عشوائيات المحافظات..قمة المأساة

آفة مصر هي العشوائيات سواء في المدن أو في القري. وهي تئن من نقص الخدمات وطفح المجاري وتفوح رائحة الفقر والمعاناة ومنها ما تحول الي وكر لتفريخ البلطجية. وهي تحتاج الي تطوير شامل سواء في القاهرة والمحافظات.. في هذا الملف نفتح قضية العشوائيات في المحافظات.
تشوه الوجه الحضاري لأسوان
اسوان عصمت توفيق :
العشوائيات بدأت تستشري في محافظة اسوان بصورة واضحة خلال السنوات الماضية مما أدي إلي تشويه الوجه الحضاري الناصع الذي اتسمت به المحافظة علي مر العصور وأصبح القضاء علي هذه العشوائيات مطلبا ملحا لجميع أهالي أسوان من أجل إصلاح ما أفسده النظام السابق طوال سنوات عجاف من الإهمال والتردي.
يقول يسري بحر موظف إن العشوائيات بأسوان أقل بكثير من العشوائيات في القاهرة والمحافظات الأخري ولكن نسبتها بدأت تزداد تدريجيا بأسوان بطريقة ملحوظة في الآونة الأخيرة. وأشار إلي أن بعض البلطجية يقومون بالبناء بعشوائية علي أراضي الدولة في منطقة مطلع الصداقة الجديدة ثم يبيعون البيت الواحد بسعر زهيد لا يتجاوز 5.6 الاف جنيه في ظل غيبة الرقابة من الأجهزة التنفيذية.
أضاف أن نسبة كبيرة من المشاكل التي شهدتها أسوان كانت بسبب العشوائيات منها علي سبيل المثال مشكلة قرية غرب سهيل التي بدأت ببناء أحد المواطنين لمسكن في منطقة عشوائية ثم توالت بعدها أحداث مؤسفة. موضحا ان العشوائيات تسبب خطورة كبيرة علي المجتمع وتؤدي إلي انحدار الأخلاق وانتشار السلوكيات السيئة مثل تعاطي المخدرات وخلافه والغريب أنه لو تم إزالة هذه العشوائيات تنتهي معها الاثار السلبية تماما وحدث ذلك فعليا في منطقة القطانية بمدينة أسوان والتي تم تطويرها ونقل عدد من سكانها إلي منطقة المحمودية وأصبحت هذه المنطقة تشهد الآن حالة واضحة من الأمن والأمان رغم ان المواطنين كانوا يخشون في المرور بها مع حلول الظلام. واشار الي أن منطقة الصحابي تعتبر من أكثر المناطق العشوائية الصارخة بمدينة أسوان وبدأت المحافظة في إزالة العشوائيات بها تمهيدا لتطويرها ولكن توقف عملية التطوير حاليا.
اكد عبده محمد طه مدرس ان منطقة الناصرية في شرق مدينة أسوان تعتبر من أكثر المناطق العشوائية بالمدينة وتتميز بالكثافة السكانية العالية وتحتاج الي تطوير شامل لكافة المرافق خاصة شبكات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي المتهالكة. وقال انه تم اعتماد 2 مليون جنيه لتغيير أسلاك الكهرباء وأعمدة الإنارة القديمة في العام الماضي. ولكن لم يبدأ المسئولون في إحلال وتجديد هذه الشبكة حتي الآن رغم وجود خطورة علي أرواح المواطنين في حالة سقوط الاسلاك عليهم وأشار إلي ان شوارع الناصرية ضيقة للغاية وتحتاج لإعادة تنظيم وتوسعة لأن سيارات الإسعاف والمطافيء تجد صعوبة كبيرة في دخول هذه المنطقة عند حدوث اي حرائق لاقدر الله.
وأضاف جمال فاضل مدرس ان سبب انتشار العشوائيات في أطراف مركز كوم أمبو هو أن أراضي هذا المركز تابعة بالكامل لشركة وادي كوم أمبو ومجلس المدينة لايمتلك سوي الشوارع وبعض الطرق لذلك يضطر الأهالي الي البناء علي اطراف المدينة بكثافة شديدة بدون تراخيص. لأن شركة وادي كوم امبو تطلب مبالغ مرتفعة عند رغبة المواطنين في شراء الاراضي من الشركة ويصل سعر المتر الي 1200 جنيه في بعض الأحيان وقال إن الاهالي يقومون ببناء مساكن عشوائية في مناطق بعيدة وتجد الأجهزة المسئولة صعوبة كبيرة في توصيل المرافق لهذه المناطق حيث يعاني أهالي قرية الخور بحري بكوم أمبو علي سبيل المثال من عدم وصول الكهرباء اليهم حتي الان بعد أن قاموا ببناء مساكن عشوائية ولم يجد المسئولون أماكن خالية لوضع محولات الكهرباء فيها وتعيش الاسر في ظلام دامس رغم أننا في القرن الواحد والعشرين.
اضاف ان منطقة السلخانة في كوم امبو تعتبر واحدة من أكبر العشوائيات وقام الاهالي ببنائها منذ 30 عاما بدون تخطيط وجميع شوارعها ضيقة وغير منظمة وتخلو من الخدمات وتركها المسئولون فزادت فيها العشوائية بصورة ملحوظة يضيف محمد هلاوي من ابناء مركز ادفو ان سوء التخطيط وعدم المتابعة تسبب في حدوث عشوائيات كثيرة بإدفو منها قرية الحمام التي تم انشاء مشروع صرف صحي بها بواسطة الصندوق الاجتماعي ولكن بدأ هذا المشروع في الانهيار حاليا بسبب عدم المتابعة وتقوم القرية حاليا بالقاء مياه الصرف الصحي علي الشارع الرئيسي بالاراضي الزراعية المجاورة بعد تعطل بيارات الصرف الصحي بالمشروع.
وقال ان سوق الطيور جنوب الميدان القبلي بمدينة ادفو يعتبر من أكبر الأسواق العشوائية ويتسبب في تعطل حركة المرور بشدة كل يوم أربعاء. لان هذا السوق يقع علي شارع رئيسي تستخدمه جميع سيارات النقل والاجرة التي ترغب في الوصول للطريق الصحراوي الغربي. وطالب بسرعة نقل هذا السوق من مكانه الحالي.
من جانبها قامت محافظة اسوان بإزالة العديد من التعديات علي الاراضي بمنطقة الصحابي في مدينة اسوان التي تبلغ مساحتها 8.15 فدان ويتم تطويرها ضمن مشروع تطوير العشوائيات لانها تقع ضمن تصنيف أكثر المناطق العشوائية خطورة علي المقيمين بها. وبدأت في خطة لتطوير هذه المنطقة منذ العام الماضي لأن معظم مساكنها عبارة عن عشش وبيوت مبنية من الطوب اللبن والطين والصفيح والاخشاب. بجانب ان شوارعها لايزيد عرضها ما بين متر و2 متر مما يمثل خطورة داهمة علي اهالي المنطقة التي كانت تضم 573 اسرة.
يأتي ذلك ضمن خطة المحافظة لإحداث نقلة حضارية لمنطقة الصحابي من خلال تطويرها وفتح محاور جديدة لتسهيل الحركة المرورية داخل مدينة اسوان علاوة علي نشر المسطحات الخضراء والحدائق كمتنفس لابناء اسوان مع اقامة منطقة خدمات متكاملة لاستكمال منظومة التطوير الجاري تنفيذها علي مستوي المدينة وسوف يتم استكمال مشروع تطوير منطقة الصحابي عند استقرار الاوضاع في مصر.
من ناحية اخري بادرت المحافظة باخلاء كامل للمنازل الواقعة اسفل الصخور الجبلية في 4 قطاعات هي نجوع الخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد بطول 5 كم في قرية ابوالريش حفاظا علي ارواح الاهالي المقيمين في مساكن عشوائية تحت الصخور وصلت تكلفة هذا المشروع الي 4 ملايين جنيه وتم الاعداد له بعد حادث الدويقة من خلال دراسات علمية من قبل متخصصين واساتذة بكليتي العلوم والهندسة باسوان وشمل المشروع اخلاء 250 منزلا يقيم بها 327 اسرة بامتداد هذه المناطق.
مقابر لدفن الأحياء.. في الشرقية
الشرقية عبدالعاطي محمد :
تعاني مساكن الايواء القديمة والجديدة بنطاق المحافظة مشاكل بالجملة حيث يعيش السكان في عذاب ولا حياة لمن تنادي من المسئولين الذين أعرضوا عنهم. فمياه الصرف الصحي تحاصر العمارات مما يهدد بانهيارها وتلال القمامة لاتجد من يرفعها ومداخل العمارات أصبحت أشبه بالقبور والكلاب الضالة تمنعهم من الخروج ليلا وتحبسهم في منازلهم.
يقول محمد أحمد من سكان مساكن سوارس بأبوكبير نعيش في مر بسبب أكوام القمامة المتراكمة حول العمارات الي جانب وجود روث الدواب التي يتم ربطها بالسويقة المجاورة مما تشكل خطرا علي الصحة العامة الي جانب ارتفاع مستوي الشارع أمام مداخل العمارات التي اصبحت اشبه بمداخل القبور. كما أننا نضع قوالب الطوب للمرور عليها عند هطول الامطار لانخفاض المداخل ووجود المياه بها.
يضيف احمد محمود: أغلب السكان من محدودي الدخل وشبكة الصرف الصحي متهالكة وبح صوتنا مع المسئولين في محاولة لإنقاذ العمارات من حالتها السيئة قبل فوات الأوان ولكن لاحياة لمن تنادي
يؤكد سالم محمد من سكان مساكن المعسكر بالزقازيق ان حالة العمارات سيئة وفي طريقها للانهيار وسيتكرر حادث الدويقة ان لم يتم التدخل السريع لانقاذ العمارات المتهالكة التي ظهرت منها الاسياخ كما ان شبكة الصرف الصحي تالفة وفي حاجة للإصلاح.
أشرف فاروق عامل أعيش في حجرة بمساكن المعسكر تسربت إليها المياه من الحمام وأقوم بقدر المستطاع بعمل الصيانة اللازمة لكن سوء حالة العمارات يحتاج لنظرة من المسئولين
قال محمد السيد أعمال حرة ان سكان المناطق العشوائية في دائرة النسيان حيث يخرجون في الصباح الباكر للوقوف أمام المستودعات للحصول علي أسطوانات الغاز بالساعات ويعودون صفر اليدين ويضطرون لشرائها من الباعة السريحة بأكثر من 40 جنيها
يقول محمود حمدان من سكان قرية الديدامون ان العمارات السكنية في حاجة الي الاهتمام بها ورفع اكوام القمامة التي تتراكم حولها بصفة مستمرة أحمد محمد السعيد وأسماء أحمد حامد محمد من الطلاب نسكن في مساكن قرية السعدية وأسماء أحمد حامد محمد من الطلاب نسكن في مساكن قرية السعدية بالمنطقة الصحراوية المخيفة والمرعبة حيث نسافر يوميا لمدارسنا ونخشي البلطجية والكلاب الضالة التي انتشرت بالمنطقة. كما اننا في حاجة الي تمهيد الطريق وانشاء مخبز بلدي لتوفير الخبز هدي علي من سكان قرية رزنة شبكة الصرف الصحي أم المشاكل الي جانب القمامة.
السيد حامد : أطالب المحافظ بإزالة مساكن الايواء بالزقازيق التي تم اخلاء معظمها بعد تقنين أوضاع سكانها لعودة بعض السكان مرة أخري للإقامة بشققهم. حيث تشكل خطرا داهما عليهم
المنيا.. في الترتيب الثاني عشوائيا بعد القاهرة
المنيا مصطفي عبيد:
بمحافظة المنيا أكبر المناطق العشوائية علي مستوي الجمهورية وتعد في الترتيب الثاني بعد محافظة القاهرة ويبلغ عدد العشوائيات بها حوالي 142 منطقة عشوائية.
قسم المسئولون العشوائيات إلي عشوائيات شديدة الخطورة أو غير آمنة.. وتتمثل في عشوائيات العشش وهناك عشوائيات أخري بسبب وجود عيوب في المنشآت وخطوط التنظيم أو أنها غير مطابقة للمواصفات. إلي جانب مناطق عشوائية مقامة بمناطق ضغط عال أو بها مشاكل في التربة التي تم البناء عليها حيث تعد تلك المناطق العشوائية الأقل خطورة وتتركز هذه المناطق بصورة واضحة في سمالوط ومغاغة والمنيا وأبوقرقاص.
والعشوائيات لها أشكال وأنواع متعددة فهناك مناطق السكن الشعبي وهو الامتداد العشوائي للمباني تلبية لحاجة طبقة من الشعب لاستقلال المسطحات الإضافية للسكن مثل أبوهلال والسلخانة بالمنطقة الجنوبية. وبعض المناطق بحي غرب المدينة وهناك نوع آخر يشكل خطورة أو غير آمن وهو العشش مثل عشش محفوظ بجنوب مدينة المنيا.
وهناك المنازل المبنية فوق مياه جوفية وهي معرضة للإنهيار في أي لحظة وهناك نوع آخر من العشوائيات بشرق النيل وهي المنازل المقامة أسفل الجبل ومنازل أعلي الجبل وهي معرضة للخطر في أي لحظة.
ويقول علي محمود محمد موظف إن منطقة جنوب المنيا خصوصا أبوهلال والسلخانة تعاني الإهمال لكثرة العشوائيات بها
وأضاف أحمد عبدالعزيز من قري شرق النيل أن هناك عدداً كبيراً من المنازل مبنية أسفل الجبل وهناك عدد أكبر مبني فوق سفوح الجبل بشرق النيل وتمثل خطورة شديدة علي ساكني هذه المنازل. كما أن قري شرق النيل تعاني كثيراً من نقص الخدمات وهي من أكبر العشوائيات التي تحتاج إلي نظرة المسئولين.
ويقول أشرف مختار خلف من قرية الشرفا إن منطقة عزبة عطية بقرية الشرفا تعاني من مشاكل عديدة مع أملاك الدولة. فهناك حوالي 32 أسرة لا يتمتعون بحقهم في مياه الشرب ولا يستطيعون تركيب عدادات الكهرباء لمنازلهم وينفقون معظم دخلهم علي شراء الكيروسين ويطالبون بإثبات البراءة لإمكانية إدخال المرافق لهم كما أن هناك حوالي 160 أسرة بقرية نزلة حسين وقرية الشرفا التابعة لهم تعاني من تحكم الأوقاف فيهم حيث تقيم بمساكن علي أراض مملوكة للأوقاف ومهددون بين الوقت والآخر بالإزالات الفورية لمنازلهم والقضايا المستمرة توقيع غرامات عليهم ولا يشعرون بالأمان في حياتهم خوفاً من المصير المجهول الذي ينتظرهم
ويقول عبدالكافي محمد علي محامي إن تأخير التخطيط العمراني والتفصيلي للمدن والقري يزيد من انتشار العشوائيات بصورة واضحة ولابد من عمليات إحلال وتجديد للمناطق الأكثر عشوائية أو الأكثر خطورة علي أرواح المواطنين خاصة المناطق التي تقع أسفل وأعلي الجبل وفي المناطق والمنازل المبنية علي مخرات السيول.
طالب بضرورة الاهتمام وتقديم المساعدات لتلك القري ضمن المناطق الأولي بالرعاية والتي تسكن في المناطق الأكثر عشوائية عن طريق إعادة بناء بعض المنازل القديمة وتوصيل المرافق وإمدادهم بالخدمات اللازمة.
أكد المحافظ اللواء سراج الدين الروبي أنه تم حصر المناطق العشوائية غير الآمنة علي مستوي المحافظة بمعرفة صندوق تطوير العشوائيات والتي بلغت 9 مناطق علي مستوي المحافظة وهي: منطقة عشش محفوظ بمدينة المنيا ومنطقة الجندي بسمالوط وثلاث مناطق بمركز مغاغة وهم الكيلو شرق والكيلو غرب والحي الشرقي وثلاث مناطق بملوي وهم الأشراف والشيخ ناصر وخط الكهرباء. وقد تم إعداد الدراسات الفنية المتخصصة لتلك المناطق وجاري البدء لتطويرها.
كما تم البدء في تطوير منطقة الأشراف بالتنسيق مع هيئة الأوقاف وجار توقيع بروتوكول لتنفيذ خطة العمل.
كما يجري حالياً إعداد مشروع تطوير منطقة عشش محفوظ بحي جنوب مدينة المنيا مع إعداد خطة العمل لتحديد مراحل التنفيذ والجهة المنفذة للمشروع.
أضاف المحافظ أن باقي المناطق فسوف يتم تطويرها طبقاً للمورد من صندوق تطوير العشوائيات وهي كالآتي:
يتم فتح التراخيص للهدم والإزالة وإعادة البناء للمناطق الواقعة علي أراضي الأملاك الخاصة أو أملاك الدولة. ثم توفيق أوضاع شاغليها وذلك بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة مع إعداد مخطط تفصيلي لتلك العقارات التي تم حصرها بفتح التراخيص خلال مدة محددة وذلك بخطابات مسجلة بعلم الوصول مع توضيح أن المحافظة ستدخل في تطوير المنطقة بعد انقضاء المدة المحددة للبدء في التطوير.
التطوير .. يبدأ بعزبة الصفيح في بني سويف
بني سويف أسامة مصطفي :
أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف ان بني سويف بها 17 منطقة عشوائية مصنفة من الدرجة الثانية من ناحية الخطورة حيث المنازل القديمة.
اضاف ان المحافظة تقوم بدراسة بالاشتراك مع صندوق تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء منذ شهرين وأمامها شهر اضافي للبدء في أعمال تطوير المناطق العشوائية علي مستوي المحافظة وستكون منطقة عزبة الصفيح التابعة لبندر بني سويف هي البداية حيث تقرر إزالة بعض المناطق السكنية بالقرية والدراسة تجري حول صرف تعويضات لأصحاب المنازل وايجاد البديل للسكان عما اذا كان سيتم تسليمهم مساكن بديلة بمنطقة شرق النيل او تخصيص أراض مرفقة لهم. علما بأن الاعتمادات اللازمة موجودة بالمحافظة بعد أن أرسلها صندوق دعم وتطوير المناطق العشوائية.. ويلزم فقط الانتهاء من الدراسة اللازمة.
أوضح المهندس سيد ذكري نائب رئيس مدينة بني سويف مدير عام الادارة الهندسية ومدير وحدة تطوير العشوائيات بالمحافظة أن عدد المناطق العشوائية علي مستوي المحافظة يبلغ 17 منطقة عشوائية منهم منطقتان في مدينة بني سويف هما عزبة الصفيح وحي العجمي و6 مناطق بمركز إهناسيا و6 مناطق بمركز ناصر ومنطقة بمركز ببا و6 مناطق بمركز الفشن. أما مركزي الواسطي وسمسطا فلا يوجد بهما مناطق عشوائية.
أكد ذكري ان جميع المناطق العشوائية أو غير الآمنة هي من الدرجة الثانية من ناحية الخطورة حيث تضم منازل قديمة وقد تم توصيل كافة المرافق الاساسية
اضاف انه تم وضع أكبر منطقة عشوائية علي مستوي المحافظة لأنها الاكثر خطورة وهي منطقة عزبة الصفيح في أولي اولويات مشروع تطوير المناطق العشوائية وأعدت الدراسة اللازمة بها من حيث تعداد الاسر المقيمة بالمنطقة المراد تطويرها والبالغ عددهم حوالي 8000 اسرة واجراء الابحاث الاجتماعية لهم من حيث وظيفة رب الاسرة وعدد افراد كل اسرة ويجري حاليا دراسة ايجاد البديل لتلك الأسر. هل سيتم تسليم مساكن لهم أم أراض مرفقة للبناء عليها وبحث تعويض أصحاب المنازل التي ستتم ازالتها وكذلك البحث في الاستفادة من الأراضي والمساحات التي ستتم الإزالة عليها لتطوير تلك المنطقة وتخطيطها.
أوضح انه تم مناقشة هذا الموضوع في مجلس محلي المحافظة السابق وتم الاتفاق علي البدء في اعمال التطوير فعلا. ولكن جاءت ثورة 25 يناير وفي ظل الاحداث الجارية والانفلات الأمني. تم إرجاء اعمال التطوير رغم ان الاعتمادات موجودة بالمحافظة حتي يوافق السكان علي البدء في الازالة والتطوير.
حصر المناطق العشوائية بسوهاج
سوهاج محمد حامد:
طالب اللواء وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والاحياء بحصر جميع المناطق العشوائية كل داخل نطاق مدينته للوصول الي العدد الفعلي للمناطق العشوائية بسوهاج لارسالها الي صندوق تطوير المناطق العشوائية والجهات المختصة حتي تأخذ حقها في التطوير.
اكد المحافظ خلال اجتماعه مع رؤساء المراكز والمدن والاحياء أهمية حصر تلك المناطق مدعومة بالصور الفوتوغرافية وصور الاقمار الصناعية من خلال "الانترنت" لتحديد مواقعها بالاضافة الي المعلومات اللازمة عنها من حيث عدد المباني والطوابق وحالتها الفنية خاصة المناطق غير الآمنة ومناطق الضغط العالي. مشيرا الي دعم المكتب الفني بالمحافظة من خلال اعداد نظام المعلومات الجغرافي لتلك المناطق عن طريق ال"G.I.S".
اوضح الدكتور علي مسعود المستشار العلمي للمحافظة والمشرف علي ملف المناطق العشوائية ان حصر صندوق تطوير المناطق العشوائية بسوهاج لم يتعد 14 منطقة في حين وجود العديد من المناطق لم تدخل ذلك الحصر.
قنبلة موقوتة .. في أسيوط
أسيوط محمود وجدي:
ما يزيد علي الستين منطقة عشوائية تنتشر في محافظة اسيوط سواء كانت مدينة أسيوط او مدن المراكز ومن اشد المناطق عشوائية في اسيوط المجاهدين.. البسري وحي الزهور "خلف مصنع الادوية" منطقة عرب المدابغ الولدية حي الشخوة نزلة عبداللاه خلف جامعة الازهر.
وفي المدن منطقة المهجرين في ديروط ومنطقة قبلي البلد في "ابوتيج" والمنطقة الشرقية والبحرية في مدينة صدفا اما مدينة الغنايم فحدث ولا حرج عن العشوائيات بها وخاصة انه تم تحويلها من قرية الي مدينة في سبعينيات القرن الماضي والتي لم يدخلها التنظيم فاصبحت علي حالها حتي هذا اليوم.
تعتبر منطقة المهجرين الذين نزحوا بعد حرب 1973 الي مركز ديروط وقاموا ببناء عدد 50 حجرة مكونة من دور واحد تضم مئات الاسر. من ابشع العشوائيات في اسيوط ويجري الان محاولات بأن يتم تعويضهم مقابل تسليم الارض للدولة اما منطقة الوليدية بشارع البحر بمدينة اسيوط التي تعاني عشوائية البناء وعدم مراعاة خط التنظيم. حيث المفروض ان يتم ترك 40 مترا بين النيل والمنازل. الا ان المشكلة يصعب حلها لتمسك الاهالي بالمنازل ورفضهم التعويضات او وحدات سكنية في مناطق اخري. والثالثة منطقة غرب المدابغ مشكلتها في البناء العشوائي وصعوبة توصيل الصرف الصحي. ولكن الاغرب في المشهد ان ينضم احد احياء المدينة لتلك المناطق العشوائية.
وفي غرب مدينة اسيوط وعلي بعد مئات الامتار من قلب مدينة اسيوط يعيش الالاف خارج نطاق الخدمات الا ما ندر. فبرغم تصريحات المسئولين التي تؤكد دائما علي حل مشكلة العشوائيات الا ان حاجة الاهالي اصعب من ان تحلها تلك التصريحات البراقة حيث مازال المواطنين يستعملون البراميل والجراكن كمراحيض. ليس فقط لعدم وجود صرف صحي انما لعدم القدرة المادية علي بناء منزل يحتوي علي دورات مياه ان وجدت الارض حالة البؤس سيطرت علي جميع الاهالي الذين يقطنون تلك المنطقة. اضافة الي فقدان الثقة في كل وافد عليهم مهما كان منصبه او حتي اهدافه.
وبرغم وجود الاف الاسر الا ان المسئولين لايعرفون عن تلك المناطق الا اسمها. حيث تتكرر من خلال التقارير التي لاتسمن ولاتغني من جوع. وان كان غير ذلك فكيف لالاف المواطنين ان يعيشوا في غيبة عن الخدمات والمرافق لعشرات السنين. وكيف لهم ان يحيوا وقد انهكهم الفقر والمرض واصابهم تجاهل المسئولين لهم بحالة من فقدان الثقة يصعب علاجها الا بعمليات جراحية صعبة.
في البداية يقول المواطن محمد سالم. وقد اثر الزمن في ملامح وجهة: اعيش أنا وأسرتي في منزل بالكاد يحمينا من اعين الناس والحمد لله. إلا أننا نحاصر من جميع الجهات بالقمامة. ولايوجد لدينا صرف صحي. ولا مياه شرب نقية. والغريب في الامر أننا ندفع رسوم النظافة والمياه والصرف الصحي. فلم تكتف الحكومة بتجاهلنا الا انهم "لايرحموا ولايخلوا رحمة ربنا تنزل" حسب قوله. واضاف كان لدي أمل في ان يتغير الحال ولكن يبدو أننا كتب علينا ان نعيش بعيدا عن اهتمامات "المسئولين".
واكتفي المحافظون الواحد تلو الاخر بتجميل شوارع وسط المدينة حتي وصل سعر عامود الكهرباء في عهد احد المحافظين الي عشرين الف جنيه.
ويقول محمود محمد ان المنطقة تفتقر الي الأمن. اذ لايوجد بها نقطة شرطة أو نقطة إطفاء. وكل ليلة يتجمع الكثير من المجرمين وغيرهم من المسجلين خطر. مما يعرض اهالي المنطقة للعديد من الاخطار. كذلك يؤدي عدم وجود نقطة اطفاء الي حدوث الكثير من الخسائر عند حدوث حرائق. حيث ان سطح المنازل تغطي بكميات كبيرة من القش والبوص ومخلفات الحيوانات. وكلها قابلة للاشتعال السريع.
ويضيف علي حسني قائلا: نظرا لبعد المنطقة عن مدينة اسيوط فإنها بحاجة لمستشفي مجهز لاستقبال جميع حالات الطوارئ حيث ان الوحدة الصحية الموجودة بالمنطقة لاتفي بكل الاغراض العلاجية. والغريب ان الوحدة الصحية التابعة للحكومة ملاصقة لكميات ضخمة من القمامة والادخنة المحملة بالكثير من القاذورات والكثير من الحشرات والزواحف التي تعرضنا وجميع اهالي المنطقة للخطر.
ويقول عبدالمجيد علي: لايوجد لدينا اي نوع من الرعاية الاجتماعية. حيث لاتوجد مؤسسات تهتم بدراسة حالة السكان وتقويم مستوي الخدمات المقدمة لهم. وطالب بسرعة انشاء مكاتب رعاية اجتماعية لانقاذ الجيل الجديد من الضياع وتهيئة بيئة اجتماعية متوازنة. حتي لايؤدي الاهمال والتشتت الي انحراف الكثيرين من الشباب والفتيات. ويقول صبري فوزي احد سكان المنطقة. ان اكثر من 50 الف مواطن لايوجد لديهم مخبز يفي باحتياجاتهم مما يضطرهم للدخول للمدينة والوقوف في طوابير لساعات طويلة للحصول علي الخبز.
وقد قام صندوق دعم المناطق العشوائية بتصنيف هذه المناطق بانها مناطق ذات خطورة ولكن من المستوي الثاني. مما جعل الاهتمام بها في مرحلة متأخرة. برغم ان اسيوط تتصدر قائمة المحافظات في نسبة الفقر. ويبدو ان المسئولين في محافظة اسيوط ينتظرون ان يخرج هؤلاء المهمشين بثورة جديدة للمطالبة بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية برغم قيام الثورة والتي جاءت بهم في مناصبهم. حيث لم يقم مسئول بزيارتهم او حتي ارسال من يستمع لشكواهم. انما تركوهم لحياة البؤس والحاجة.
ويضيف عادل عباس ان منطقة عرب المدابغ تحتاج لخطط طويلة الاجل لتطويرها وخاصة ان ماتم فيها لايعدو كونه مسكنات لمشكلة مستعصية مثل المريض بمرض مزمن ويتم اعطاؤه مسكنات مما يجعل المشكلة تستفحل يوما بعد يوم ويؤكد محمد عباس من "ابوتيج" ان العشوائيات بشرق وقبلي مدينة "ابوتيج" لم تمتد لها يد التطوير منذ انشاء "ابوتيج" وخاصة ان طبيعة الارض التي أنشأت عليها مدينة "ابوتيج" بها مرتفعات ومنخفضات وهو مايصعب من محاولات تطويرها بينما اشار سيد عبدالحميد من ابناء صدفا ان واجهة المدينة تعتبر أسوأ مدخل مدينة باسيوط حيث تستقبلك العشوائيات بداية من المقابر علي الطريق الزراعي شمالا حتي بني فيز جنوبا وهو يكفي ان يكون دليلا واضحا علي ماتعانيه شوارع وحواري صدفا من ضيق وعدم رصف وعشوائيات علي كل لون ويطلعنا حمدي حسين من الغنايم علي العشوائيات بها قائلا لاتنظروا تطويرا للمدينة لانها جاءت علي انقاض قرية ولذا كان قرار التحويل عشوائيا ويحتاج الي دراسة لاسيما ان سكان القري لا يهتمون بتوسعة الشوارع او بالارتفاعات وهو ماجعلنا اليوم ننتظر معجزة لتطوير الغنايم.
من جانبه اكد اللواء سيد البرعي محافظ اسيوط انه تم وضع خطة لتطوير المناطق العشوائية واعادة دمجها في المناطق الحضارية مشيرا الي ان الخطة تتضمن القضاء علي العشوائيات ومنع قيامها في المستقبل.
جاء ذلك خلال اجتماع المحافظة مع مسئولي الاسكان والتخطيط العمراني بالمحافظة ورئيس مركز ديروط لمتابعة دراسة خطط تطوير منطقة المهاجرين بمركز ديروط.
واكد البرعي انه تم الانتهاء من التفاوض مع مواطني منطقة المهاجرين بديروط والبالغ عددهم 52 اسرة تمتلك غرفا من الصفيح. حيث سيتم تعويضهم بمبلغ مليون و560 الف جنيه.
"كسارة" رشيد.. تحاصرها الأوبئة
البحيرة - إبراهيم رشوان:
تحتل محافظة البحيرة مرتبة متقدمة بين محافظات الجمهورية في عدد المناطق العشوائية التي تحتضنها والذي يقدر بالعشرات في مدن ومراكز وقري المحافظة. وتحتاج هذه المناطق إلي خطط جادة وعاجلة لتطويرها وتهذيبها لانتشال المواطنين القاطنين فيها من مستنقع الإهمال الذي يعيشون فيه منذ سنوات. كما يتطلب الأمر تضافر الجهود الرسمية والشعبية والأهلية لتنفيذ مخطط متكامل لانقاذ آلاف المواطنين بهذه المناطق من العشوائية التي تحاصرهم ليل نهار حتي يحيوا حياة آدمية بعد ثورة 25 يناير التي قامت من أجل الكرامة والعزة والحياة الحرة الكريمة لجميع المواطنين.
في رشيد تمثل العشوائيات إحدي الأزمات الخطيرة في تلك المدينة المهمة حيث لم يعرف التطوير طريقه لها رغم انفاق ما يقارب من نصف مليار جنيه علي مخطط التطوير الذي بدأ تنفيذه منذ أربع سنوات ويتضمن تطوير العشوائيات وتحزيمها وإعادة تخطيطها بما يتماشي مع الشكل الجديد للمدينة مع الاهتمام بالمرافق والخدمات الأساسية لتطوير حياة سكان رشيد. إضافة إلي انشاء مدينة للحرفيين ومدينة رشيد الجديدة لاستيعاب الزيادة السكانية حتي عام 2027 وتوفير فرص عمل للسكان ونقل جميع الأنشطة التي تمثل مصادر تلوث للبيئة مثل مصانع الطوب والوكالات ومواقف السيارات والورش والحرفيين إلي منطقة تبعد 4 كيلو مترات عن رشيد التاريخية.
كانت البداية بمنطقة الكسارة العشوائية التي لاتزال تئن حتي الآن وحالها لا يسر عدواً ولا حبيباً. فالإهمال ضارب بجذوره في المنطقة ومياه المجاري تحاصر السكان بشراسة والشوارع متهالكة ولا توجد خدمات حقيقية تنبئ عن أن المدينة حدث بها تطوير أو أنفق عليها ملايين الجنيهات.
الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة والهيئة العليا للحزب هاله ما آل إليه حال مدينة رشيد الذي يرثي له. وأحزنه بشدة حجم ومدي المعاناة التي يعانيها أهالي رشيد رغم الملايين التي تم انفاقها علي المدينة ضمن مخطط التطوير والتنمية مما يعد إهداراً صارخاً للمال العام يستوجب المساءلة والتوقف عن التمادي فيه لأنه لم يعد مقبولاً الاستمرار فيه بنفس الأسلوب بعد الثورة المجيدة التي أطاحت بالنظام الفاسد ونقلت البلاد إلي عهد جديد مغاير تماماً لما كان معمولاً به في السابق.
أوضح حشمت أن ما أنفق علي كورنيش النيل برشيد علي سبيل المثال لا يتناسب مع المشاكل الموجودة علي الكورنيش مؤكداً عدم وجود صفايات للمطر وبدون أعمدة إنارة ودون سور حديد. كما أن توصيل الغاز متوقف علي طريق الكورنيش فضلاً عن عدم وجود متخصصين لاستكمال مشروع الصرف الصحي الذي انفق عليه ملايين الجنيهات ولا عائد أو طائل منه. مشيراً إلي أن غرق مناطق الكسارة ونور الإسلام وحي قطقط والفحارين إلا لعدم تنفيذ المشروع بصورة صحيحة علي أرض الواقع مستنكراً في الوقت نفسه وجود شوارع تم الانتهاء من أعمال الصرف والكهرباء والغاز بها ولم يتم رصفها حتي الآن. وما تم صرفه من تعويضات كبيرة عن عقارات نزعت ملكيتها ومازالت تحت يد الأهالي مما يضير المال العام. مطالباً بصدور قرار بإرجاء أعمال التطوير بمدينة رشيد وإعادة تقييمها مرة أخري.
أشار عبدالمنعم الكلة - محام - إلي أن منطقة الكسارة توجد غرب رشيد ويقطنها آلاف الفلاحين والصيادين الباحثين عن حياة آدمية في ظل ظروف صعبة للغاية وعدم اهتمام حقيقي من جانب المسئولين الذين وعدونا بالتطوير ونقل تلك المنطقة إلي حيز الوجود ودعمها بالمرافق والخدمات. إلا أن الأمل طال انتظاره كثيراً وأصبح حال المنطقة سيئاً في ظل الطفح المستمر لمياه المجاري التي تحاصر السكان ليل نهار. رغم تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالمدينة الذي تكلف ملايين الجنيهات وافتتحه الرئيس السابق إلا أن هذا الافتتاح يبدو أنه كان وهمياً فمازالت المدينة وتوابعها تعاني من طفح المجاري وتتعرض المنازل للغرق خاصة في المناطق العشوائية التي منها الكسارة وحي قطقط. ويعيش السكان وسط ظروف بالغة السوء بسبب الأمراض والأوبئة التي تحاصرهم باستمرار جراء هذا الإهمال من جانب المسئولي