بات الأمر شبه محسوم في المعسكر الجمهوري بفوز "ويلارد ميت رومني" الحاكم "السابق" رقم 70 لولاية ماسوسوشيتس الأمريكية بترشيح الحزب لكي يخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في مواجهة باراك أوباما وذلك علي ان يعود الجمهوريون الي الحكم وعلي أمل أن يصبح رومني الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة. كان ذلك متوقعا في الفترة الأخيرة بعد أن نجح رجل الأعمال البالغ من العمر 65 سنة الذي تقدر ثروته بنحو مائة مليون دولار في الإطاحة بعدد من خصومه في الانتخابات الأولية للحزب في عدة ولايات. وتحولت التوقعات الي شبه حقيقة بعد انسحاب منافسه الرئيسي والقوي ريك سانتوروم عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية بنسلفانيا من السباق مبررا ذلك بانشغاله مع ابنته المريضة ولم يعد أمام رومني سوي الخطوة الأخيرة وهي اختياره مرشحا للحزب رسميا في مؤتمر عام للحزب يعقد في الصيف القادم. رومني أب لخمسة أبناء وكان أبوه حاكما لولاية ميتشجان وهو يروج لنفسه كمسيحي متدين ينتمي الي طائفة المورمون. وعمل لبعض الوقت مبشرا بالعقيدة المورمونية في فرنسا. كما أنه خاض الانتخابات الأولية في عام 2008 وحقق انتصارات لا بأس بها. لكنه خسر أمام جون ماكين. وعلي ذلك فإن رومني لم يعد يهتم بمنافسيه.. بل بدأ يسعي الي الإجابة عن سؤال مهم للغاية.. من سيكون نائبه في معركة انتخابات الرئاسة. والإجابة عن هذا السؤال أمر من الأهمية في عالم السياسة الأمريكية. فالنائب يمكن في بعض الحالات ان يقود الرئيس الي الفوز أو الهزيمة. وعادة وليس دائما ما يختار المرشح للرئاسة نائبا له يكمل نقاط ضعفه. فإذا كان المرشح من الشمال مثلا. فإنه يختار نائبا من الجنوب ويختار شابا اذا كان شيخا وهكذا. وأحيانا ما يختار أقوي منافسيه في الفوز بترشيح الحزب. وكل هذه القواعد في النهاية لا تنطبق دائما. وتشير توقعات كثيرة الي ان اختيار رومني ذي الأصول الانجليزية والاسكتلندية والألمانية سوف يقع علي السناتور "ماركو روبيو" عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا. ويري من يرشحون روبيو "41 سنة" ان هناك مزايا عديدة في هذا الشخص لا يمكن تجاهلها ولن يجد رومني من يتفوق عليه فيها. فهو شاب يعوض شيخوخة رومني. وهو شخصية جذابة يمكن ان تكتسب اعجاب الآخرين. وهو يمثل ولاية محورية ورئيسة. وقبل هذا وذاك فإن ماركو انطونيو روبيو ينتمي الي الناطقين بالاسبانية أو القادمين من أمريكا اللاتينية الهسبانكس الذين يقترب عددهم من 55 مليون نسمة. المشكلة الوحيدة لدي روبيو هي أنه لا يريد ان يكون نائبا للرئيس. وفي حديث صحفي قال انه لا ينكر ان أي شخص يتمني شغل هذا المنصب ليكون الرجل رقم 2 في البلاد. لكن هذه الكلمة كلمة غير مريحة بالنسبة لأذنيه علي حد تعبيره. ويري بعض المعلقين ان عباراته الرافضة للترشيح لهذا المنصب تقترب من الحسم. لكنها ليست حاسمة تماما. ويرجحون ان تكون هناك رغبة ملحة لدي روبيو لكنه لا يريد ان يظهر في صورة المتهافت فتضعف فرصته خاصة ان هناك جناحا في الحزب الجمهوري يري انه لا يتمتع بشعبية كافية بين الهسبانكس تبرر اختياره. وهذا الاختيار يفترض ان الهسبانكس يشكلون كتلة واحدة وهو أمر غير صحيح. ذلك ان روبيو من أصول كوبية. والجالية الكوبية ليست علي وفاق مع الجالية المكسيكية مما يعني ان يخسر رومني مقدما أصوات ذوي الأصول المكسيكية الذين يشكلون 54% من الهسبانكس أو اللاتينو كما يسميهم البعض. كما ان مواقفه من المهاجرين غير واضحة حيث يميل الي التعاطف معهم بحكم أصوله. لكنه في الوقت نفسه يبدي بعض التشدد ليرضي الجناح المعادي للمهاجرين في الحزب الجمهوري. وهو يشبه في ذلك كريس كريستي حاكم نيوجيرسي الذي ينفي بعبارات غير قاطعة رغبته في الترشح كنائب رئيس رغم رغبته في ذلك. كل ما في الأمر ان روبيو لا يريد ان يرتكب الخطأ الذي وقع فيه مرشح محتمل آخر هو السناتور "بوب بروتمان" الذي عبر بشكل شبه صريح عن رغبته في الترشيح كنائب للرئيس مما أساء لصورته. ولاتزال الاحتمالات مفتوحة.