سيد زايد، داعية بالأزهر الشريف، أن القذافى لا يستحق الشهادة لأنه ذهب إلى ساحة القتال لكى يدافع عن السلطة وليس دفاعا عن عرضه أو ماله، مشيرا إلى أن الشهيد هو الذى ذهب إلى ساحة القتال من أجل الدفاع عن ماله وعرضه، وقال إن القذافى قدم المصلحة الخاصة عن المصلحة العامة.