من الصعب وغير المنصف التعجل بإطلاق أحكام علي أداء الإسلاميين تحت القبة. فالحكم المبكر المتعجل يناقض التعقل والمنطق ويأتي بتأثير مضاد وقد يمنح الإسلاميين مزيداً من التعاطف في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن.. والذي يحلم بنواب جدد ومن طراز مختلف ومن الطبيعي أن التجربة والممارسة وحدها هي التي ستفرز الفارق بين الغث والسمين.. وبين الصالح والطالح. وألمح أن البعض قد رسم صورة ذهنية مثالية ونموذجية للنواب المنتمين للتيار الإسلامي تقترب من صورة الملائكة وهم سجينو هذه الصورة. وأن الخروج عنها درب من دروب الفشل وربما الخيانة للدين والوطن حتي ولو في أمور تختلف فيها الرؤي والتوجهات أو تتعلق بمستجدات الأحداث وتداعياتها. كما أن البعض قد رسم صورة مغايرة تصنف النواب الإسلاميين ضمن صفوف الشياطين وأنهم يتاجرون بالدين ويواجه ردود الأفعال العفوية والتي قد تعكس الخبرة والتجربة. التي من الممكن اكتسابها تدريجياً مع الأيام بسيل جارف من النقد الجارح. وقد أعجبني تصريحات بعض نواب حزب النور السلفي حين اعترفوا بأنهم قليلو الخبرة البرلمانية.. وهذا لا يعيبهم في شيء والاعتراف بالحق فضيلة. وقد تكون الخبرة والحنكة السياسية في بعض الأحيان مدعاة للتلون والخداع ووبالاً علي صاحبها ومن يمثلهم تحت قبة البرلمان. واقعة أذان النائب ممدوح إسماعيل. وكذبة أبريل للنائب أنور البلكيمي. وتصرفات صلاح أبو إسماعيل وأولاده.. ضخمها الإعلام الليبرالي بصورة مستفزة.. واتخذها ذريعة لتعميم الأحكام علي كافة المنتمين للتيار الإسلامي. ولا أدري سبباً مفهوماً لماذا التركيز علي بعض التصرفات والأداء السلبي وإهمال الايجابيات والنماذج المتميزة فهناك نواب من الاتجاه الإسلامي اتسموا بالرزانة والاتزان والفاعلية وكانت لهم صولات وجولات تحت القبة أمثال الشيخ صلاح أبو إسماعيل ود. عصام العريان. ود. محمد مرسي الذي قد تم اختياره عالمياً 2000 - 2005م ضمن أفضل البرلمانيين.. وغيرهم. من المؤكد أن الإسلاميين ليسوا ملائكة ولا شياطين.. ويعيشون الخطأ والصواب ويحلمون بمشروعهم الإنساني. وإذا تميزوا حقيقة لا مجازا بالبعد الروحي والزهد السياسي. وأضافوا رصيداً جديداً لمعين الوطن