ستتساءلون عن هذا المعني وماذا أريد أن أقول من أننا إخوة رغم اختلاف الدين.. وأنا أقصد بالأخ هو الآخر وفي البداية لابد أن نعرف من هذا الآخر..؟ الآخر يا أصدقائي وقرائي الأعزاء هم جيراننا وأصدقاؤنا وزملاؤنا وأولاد بلدنا والبلاد المجاورة لنا وأيضاً البلاد البعيدة عنا. منهم من يتفقون معنا في ديننا وفي عقيدتنا ومنهم من يختلفون عنا في الدين والعقيدة وأيضاً الجنس واللون واللغة.. كل هؤلاء هم الذين نطلق عليهم الآخر.. وفي كثير من الأحيان نأخذ موقفاً مغايراً لموقفهم ونتحاشي الكلام والحوار معهم وهذه من أهم الأخطاء التي نقع فيها.. لأن الحوار مع الآخر ظاهرة صحية وإيجابية وعلامة من علامات التحضر. إذا اختلف الآخر معك في الرأي حاول أن تقنعه برأيك وإذا فشلت فحاول أنت أن تفهم وجهة نظره وتستوعبها ربما يكون علي حق.. لا تخشاه وواجهه بكل سماحة وأيضاً بكل جرأة متسلحاً بالعلم والمعرفة لا بالجهل والتفاهة لأنه ربما يكون في مستوي ذكاء عال وإذا لم يكن ذكياً فإنه منذ البداية قد يتحاشي مواجهتك والحديث معك. حاول أن تعرف منه وتستشف ما بداخله أكثر مما تعطيه لا تسلم سلاحك له وأيضاً لا تستسلم لكلماته وآرائه دون اقتناع وكن حكيماً معه وأيضاً بسيطاً.. لا تحكم عليه سريعاً بل ناقشه وحاوره.. وكم ستكون سعادتك مضاعفة حينما تكسب منه الجولة ويصبح صديقاً لك. هذا الآخر الذي كنت تخشاه تحول إلي رفيق لا يود فراقه.. لذلك منذ البداية قلت لك لا تخش الآخر.. لأن الآخر هذا إنسان مثلك له جسد ورأس بها مخ يفكر وعقل يدبر.. وأيضاً عنده قلب يئن ويتوجع ويتألم مملوء بالمشاعر والأحاسيس. لذلك لا تأخذ منه موقفاً إلا إذا تكلمت معه وهنا ألمح إلي ما قاله الفيلسوف ديوجين وقد كان ضريراً لمحدثه جملته الشهيرة.. "تحدث لكي أراك".. فكيف بالله تحكم عليه وأنت لم تكلمه أو تحاوره وتدخل إلي أعماق قلبه وتتجول داخل سراديب مخه وعقله..؟ حاول أولاً أن تتعرف علي ثقافته وتتعلم لغته وتعرف مبادئ دينه وعقيدته.. لم أقل لك ان تعتنقها ولكن أبسط شيء أن تعرف مبادئها لأنك متي ناقشته في شيء يجب ان تكون الحجة أمام الأخري وهكذا خصوصاً لو كانت المناقشة تخص الأديان.. لأن الأديان الثلاثة تعترف بالإله الواحد الأحد. إننا جميعاً حينما نمر بتجربة أو نقع في مصيبة ما فجيمعنا علي السواء ننظر إلي السماء ونقول يا رب بكل خشوع ورجاء.. إذاً الرب هو واحد وهو ربنا كلنا وهو أيضاً رب الآخر الذي تخشاه..إذاً لا تخش الآخر وحاول معرفته جيداً قبل ان تهاجمه وتقبل اعتذاره أو حماقاته في بعض الأحيان لأنك أنت الآخر لا تخلو من بعض الشوائب أو الحماقات اللاإرادية التي تقع فيها وأنت تعتقد أنك منزه عن الأخطاء وأنك كامل في كل شيء والحقيقة أن الكمال لله وحده ولا لأحد غيره. وبالرغم من كل حماقاتك يتقبلك هذا الآخر ويغفر لك ويسامحك وهذه هي الصداقة الحقة والإخوة الجميلة رغم اختلاف كل شيء.. تغفر له ويغفر لك.. تسامحه ويسامحك.. تساعده ويساعدك.. يقف معك وقت الشدائد والمحن وتقف أيضاً أنت معه في أحزانه وانكساراته تفرح مع أفراحه وتحزن لأحزانه.. يتباهي بنجاحك وينشرح صدره لانتصاراتك. يا أخي وصديقي هل نسيت أننا جميعاً أولاد رجل واحد وأم واحدة وهما أبونا آدم وأمنا حواء.. فهل بعد كل هذا يجب أن نخشي بعضنا البعض..؟؟؟!!! همسة في أذنك: أريد رجلا خالياً من كل دنائس هذا الكون رجلاً يؤمن أن اللون الأبيض أجمل لون رجلاً كتب ملحمة خلقت أروع فن رجلاً بعينيه سحر كل الإنس والجن رجلاً بسمة للأيام القادمات رجلاً نسمة للأحلام النائمات رجلاً يؤمن بالأفكار وبالقبلات رجلاً يلهج بالحرية كل صباح عدة مرات رجلاً ثائراً.. عاشقاً.. معطاءً رجلاً يشتاق إلي حضني كل مساء.. مع الأصدقاء إلي المستشار أحمد أبوزيد.. كم سعدت بإيميلك جداً وإلي تواصل دائم. * إلي الحاجة أم فاروق.. أشكرك يا حاجة علي كلماتك الرقيقة التي وصفتيني بها ولعلي أكون علي قدر المسئولية التي وضعتيها علي أكتافي.. وحقاً نحن جميعاً إخوة في الإنسانية.. وإلي تواصل مستمر ودائم. * * * * * * * إلي الدكتور سعيد عبدالغفار من الزقازيق.. شكراً يا دكتور علي إيميلك وأعرفك أن كتبي الآن كلها قد نفدت تماماً ولكن أعدك بأنني سأرسل لك نسخاً من التي احتفظ بها عندي وإلي تواصل دائم. * * * * * * إلي بعض الأصدقاء الذين يلومونني لأنني لم أكتب أسماءهم وكلماتهم مع العلم أنني كنت دائماً أكتب أسماءهم وكلماتهم تقريباً أسبوعياً وأعتقد أن هذا غير منطقي لأنه يوجد غيرهم الكثيرون.