تعتبر صناعات الاسبستوس من أخطر الصناعات في العالم. خاصة لخطورتها علي الصحة العامة والعاملين في مجالها لما تسببه من أمراض ربوية وسرطانات لدي المتعرضين لها حتي ان وزارة الدولة لشئون البيئة أصدرت قرارات بمنع استيراد الاسبستوس واستجابت لها وزارة التجارة والتموين بوقف الاستيراد بجميع أنواعه لهذه المادة باستثناء إمكان موافقة وزير الصناعة لاستيراد احتياجات المشروعات الانتاجية من هذه المادة حتي توفيق أوضاعها. كشفت تقارير وزارة الدولة لشئون البيئة عن أن أكثر الأمراض التي تصيب المتعرضين لاستنشاق غبار الاسبستوس هي: مرض السرطان الذي يصيب الرئتين ولا تظهر آثاره علي الإنسان إلا بعد تعرضه المكثف لمدة 15 - 60 عاما حيث يسبب أوراماً بالرئتين. وامراضاً أخري مختلفة تصيب بلورات الرئة. ورغم ذلك فأن الملايين من اهالي الإسكندرية معرضين للاصابة بأمراض خطيرة جراء استخدام مواسير "الاسبستوس" في توصيلات مياه الشرب للمنازل والتي تنتشر بشكل واسع خاصة في غرب الإسكندرية حيث أحياء غرب والجمرك والعجمي - رغم خطورتها علي الصحة العامة - ورغم وجود قوانين تحظر استخدمها. إلا أنها لاتزال مستعملة في شبكات المياه. وهو ما أكده النائب أبوالعز الحريري في مطالبته بمحاسبة المسئولين عن توصيل شبكة مواسير المياه بالمحافظة طيلة السنوات الماضية. ورغم صدور توصية من المجلس المحلي لحي غرب منذ قرابة عامين بضرورة احلال وتجديد شبكة مواسير الاسبستوس بنطاق الحي. إلا ان الأمر لم يحرك ساكنا لدي المسئولين وهو ما يهدد بالاصابة بالعديد من الامراض مثل سرطان الرئة والجلد والعديد من الأمراض الخطرة. دفع هذا الوضع معتز المصري - الناشط السياسي - بالمطالبة بتطهير شركة مياه الإسكندرية من فلول النظام البائد - قيادات الوطني المنحل - ووصفهم بكونهم المتسبب الرئيسي وراء تلك الكارثة التي تهدد حياة الملايين من سكان الإسكندرية. يقول أحمد شكري - رئيس اللنة النقابية للعاملين بشركة المستودعات المصرية: تقدمنا بالعديد من الشكاوي لمسئولين المحافظة لإحلال وتجديد شبكة المواسير المصنوعة من الاسبستوس لكننا لم نتلق استجابة. رغم ان المشكلة تتعرض لها المحافظة منذ عدة أعوام. ولم يطرأ عليها أي جديد. وخاصة سكان مناطق القباري والورديان نجع العرب. يضيف أن مياه الشرب التي تصل للمنازل "غير صالحة" وتحتاج إلي فلترتها حتي يمكن استخدامها. ولكنم ذلك ابسط عيوبها. أما مرور المياه بمواسير الاسبستوس فهو إهدار لحقوق المواطنين يجب التصدي له. خاصة بعد قيام ثورة يناير والتي ارست مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية. يري أحمد الكحكي - من سكان منطقة الورديان بحي غرب - ان مواسير المياه لم تتغير منذ أكثر من عشرين عاماً فحتي وان كانت مصنوعة من مادة أخري غير الاسبستوس فهي لم تعد صالحة. فما بالك إذا كانت ايضا من الاسبستوس المحرم دولياً. تؤكد شريهان الحريري - ربة منزل - من سكان شارع مسجد التقوي المتفرع من شارع سعد زغلول بمنطقة البيطاش - إنها تعاني من مشكلة تلوث مياه الشرب. ورغم إرسال العديد من الشكاوي للمسئولين لتغيير شبكة المواسير إلا أنه لم يحدث شيء وظلت المواسير كما هي رغم التحذيرات من خطورة مادة الاسبستوس علي الصحة العامة. مضيفة أن المياه التي تصل لمنازل المنطقة تكون محملة بالعديد من البكتريا والجراثيم. ولكن يضطر الأهالي لاستعمالها لعدم وجود بديل في ظل عدم استجابة المسئولين لمطالبهم بتنقية المياه إحلال وتجديد شبكة الاسبستوس. علاوة علي أن المياه دائما تمتلئ بفقاعات الهواء والتي تتسبب في حالات الانتفاخ للكبار والاطفال علي حد سواء. توافقها الرأي راندا جبر - من سكان البيطاش - مؤكدة أن المياه دائما تمثل أزمة ففي النهار غريبة اللون والطعم وذات رائحة غير مقبولة. وفي الليل أما ضعيفة جداً أو غير موجودة نهائياً - في فصل الشتاء - أما في فصل الصيف فهي نادرة الوجود.. ورغم ذلك لا نطالب سوي بالمحافظة علي حقنا في مياه نظيفة. يشدد ياسر صالح - من سكان الجمرك - علي أن مياه الشرب اصبحت خطراً لا يمكن احتماله بعد ان تسببت في حالة نزلة معوية لإحدي ابنتيه. مما اضطره لشراء فلتر للمياه كلفه اربعة آلاف جنيه. ومن يومها ادرك مدي ما كنا نشربه انا واسرتي. أكد أبو العز الحريري. عضو مجلس الشعب علي ضرورة محاسبة المسئولين عن توصيل مواسير مخالفة في ظل وجود تحذيرات من استخدامها وهو ما يمثل جريمة لابد من محاسبة المحافظة والمحافظين السابقين عليها. مضيفاً انه لابد من سرعة استبدالها بشبكات مواسير أخري صالحة حفاظا لي زرواح المواطنين المقيمين بتلك المناطق. قال إن أعضاء مجلس الشعب ليسوا جهة تمويلية أو تنفيذية لحل المشكلة ولكن دورهم يقف عند وضع مطالب المواطنين. ومشاكلهم أمام مجلس الشعب لوضع قوانين تحد من المشكلة وتمنع تكرارها.