لم يجد أهالي نجع الشديدة بقرية أبو الريش في محافظة أسوان أمامهم سوي قطع الطريق الزراعي أسوانالقاهرة للإعلان عن رفضهم القاطع لإخلاء مساكنهم غير الآمنة والانتقال إلي المساكن الجديدة التي تم إنشاؤها بنحو500 مسكن بقرية الأعقاب وطريق وادي العلاقي. وبرر الأهالي رفضهم بالبعد الاجتماعي وارتباطهم بالأراضي الزراعية غرب شريط السكة الحديد والطريق الزراعي. ويأتي هذا في الوقت الذي أوصي فيه تقرير اللجنة العليا لتطوير العشوائيات بتوصيفها بالخطورة بسبب وقوع بعضها في مخرات السيول الطبيعية وتحت حزام الصخور المعرضة للانزلاق في أي وقت. ويقول رشاد صديق بالمعاش أن أهالي أبو الريش عامة ونجع الشديدة يرفضون الانتقال إلي المساكن التي لم يعتادوها من قبل, حيث تعودوا علي المنازل الواسعة والأحواش, كما أن هناك ارتباطا وثيقا بينهم وبين الأراضي الزراعية. وطالب منصور عثمان عبد الرحمن أحد أهالي نجع الشديدة بالانتهاء من أعمال الصرف الصحي التي توقفت بالمركز بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية المطلوبة, وقال إن تطوير المساكن وحمايتها من خطورة الصخور المتاخمة لها بطرق علمية, أفضل كثيرا من انتقال الأهالي الي مناطق لم يعتادوها من قبل سوف تتسبب في انقطاعهم عن أراضيهم الزراعية. وأشاد هلال الدندراوي أحد قيادات مركز أسوان إلي أن هناك لجنة مشكلة برئاسة الدكتور سيد عبده عميد كلية العلوم بأسوان وأستاذ علم الصخور قامت من قبل بحصر الحزام غير الآمن للمساكن بالمركز والتي تقع إما في مخرات السيول الطبيعية أو تحت الصخور الجبلية المعرضة للانهيار وذلك ضمن3 مناطق بالمحافظة هي أبو الريش والعقيبة بأدفو وخور عواضة بأسوان. وقال الدندراوي أن الصرف الصحي ومراعاة البعد الاجتماعي والتكافل الأسري وارتباط الأهالي بالمناطق الزراعية هي أهم مطالبهم, لافتا إلي أن التوصل لتطوير المساكن وحمايتها من الصخور حفاظا علي أرواح الأهالي والإبقاء عليهم هو الحل الأمثل. وأكد مصطفي عبد المحسن السكرتير العام المساعد بالمحافظة وقف جميع الإجراءات التي سبق اتخاذها بشأن نقل الأهالي بنجع الشديدة بقرية أبو الريش وتقرر تشكيل لجنة تضم ممثلي أهالي القرية ومصلحة الري والمحافظة والوحدة المحلية بالإضافة إلي مسئولي العشوائيات من أجل وضع المقترحات البديلة بما لايضر بمصلحة المواطن واستقراره وأمنه. في المقابل قال اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أن المساكن الجديدة لمتضرري السيول التي تم إنشاؤها لعدد452 مسكنا بقرية الأعقاب وطريق وادي العلاقي جاءت في وقت قياسي حرصا من المحافظة علي تأمين أرواح وممتلكات المواطنين سواء المتضررين من أزمة السيول السابقة أو لتفادي تعرض أي مواطن من الأهالي للضرر بسبب وجود هذه المساكن داخل المخرات الطبيعية للسيول أو في مناطق متأخمة للصخور.