في إحدي الندوات المهمة التي نظمها المهرجان والتي دارت حول موضوعات جيدة تصب في صناعة الفيلم.. جلس علي المنصة المسئول المصري عن حماية حضارتنا القديمة والذود عن أجمل ما فيها وإلي جواره صديقه الممثل العالمي الذي نتباهي بإنجازاته في السينما الأمريكية والأوروبية بغض النظر عن مضامين كثير من هذه الأفلام التي شارك فيها والشخصيات التي لعب أدوارها. بعد أن خاطب المسئول الحاضرين عن أهمية السينما في التعامل مع الحضارة المصرية وإخفاق المسئولين نسبيا عن إغراء صناع السينما العالمية وجذبهم لتصوير أعمالهم هنا في مصر مثلما تفعل المغرب وبعد أن أشار إلي دور ستيفن سبلبرج وإلي صداقته الحميمة لهذا المخرج الأمريكي المعروف ليس فقط المسئول لعبقريته في مجال الترفيه السينمائي والإبداع المرئي دائما ايضا بفكره وانحيازه لإسرائيل الي الدرجة التي جعلت الدولة العبرية تطلق اسمه علي أرشيفها السينمائي.. وهو للتذكير مخرج أفلام "غزاة الكنز المفقود" و"انديانا جونز" ومنتج أيضا لكثير من الأفلام التي غزت جمهور العالم في كل مكان ومنها فيلم "أمير مصر". في هذه الندوة أرسل صحفي شاب سؤالاً مكتوباً اغضب هذا المسئول بدرجة أخافت الشاب الذي ارسل السؤال علي ورقة مكتوب عليها اسم صحيفة الشروق. وقبل أن يقرأ علينا السؤال وجه كلامه للشاب قائلاً دون ان يخمد غضبه: لو بايدي كنت أخذتك وأعدت تعليمك ولو بجيبي طبنجة لكنت قتلتك.. ثم قرأ السؤال وكان موجهاً للممثل العالمي حول دوره في فيلم "الوصايا العشرة 2006" وفيه يلعب دور "شعيب".. والسؤال الذي استفز المسئول مشروع جدا فالقصة حول اليهود ومن حكايات العهد القديم التي تحولت للسينما أكثر من مرة لتكريس الفكر الذي يؤسس ايدولوجيا لدولة إسرائيل ومن ثم للفكر الصهيوني. ومن الطبيعي ان يثار عند اي شاب يتابع مسيرة الفنان العالمي المصري.. كثير من الأسئلة والإجابة عنه لا ينبغي أن تثير الغضب وإنما تحتاج الي شرح حتي لو كان المسئول في صالح الدور والفيلم والوصايا العشر التي سبق أن قدمها المخرج الأمريكي سيشل دي ميل عام 1956 في فيلم بنفس العنوان تم تصويره في مصر.. ما أثارني وأحزنني انني سارعت بالخروج من الندوة من دون ان اسأل المسئول عما اغضبه من السؤال رغم الدهشة التي اصابتني إزاء رد فعله. وأتمني لو انه قرأ هذا التعليق الا يغضب حتي لا نلتقي في اي مناسبة أخري وتكون "الطبنجة" في جيبه!! ملحوظة: تم بث الندوة علي شاشة القناة الخاصة بالمهرجان لكن بعد حذف العبارة الطائشة والتخفيف من لغة الخطاب الترهيبي الذي يكرس مناخاً نسعي جميعا للتصدي له.