بدأت مسيرة الأقباط بعد ظهر الأحد عندما تجمع المشاركون في المسيرة في دوران شبرا ليتحركوا بعدها باتجاه ميدان رمسيس مرددين هتافات ضد المجلس العسكري والحكومة ومطالبة بإقالة اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان ومدير أمن أسوان اللواء أحمد ضيف صقر بسبب أحداث كنيسة الماريناب بإدفو وما تلاها من تفريق وفض لمظاهرة الأقباط أمام مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون يوم الثلاثاء الماضي بالقوة ، وهو ما أثار حفيظة الأقباط الذين قرروا النزول للشارع الأحد بقوة. ثم تحركت المسيرة بعد ذلك إلي وسط البلد لتقف أمام دار القضاء العالي لفترة وجيزة مرددة نفس الهتافات السابقة تحركت بعدها إلي ماسبيرو علي كورنيش النيل ، وفي طريقها لماسبيرو وقعت اشتباكات في شارع الجلاء ، حيث ألقي البعض الطوب علي المشاركين في المسيرة خلالها ، ثم وصلت بعد ذلك المسيرة لماسبيرو لتقف فترة بسيطة قبل وقوع الاشتباكات مع قوات الشرطة والشرطة العسكرية التي كانت موجودة لتأمين المظاهرة وحماية مبني التليفزيون. وقام المتظاهرون برشق رجال الجيش والشرطة المكلفين بحماية مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالحجارة وإحراق سيارة تابعة للجيش وعدد من السيارات الملاكي وقطع طريق الكورنيش. ورفع المتظاهرون الصلبان وصور المسيح أثناء المسيرة، وقاموا بحرق صورة لمحافظ أسوان احتجاجا على تصريحاته بشأن أحداث قرية المريناب .. لافتين إلى أن تلك التصريحات تخل بمبدأ المواطنة كما طالبوا بإقالة مدير الأمن لتقاعسه عن حماية حقوق الأقباط بأسوان. ودعا المشاركون فى المسيرة بسرعة القبض على المحرضين والجناة فى أحداث قرية الماريناب وسرعة إصدار قانون دور العبادة الموحد وقانون يجرم التحريض على مهاجمة دور العبادة. وبعد وقوع احتكاكات بسيطة مع قوات الأمن وعلي غير عادة المصريين في التظاهر أطلق الأقباط الرصاص الحي علي المجندين من قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية والجيش المتواجدة أمام المبني علي كورنيش النيل ، وقاموا بإشعال النار في عدد من سيارات الشرطة والجيش المتواجدة بالمكان ، وهو ما أدي لسقوط شهداء من مجندي الجيش وإصابة العشرات . ومن ناحيتها ردت قوات الأمن المتواجدة بضرب الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين ، وبعد سقوط المصابين برصاص المتظاهرين أطلق الأمن الرصاص مباشرة لرد العنف المستعمل من جانب المتظاهرين وللدفاع عن النفس ، وهو ما أدي لسقوط ضحايا من جانب المتظاهرين بين مصابين وقتلي. وقد رفع المتظاهرون لافتات أثناء الوقفة للتعبير عن غضبهم منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب" و"بالطول بالعرض إحنا أصحاب الأرض" و"يا إعلام ساكت ليه أنت معاهم ولا إيه" ، مرددين هتافات تطالب بإقالة محافظ أسوان ومحاكمة المتهمين في أحداث المريناب. وقد أحاطت أعداد مكثفة من القوات المسلحة والشرطة بالمتظاهرين، وذلك خوفا من وقوع اشتباكات وحماية للمرافق العامة ولمبني الإذاعة والتليفزيون. كانت الكتلة القبطية قد أعلنت الجمعة الماضية عن انطلاق مسيرات الغضب القبطية من دوران شبرا، يقودها اتحاد شباب ماسبيرو، سيرا إلى شارع رمسيس، متجهة إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، للانضمام لعدد من التحالفات القبطية والحزبية المشاركة، للمطالبة بموقف واضح للدولة إزاء أحداث المريناب الأخيرة، دون إشارة إلي اعتصام. تزايدت أعداد مصابي وشهداء الجيش في الاشتباكات التي وقعت أمام مبني الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو بعد وفاة مجندين آخرين بالجيش فيما بلغت الإصابات أكثر من ثلاثون مجندا في الساعة التاسعة مساءا بينهم رائد بالجيش. وقد تحرك عدد كبير من المتظاهرين إلي ناحية ميدان التحرير مرددين هتافات " الشعب يريد إسقاط المشير " ، و " يسقط يسقط حكم العسكر .. إحنا الشعب الخط الأحمر" ، وغيرها من الهتافات التي تهاجم الجيش والشرطة . وتجددت الاشتباكات بين مجموعة من الشبان المسلمين والمسيحيين بميدان عبد المنعم رياض، حيث تراشق الطرفان بالحجارة وزجاجات المياه الغازية الفارغة، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، وتهشم بعض السيارات المتواجدة بالميدان. وحاولت قوات الأمن المركزي ورجال القوات المسلحة الفصل بين الجانبين، حيث اصطف الشباب المسلم أسفل كوبري أكتوبر من اتجاه رمسيس هيلتون مرددين "الله أكبر الله أكبر"، بينما اصطف الشباب القبطي من الناحية المقابلة فى اتجاه ميدان التحرير مرددين "بالروح والدم نفديك يا صليب". وقامت قوات الأمن والقوات المسلحة بإلقاء القبض على عشرات من عناصر المثيرة للشغب من الجانبين وسيطرت علي الأوضاع . كما قمت قوات الجيش الموجودة بكثافة داخل ميدان التحرير فى إخلاء الميدان من المتظاهرين الذين يحاول البعض منهم الكر والفر فى الشوارع الجانبية والعودة مرة أخرى للميدان ، وخاصة شارعي طلعت حرب والبستان . وعقب عودة الهدوء النسبي للمنطقة أعلن المجلس العسكري في بيان له فرض حظر التجوال بميدان التحرير والمناطق المحيطة به وحتى ميدان العباسية من الساعة الثانية صباحا وحتى الساعة 7 صباحا. ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة مساء الأحد الإحصاء النهائي لاشتباكات ماسبيرو التي وقعت بين المتظاهرين الأقباط ومندسين بينهم وبين قوات الأمن من الشرطة والقوات المسلحة والذي بلغ 24 حالة وفاة و210 مصاب خرج منهم 17 مصاب وعادوا إلي منازلهم ولا يزال 193 مصاب في مستشفيات متعددة هي المستشفي القبطي بالعباسية والمستشفي العسكري بكوبرى القبة ومعهد ناصر وغيرها . وقالت الوزارة أن 63 مصابا من بين العدد الإجمالي للمصابين ينتمي للقوات المسلحة و130 مصاب من المدنيين ، وقد اختلفت الإصابات التي تعرض لها الجانبين بين كدمات وسحجات وطعنات بآلات حادة وأسلحة بيضاء واختناقات وحالات إغماء.