كتب: سامي القمحاوي: ما يبحث عنه الأمريكيون اليوم هو أشخاص قادرون علي الذهاب إلي واشنطن للوقوف في وجه الخطة, التي تأخذنا في الاتجاه الخاطئ, وتقديم بديل واضح وصادق'.. هذه الكلمات كانت أول رد فعل للجمهوري ماركو روبيو, الذي يعتبره كثيرون' أوباما الجمهوريين', بعد فوزه المتوقع بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا. روبيو نجح في هزيمة كل من تشارلي كريست, حاكم فلوريدا الجمهوري الذي تحول إلي مستقل, وعضو الكونجرس الديمقراطي كيندريك ميك, في سباق حظي باهتمام كبير علي مستوي أمريكا, لأسباب كثيرة, علي رأسها دعم حزب الشاي له وتكهن المحللين له, بمستقبل سياسي كبير علي خطي الرئيس الأمريكي باراك أوباما. أوجه الشبه بين روبيو(39 عاما) وأوباما لاتتوقف عند استخدام خطاب التغيير في حملته الانتخابية, وهو الخطاب الذي صعد بأوباما إلي رئاسة أمريكا, لكنها تمتد إلي التركيز علي الاقتصاد, حيث يعتبر فوز روبيو وراند بول في ولاية كنتاكي, اللذين يحظيان بمساندة حزب الشاي المحافظ, دليلا علي عدم رضا الأمريكيين عن سياسات أوباما الاقتصادية, وهو شعور الأمريكيين نفسه تجاه سياسات الرئيس السابق جورج دبليو بوش قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة. ويعد الصعود السريع في عالم السياسة وجها آخر للشبه بين روبيو وأوباما, حيث بدأ نجم روبيو في الصعود منذ عام2000, حينما أصبح نائبا في مجلس نواب ولاية فلوريدا, وكان عمره29 عاما في ذلك الوقت, ومن المتوقع ألا ينتهي طموحه السياسي عند هذا الحد. أما وجه الشبه الأبرز بين روبيو وأوباما فهو انحدارهما من أصول بسيطة لمهاجرين, فماركو هو الابن الثاني من بين ثلاثة أبناء للمهاجرين الكوبيين ماريو روبيو, وأوريا جارسيا, اللذين كانا يعملان في خدمة الغرف بأحد الفنادق بمدينة لاس فيجاس الأمريكية, وعاش روبيو هناك بين عامي1979 و1985, عندما قررت الأسرة العودة والاستقرار في مدينة ميامي, وحصل هناك علي دراسته الثانوية عام1989, قبل أن يحصل علي ليسانس الحقوق, ثم شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة فلوريدا عام1993, ودراسة في الاقتصاد عام.1996 ولم ينس ماركو روبيو أو' أوباما الجمهوريين' تسويق نفسه خلال الانتخابات بوصفه راعي فكرة العائلة, حيث شاركته الحملة زوجته جانيت, ذات الأصول الكولومبية التي تزوجها عام1997, كما ظهر أبناؤه الأربعة أماندا ودانييلا وأنتوني ودومينيك, وهو ما كان أحد أسباب نجاح أوباما في الوصول إلي رئاسة أمريكا. وينتظر روبيو عمل كثير, لإثبات وجوده في مجلس الشيوخ, إذا كان يريد أن يسير علي خطي أوباما ويصعد إلي الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له في الانتخابات الرئاسية يوما ما, ويبقي السؤال المطروح: هل تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة منافسة بين أوباما الديمقراطيين وأوباما الجمهوريين؟.