أسئلة كثيرة وردت من القراء ل"المساء الديني" يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا.. عرضناها علي واحد من أهل العلم والصلاح والمشهود له بالورع والتقوي. وهذه إجابة الشيخ محمد ربيع أحمد -من علماء وزارة الأوقاف. * ما حكم لبس دبلة الخطوبة. وهل هي فعلاً بدعة؟ ** لبس خاتم الخطوبة أو الزواج قصة ترجع إلي آلاف السنين. قيل أول من ابتدعها هم الفراعنة. ثم ظهرت عند الإغريق. ثم أصبحت تقليداً في العالم كله. وعادة ما تلبس دبلة الخطوبة في بنصر اليد اليمني. ودبلة الزواج في بنصر اليد اليسري. ومن أشد الناس حرصاً علي هذه العادة هم الإنجليز. وقد انتشرت هذه العادة بين المسلمين. وحكم لبس الدبلة لم يرد نص يحرّم لبسها. وبالتالي فحكمها الجواز. ما لم يقصد بها التشبه بالكفار. وما لم توضع في قالب من الشرع والدين. ونحن نهيب بالمسلمين ألا يفعلوا هذه العادة. وإذا فعلوها فلتكن من الفضة للرجال. وأي معدن أو جوهر آخر للنساء. ومن المعلوم أن الإسلام حرّم علي الرجال لبس الذهب والحرير لما رواه الترمذي بإسناد حسن أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "حرم لباس الحرير والذهب علي ذكور أمتي وأحل لنسائهم" وفي مسلم: "ونهينا عن خواتم -أو تختم- بالذهب" وحديثه أيضا: "يعمد أحدكم إلي جمرة من نار فيجعلها في يده". -والله أعلم- حكم المونوكير * ما حكم وضع "المونوكير" في أظافر المرأة. وما حكم إطالة الأظافر للنساء. وحكم من يترك من أصابعه أصبعا يطيل ظفره؟ ** روي البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالي- بسند أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "خمس من الفطرة: الاختتان والاستحداد- حلق العانة- وقص الشارب. وتقليم الأظافر ونتف الإبط". وروي مسلم في مسنده: "وقّت لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا تترك أكثر من أربعين ليلة". الإسلام دين النظافة. وفي إطالة الأظافر مدعاة لتجمع الأوساخ التي هي قطنة الميكروبات الضارة. كما أن وضع المونوكير يمنع وصول الماء إلي العضو في الوضوء وقد يؤدي هذا إلي بطلان الوضوء. والنبي صلوات الله وسلامه عليه يرغّب المسلمين في قص الأظافر. وإطالة الأظافر -مع النظافة- للرجال والنساء غير مستحب. ووضع الأصباغ مثل "المونوكير" علي أظافر النساء يمنع من صحة الوضوء والغسل. ومن هنا نهيب بالمسلمين ذكوراً وإناثاً التورع عن إطالة الأظافر والبعد عن التقليد الأعمي للآخرين في عاداتهم السيئة وعلينا العودة إلي ديننا دين النظافة. حكم "النكتة" * ما حكم الدين فيما يسمي ب"النكتة"؟ ** النكتة هي جمل وعبارات أو أفعال يقصد بها الإضحاك وإدخال السرور علي النفس. والإسلام بداية يدعو للتبسم والتفاؤل. وهو دين يقر المزاح. والنبي صلي الله عليه وسلم كان يضحك. وكان يمازح أصحابه. والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يضحكون والإيمان في قلوبهم كالجبال الرواسي. ولكن وضع الإسلام ضوابط شرعية للتبسم والإضحاك وهو الصدق. روي الإمام أحمد أن النبي صلي الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا. وورد في السنن للترمذي: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: "إي ولا أقول إلا حقا". ومما أثر عن النبي في الإضحاك: أن رجلاً قال للنبي: احملني علي بعير. فقال صلي الله عليه وسلم: "بل نحملك علي ابن البعير"!! رواه أبو داود. والنكتة غالبا -هذه الأيام- ما تستهزئ بالناس والسخرية منهم. وغالباً ما تكون ضرباً من الخيال وخالية من الصحة. فهذا حرام. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يري لها بأساً يهوي بها سبعين خريفا في النار" "رواه البخاري ومسلم". أما إذا كانت النكتة منضبطة بالشرع فلا بأس. -والله أعلم- * يسأل ما حكم إتباع النساء للجنائز؟ ** من الأمور المكروه شرعا اتباع النساء للجنائز ولقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك فعن أم عطية قالت: "نهينا أن نتبع الجنائز ولم يعزم علينا. وعن محمد بن الحنفية عن علي -رضي الله عنه- قال: "خرج النبي صلي الله عليه وسلم- فإذا نسوة جلوس. فقال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة. قال: هل تغسلن؟ قلن: لا. قال: هل تحملن؟ قلن: لا. قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن: لا. قال: فارجعن مأزورات غير مأجورات. وعلي هذا فلا يجوز إتباع النساء للجنائز -والله أعلم- * هل يجوز الصرف من أموال الزكاة في بناء وتجهيز مستشفي خيري؟ ** إن اعطاء جزء من مال زكاة المال في تجهيز مستشفي خيري أمر جائز شرعاً لأن مثل هذه الأعمال الخيرية تدخل في جملة مصارف الزكاة الشرعية التي وضحها القرآن الكريم في قوله تعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها" إلي أن قال سبحانه وتعالي: "وفي سبيل الله" فالمستشفيات الخيرية التي تقام بجهود الخير من المسلمين بنية تقديم الخدمات الصحية لغير القادرين تعد وتعتبر في سبيل الله وفي أوجه الخير ومن هنا نقول إنه لا مانع شرعا من اعطاء جزء من مال المزكين لهذه المؤسسات الخيرية بشرط التأكد من ان هذه المستشفيات خدماتها للفقراء والمساكين.