شغلني السؤال: لماذا بحري- دائماً- هو صورة الإسكندرية؟.. بنات بحري واحدة من أجمل لوحات فناننا العظيم محمود سعيد. المطربة هدي سلطان تغني: من بحري وبنحبوه.. واذا كان الفيلم عن البيئة الشعبية السكندرية. فإن أحداثه لابد ان تدور في السيالة ورأس التين. وربما انتقلت إلي الميناء الغربية "ميناء الاسكندرية" ومحطة الركاب- حتي الأفلام التي تحاول إقناعك بأنها في الاسكندرية. تكتفي بتصوير المراكب الصغيرة المتناثرة في يسار الميناء الشرقية. بالقرب من نقطة الأنفوشي. المكس والورديان والقباري وغربال وكرموز والباب الجديد وغيرها من أحياء الاسكندرية الوطنية. غائبة- أو تكاد- في صورة المدينة.. قد يأتي ميدان محطة الرمل في لفتة عابرة. وربما مست الكاميرا شاطيء الكورنيش. لكن بحري- في الأعم- هو الصورة الوحيدة للاسكندرية. الاسكندرية الحقيقية. اسكندرية ناسها الذين ولدوا وعاشوا حياتهم فيها.. ربما يمر عام أو اثنان. فلا يفكر أي من أبناء الحي في مجاوزة المدينة إلي شواطيء التصييف. بدءاً بالشاطبي إلي المعمورة. انها اسكندرية الاولياء والصيد والتصدير والاستيراد والشحن والتفريغ والتجارة والتصنيع تقاليد البحر هي التي تحكم العلاقات. وتسيطرعليها. بحري يتسم بشخصية خاصة. مذاق مختلف. بيئة مغايرة. فيبدو ملمحاً متميزاً. وان كان أكثر تعبيراً عن البيئة الساحلية في عمومها. ثمة الصيادون الذين يمثلون قطاعاً رئيساً بين أبناء الحي "تأمل هذه الشياخات: السيالة. رأس التين. الصيادين. سوق السمك". حتي الزي التقليدي: اللاسة والصديري والسروال الفضفاض الطويل. تلتقي به في بحري. وربما في أبي قير- بيئة صيادين كذلك- وثمة عساكر السواحل والعاملون في الميناء الغربية. والذين يعد "البحر" محور حياتهم وهمومهم اليومية. وهناك شاطيء الأنفوشي الذي يتسم بشعبية خالصة. تختلف- بصورة مؤكدة- عما نراه في شواطيء الاسكندرية الأخري. وإذا كان بوسع الرجال ان ينزلوا البحر بالمايوهات العادية. فان الفتيات والنساء يصعب إلا ان يستحممن بثيابهن المنزلية. ومن المستحب ان يكون ذلك في الصباح الباكر. حتي لا تقع عليهن عين "أصارحك بأن هذه الثياب- عندما تبتل بالمياه- تبدو في التصاقها بالجسد أشد إثارة من المايوه". أما المرسي أبوالعباس. سلطان الاسكندرية وحاميها. فانه الرمز للاسكندرية كلها: أقرأوا الفاتحة لأبوالعباس.. يا اسكندرية يا أجدع ناس.