تتسلم محكمة جنايات القاهرة الدائرة السابعة ملف قضية الجاسوس المصري طارق عبدالرازق عيسي صاحب شركة استيراد وتصدير المتهم بالتخابر والتجسس لصالح إسرائيل نهاية الأسبوع الحالي لبدء محاكمته هو واثنين من ضباط الموساد بجلسة 15 يناير القادم بعد أن حدد المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة موعد بدء المحاكمة. أكد سعيد شليح مدير الإدارة الجنائية ان القضية ستنظر أمام دائرة المستشار جمال الدين صفوت رشدي وعضوية المستشارين من محمد طه مهني ومحمود السيد المرلي وأمانة سر محمد عبدالعزيز وصبحي عبدالحميد طعيمة بالقاعة رقم "1" بمحكمة القاهرةالجديدة بالتجمع الخامس. تضمن ملف القضية قرار الاتهام وأمر احالة المتهمين الثلاثة إلي محكمة أمن الدولة العليا طوارئ وتحقيقات النيابة في القضية والتي وصلت إلي 500 صفحة ومذكرة التحريات حول ضابطي الموساد ايدي موشيه وجوزيف ديمور وأسماء شهود الاثبات من ضباط المخابرات العامة وكذلك الأحراز المضبوطة في القضية وغيرها من الآلات الحاسبة وأجهزة الكمبيوتر المحمول والتليفونات المحمولة التي استخدمها المتهم في عمليات التجسس. من جانب آخر كشفت تحقيقات النيابة في القضية عن ان المتهم طارق عبدالرازق لم يكن يعرف الأسماء الحقيقية لضباط الموساد واعترف بأنه كان يلتقي بهم في دول مكاو ونيبال ولاوس وكمبوديا داخل شقق كانوا يحددونها له ويلتقون فيها معه. وقد أبلغته النيابة بأسمائهم الحقيقية وصورهم بالاضافة إلي صور التقطت له أثناء لقائه معهم في أماكن عامة بالدول التي كان يتنقل فيها المتهم وقد اعترف المتهم بحقيقة هذه الصور وانها لضباط الموساد. وقال ان ضابطي الموساد طلبا منه اختيار عدد من الطلبة العرب الذين يدرسون في جامعة بكين من خلال انشاء موقع علي الانترنت لطلب موظفين لشركته الوهمية علي أن يذكر في الموقع حاجة هذه الشركة لموظفين من الشيعة في لبنان لانهم قريبون من حزب الله ومن العلويين في سوريا لانهم من الحزب الحاكم في دمشق والعاملين في مجال الاتصالات في مصر بهدف التجسس علي المسئولين المصريين. كما اعترف بأنه تسلم 4 شرائح موبايل أحدها صينية للاستخدام داخل الصين والثانية سورية لمقابلة الجاسوس السوري والاتصال به والشريحة الثلاثة للاتصال بضابطي الموساد والرابعة خط دولي حتي يستطيع الاتصال بهم في حالة وجود أي مراقبة له. اعترف المتهم بوصول العديد من الطلبات من الطلبة العرب والمصريين والشباب الذين تقدموا عبر الانترنت بطلبات لتوظيفهم في شركته وخاصة في مجال الاتصالات وقد تقدم له نحو 2000 شاب لكنه لم يتمكن من لقاء أي منهم لانه تم القبض عليه. من جانب آخر أكدته تحريات ضباط المخابرات ان ايدي موشيه يهودي من أصل لبناني ويتحدث اللغة العربية باللكنة اللبنانية وهو الذي قام بتدريب المتهم علي كيفية التعامل مع من سيتم تجنيدهم وأيضا تدريبه علي استخدام أجهزة التجسس. أما الضابط الثاني جوزيف ديمور فهو يهودي فرنسي ويتحدث العربية بلهجة فرنسية ويعمل رئيسا لمكتب آسيا في الموساد والضابط الثالث أبوفادي وهو يهودي فرنسي يتحدث العربية بطريقة سليمة. كما أكدت تحريات ضباط المخابرات ان المتهم في حواره مع ايدي موشيه وجوزيف ديمور كانا يؤكدان له ان إسرائيل لم تعد تهتم بالتجسس العسكري علي مصر أو الدول العربية. وان اهتمام الموساد حاليا بالتجسس علي النواحي الاقتصادية والحياة المدنية والمشاكل التي تواجه المواطنين مثل مدي توافر السلع الغذائية وزيادة الأسعار ومدي تلبية احتياجات المواطن من الخدمات والحراك في الشارع السياسي والمظاهرات التي يقوم بها أعضاء الحركات المعارضة وبعض العاملين بقطاع الأعمال والحكومة لزيادة رواتبهم وصراعات الأحزاب في الانتخابات البرلمانية والمشاريع التي يقوم بها رجال الأعمال وكذلك كل ما يتعلق بموضوعات عن الطاقة والمحطة النووية بالضبعة.