تلقيت التعقيب التالي رداً علي ما نشرته في هذا المكان أول من أمس الثلاثاء بعنوان "طبق السعادة في طعام المصريين" تحية طيبة وبعد أثلج قلبي اهتمامكم بالفول وهو نعمة كبيرة حبا الله بها المصريين. لقد وجهت سعادتكم لي أسئلة عبر عمودكم اليومي الشهير "من الواقع" بجريدة "المساء" الغراء. الثلاثاء 28 ديسمبر 2010: بعنوان طبق السعادة في طعام المصريين!! أولاً: رداً علي سؤالكم متي اكتشف المصريون طبق الفول ليتخذوه غذاء رئيسياً لهم؟ الإجابة: برع المصري القديم في زراعة البقول مثل الفول العدس الحمص الترمس البسلة اللوبيا. والفول هو أحد الأطعمة الشعبية منذ عهد الفراعنة حيث كان يؤكل بعد طهيه بواسطة طمره في تراب الفرن الساخن. لذا عرف باسم "متمس" ثم حورت الكلمة بعد ذلك إلي "مدمس". ويشاهد علي جدران المقابر رسومات للحاصلات الزراعية التي كانت تقدم للإله آمون ومنها زكائب الفول. كما كان المصريون القدماء يطهون الفول ويسمونه "بيصورو" وهي نفسها "البيصارة" التي نعرفها الآن ويقبل عليها عامة المصريين. أما "العدس" فقد استخدم بوفرة كغذاء للمصريين القدماء. وكان من أهم الأغذية التي تقدم كطعام لبناة الأهرام من العمال والفنيين وغيرهم. والمعروف أن 300 جرام من العدس تعادل حوالي 500 جرام من اللحم الأحمر. ولهذا فهو يسمي بلحم الفقراء يؤكل كبديل للحوم حيث يساهم في خفض معدلات الكوليسترول وأمراض القلب والضغط المرتفع. استخدم "الحمص" كطعام بعد تمليحه وهو ما يعرف الآن باسم "الملانة". وكذلك "الترمس". وقد طلب قوم موسي عليه السلام من الله سبحانه وتعالي تناول البقول كما ورد في القرآن الكريم: "فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها""البقرة/ 61". ثانياً: وعن سؤالكم هل تري سمات السعادة تنعكس علي وجوه المصريين وهم يسيرون في الشوارع؟ والإجابة: لقد تغيرت أنماط الحياة عند المصريين وأصبحوا لا يعرفون النوم. وأصبحوا من أكثر الشعوب تناولاً للسكر والخبز الأبيض. وأدمن الكثير منهم التبغ و70% من أطفالنا ضحايا التدخين السلبي في بيوتهم. وساهم ذلك في نقص التريبتوفان عند المصريين. مما جعلهم لا ينهلون من سعادة طبق الفول. ثالثاً: تبين أن مرضي الاكتئاب ذوي السلوك الانتحاري لديهم نقص في الناقل العصبي سيروتونين الذي يتكون من الحمض الأميني تريبتوفان الذي ينشط إنتاج السيروتونين وهو هرمون السعادة والسرور والانشراح وزيادة الشهية وهو موصل عصبي أيضاً. وله دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج والشهية. إن عصر الليمون علي البقول خاصة في الفول أو الترمس أو حمص الشام يزيد من امتصاص التريبتوفان وبالتالي المزيد من ترياق السعادة. والبقول أرخص أغذية السعادة التي تشمل الأسماك والجمبري والمكسرات وزيت بذور الكتان وكلها مرتفعة الأثمان بالمقارنة بالبقول. كما أن للبقول فوائد أخري منها الوقاية من الأنيميا ورفع المناعة والوقاية من السرطانات. وبالطبع ساهمت البقول في رسم البسمة علي وجوه المصريين وخفة دمهم. واللحوم لا توفر السعادة مثل البقول بل تسبب الكآبة "قارن بين بشاشة بائعي الفول وكآبة القصابين". وتفضلوا بقبول فائق الشكر والتقدير د.مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري طب الأطفال تعقيب: شكراً للدكتور مجدي بدران علي هذه الوجبة الشهية من المعلومات حول تاريخ وفوائد العدس والبقوليات وفي مقدمتها الفول.. لكن يبقي السؤال قائماً: هل المصريون سعداء رغم إقبالهم علي تناول الفول في وجباتهم؟!