جاءت مليونية الثلاثاء بميدان التحرير بيضاء.. بيضاء في مشهدها وتوحدها بنسبة كبيرة في الكثير من جوانبها حتي في ظل الحوارات الساخنة والتوجهات المختلفة.. وجاءت بيضاء حيث لم تقدم جديداً لما يدور في الشارع المصري خلال الساعات الماضية فقد صعد الدكتور محمد مرسي والفريق احمد شفيق للسباق الختامي علي منصب رئيس الجمهورية.. وحكم القضاء في قضايا النظام السابق والتي فجرت الموقف. كانت السمة الغالبة والتوحد الرئيسي هو الرفض التام لترشح الفريق احمد شفيق في انتخابات الرئاسة وهو الشق الاول من الثورة واعادة محاكمة حسني مبارك وكل نظامه من جديد. هذان الموقفان وحدا الصف علي المستوي الشعبي من خلال الميدان.. وعلي المستوي السياسي من خلال تياراته المختلفة والتي جاءت للتحرير ممثلة في الدكتور محمد البلتاجي "الحرية والعدالة" ممدوح اسماعيل "النور" عصام سلطان "الوسط" زياد العليمي "شباب الثورة مظهر شاهين" "خطيب الثورة" والشيخ حافظ سلامة.. فقد جاء الجميع لمشاركة الثوار فحملوهم علي الاعناق وطافوا بهم الميدان وهم يهتفون شعاراً واحداً هو ايد واحدة.. ثم مطالب بتطبيق قانون العزل للاطاحة بمرشح النظام السابق علي حد تعبيرهم. وخلال هذا التوحد جاء الانقسام بين من يريد ان يطاح بشفيق ومعه مرسي وتعاد الانتخابات او من يريد بالاطاحة بشفيق وتصعيد حمدين صباحي او من يطلب مجلساً رئاسياً مدنياً.. وهناك من يطالب باستمرار الانتخابات واسقاط شفيق خشية حدوث توابع للمجلس الرئاسي او لتأجيل الانتخابات لان ذلك يعني استمرار الحكم العسكري وهو ما يرفضه الثوار الذين يخشون في الوقت نفسه نجاح شفيق بطرق غير سليمة. هذا المشهد يمكن وصفه في عشرات التجمعات حيث يدور النقاش في كل تجمع ويبدأ هادياً ثم ترتفع الاصوات.. ومن بعض الاحيان يكتشف الثوار ان بينهم من ينتمي لشفيق فيهتفون ضده ويطالبون بخروجه من الميدان ثم يأتي الهتاف الرسمي للميدان: ايد واحدة. هذه الحوارات جعلت الشك ينتشر في كل مكان حيث اصبح كل من يختلف من الحوار مع الثوار فهو من الفلول وعميل للنظام السابق.. خاصة وان الاغلبية كانت من الاخوان المتعاطفة مع الدكتور محمد مرسي.. اما الثوار الاخرون فكان هتافهم الرئيسي: ثوار احرار هنكمل المشوار. ومع ظهور رجال البرلمان وخاصة البلتاجي وسلطان والعليمي وممدوح اسماعيل اشتعل الميدان وتوحد وحملوا الرباعي علي الاعناق وهتفوا جميعاً هتافات تحمل معني واحد وهو اسقاط شفيق. علي المنصة الوحيدة تجمع السياسيون ولكن الميكروفون غيب اصواتهم بسبب عطل فرحلوا إلي الشيخ مظهر شاهين والعليمي. تلكم الشيخ وقال مطالباً الثوار بأن يصوتوا للشهيدين عماد عفت ومينا دانيال مؤكدا رفضه لعودة نظام مبارك وهو مطلب ضمني بان يكون التصويت لمرسي وليس لغيره. أشار إلي ان المعركة بين ثورة تريد ان تنتصر ونظام يحاول العودة.. ليست بين فردين ولا بين مجرد حزبين. وتكلم زياد العليمي الذي طالب بمجلس رئاسي لينقلب الجميع ضده بعد ان هتفوا له وطالبوه بان ينزل من فوق المنصة.. فعاد وقال مثلما اسقطنا مبارك سنسقط نظامه فهتف له الجميع ولكنه قال لن نقبل بالرئيس القادم لانهسيأتي علي غير رغبتنا وكرر طلب المجلس الرئاسي ولكن علت موجة الغضب ضده والقي احد الموجودين اكثر من زجاجة في اتجاهه. ورحل خالد علي الذي كان ذكياً فقال ان التوحد هو الذي اسقط النظام والفرقة اضعفت موقفهم.. ولذلك لابد من التوحد مشيرا إلي ان تضامنه مع الدكتور محمد مرسي والدكتور ابوالفتوح وحمدين صباحي.. واكد علي ضرورة عودة محاكمة مبارك واظهار الادلة التي تثبت النظام للسابق. وبرغم وجود منصة واحدة الا ان الهتافات لم تتوقف والحوارات لم تهدأ وكأن الثورة تبدأ من جديد.