فور وقوع الحادث المؤلم الذي فجعت به الإسكندرية بعد افساد فرحة الاحتفال بالعام الميلادي الجديد من خلال الانفجار الذي وقع بين كنيسة القديسين ومسجد شرق المدينة بمنطقة سيدي بشر تحركت كافة القيادات بالإسكندرية "الدعاة وأئمة المساجد" لمساندة اخوانهم من أهالي المنكوبين في الحادث. في البداية يقول الشيخ خالد فياض إمام مسجد منار الإسلام بأن جميع أئمة المساجد بالإسكندرية يرفضون رفضاً قاطعاً الجريمة الشنيعة التي حدثت في الدقائق الأولي من العام الجديد. والتي لا تنتمي الي أي دين أو إنسانية قائلاً بأنها ليس لها سوي وجه واحد وهو الإرهاب الذي يرفضه الإسلام. أوضح فياض بأن الإسلام هو الدين الوحيد دون مبالغة الذي كفل الحرية والحق لغير معتنقيه.. بدءاً من حرية التدين واستشهد بآية القرآن الكريم "لا إكراه في الدين".. وحقق الحماية من الظلم الداخلي لقول النبي صلي الله عليه وسلم "ألا من ظلم معاهداً أو انتقص أو كلفه فوق طاقته. أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة". بالإضافة الي حق الحماية من الاعتداء الخارجي. يضيف الشيخ محمد حسبو مدير إدارة الأوقاف بالعجمي بعد الأحداث تم استدعاء الأئمة والدعاة بالإدارة لعمل اجتماع طاريء تم فيه حثهم علي تناول الدروس الدينية وخطب الجمعة باسلوب طيب لاخماد هذه الفتنة. وهذا ما يتبعه الأئمة والدعاة من خلال منهجهم علي طول الخط. يؤكد حسبو بأن إدارات الأوقاف تقوم بتكثيف زياراتها الي المساجد والزوايا بصفة مستمرة للتأكد من عدم تسلل أي عناصر تشعل الفتنة. وفي حالة وجود أي شخص يقوم بالتجاوزات التي يرفضها الدين الإسلامي نقوم فوراً باتخاذ الاجراءات القانونية ضده. عبر الشيخ محمد أبو زيد إمام وخطيب إدارة وسط عن استيائه تجاه حادث كنيسة القديسين الذي وصفه بأنه عمل إرهابي واجرامي وليس عملا طائفياً أو دينياً. وهذا العمل الإرهابي لم يقصد به مسيحي أو مسلم لكن المقصود به ضرب استقرار وأمن مصر والوطن لأن الوطن مستهدف من أعداء بالخارج لقوة مصر السياسية والعسكرية والاقتصادية.. مؤكداً بأن الإرهاب لا يعرف ديناً ولا وطناً والدين الإسلامي بحث علي المحافظة علي النفس والجسد لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الإنسان بنيان الله.. ملعون من هدم بنيان الله". يؤكد أبو زيد علي دور العلماء للحث علي العمل علي وحدة الصف والعمل علي المحافظة علي النسيج الواحد لأبناء الوطن. أضاف بأن التعليمات التي وجهها د. حمدي زقزوق وزير الأوقاف من خلال اجتماعاته الدائمة برموز الدعوة بالإسكندرية وتوجيهاته لوكيل الوزارة بالإسكندرية الشيخ محمد محمود أبو حطب هي حث الأئمة والدعاة علي نبذ العنف والتطرف والعمل علي وحدة الأمة. بالاضافة الي التعامل مع الآخر بالمودة والرحمة وقبول الآخر. فضلاً عن فتح قنوات الحوار معهم. يقول الشيخ سعد عبدالخالق إمام وخطيب مسجد أبي العباس المرسي بعد هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم الي المدينة كون الدولة المدنية التي تشمل قبائل عدة منه اليهود والنصاري. والوثنيين أيضاً. كما وضع دستوراً يتفق مع رعايا هذه الدولة بمختلف دياناتهم وعقائدهم. كما أمنهم علي ديارهم وأموالهم وممتلاكتهم وعقائدهم وقال لهم النبي صلي الله عليه وسلم "لكم ما لنا وعليكم ما علينا.. وإن اعتدي أحد علي المدينة نقف له وقفة رجل واحد" وهذا إن دل علي شيء فيدل علي المواطنة وهو قائل "من ظلم ذمياً كنت حجيجه.. وفي رواية أخري خصمه ليوم القيامة.