جهود حثيثة بذلتها القيادات الأمنية والمسئولون بمحافظة جنوبسيناء يعاونهم شيوخ وكبار القبائل حتي تم فك أسر السائحين الكوريين الثلاثة ومرشدهم المصري والذين تم اختطافهم صباح أول أمس بمنطقة الفرنجة التابعة لمدينة سانت كاترين أثناء عودتهم مع فوج سياحي يضم 29 سائحا كوريا بعد زيارة الآثار التاريخية والدينية بالمدينة وعودتهم لمدينة شرم الشيخ. يبذل اللواء خالد فودة محافظ الإقليم والمتواجد بمدينة سانت كاترين منذ اختطاف السائحين مشاورات مكثفة مع كبار القبائل وشيوخها وعدد من أعضاء مجلس الشوري بالمحافظة وبمشاركة اللواء محمد نجيب عيسي مدير الأمن والعميد جمال عبدالباري مدير المباحث بالمحافظة وقيادات الجيش لإنهاء هذه الأزمة وعودة السياح والمرشد المصري. كان الخاطفون قد قاموا بإيقاف أتوبيس الرحلات التابع لشركة ترافلز بالمنطقة المذكورة تحت تهديد السلاح وقاموا بإنزال 3 سائحين والمرشد للضغط علي المسئولين للإفراج عن أحد المتهمين بالسطو المسلح علي بنك كريدي أجريكول بشرم الشيخ والذي باءت بالفشل. وقد ألقي القبض علي المتهم سالم جمعة من قبيلة الفرارشة بأحد مستشفيات مدينة دهب الخاصة بمرافقة متهم آخر ويدعي مصطفي النجار مسجل خطر سرقات بعد فرارهم بعد الحادث. واتفاق المتهم الثاني مع المستشفي علي إجراء عملية كيس دهني بوجههم إلا أن مباحث المديرية كانت لهما بالمرصاد وتم القبض عليهما وحبسهما 4 أيام علي ذمة التحقيقات. ويطالب الخاطفون بالإفراج عن المتهم سالم حتي يتم تحرير السائحين والمرشد السياحي الذين حددت أجهزة الأمن أماكنهم وجاري العمل علي تحريرهم وتؤكد التقارير بأن الخاطفين هم من أعضاء التنظيم الذي هاجم بنك شرم الشيخ مؤخراً. وعلي صعيد متصل تسود حالة من الغضب الشديد بين أبناء القبائل القاطنة بالمحافظة والذين جاءهم الخبر كالصاعقة خاصة انهم كانوا في اجتماع قبلي ضم 12 قبيلة وقت وقوعه وألزم كبار القبائل وشيوخها قبيلة الفرارشة التابع لها الخاطفين بتسليم الأجانب فوراً إلي المسئولين وتطبيق القانون العرفي عليهم. يقول سليمان عطيوي عضو مجلس الشوري عن المحافظة بأن ما يحدث علي أرض سيناء الآمنة هي آفة لابد من محاربتها بإحياء القانون العرفي وتطبيقه علي الجميع بجانب التزام القبائل بحدودها المعروفة منذ القدم وعدم التعدي علي الحدود من قبل القبائل الأخري والقانون العرفي له أحكام رادعة في هذا الشأن والأهم أن تتفق القبائل العريقة للوقوف أمام هذه الأفعال المشينة. يضيف الشيخ محمد صبيح شيخ قبيلة المزينة والتي وقعت علي أرضها حادثة الاختطاف بأن ما حدث سيضر بالجميع وأولهم أهل البادية والمعروف عنهم الكرم والترحاب بالضيف مطالبا كافة القبائل أن تجتمع علي قلب رجل واحد للخروج بحق من المشكلات التي تواجهها. ويشير الشيخ منصور فرحان شيخ قبيلة الجبالية علي أنه لابد من إشراك أبناء البادية في حفظ الأمن علي الطرق الصحراوية بمساعدة الشرطة وقوات الجيش حتي يعود النظام والأمن لربوع سيناء. أما فرج بريك عودة عضو الشعب السابق ومن كبار قبيلة المزينة فيؤكد علي أن الحل هو إلزام شركات السياحة بتوظيف عدد من شباب البادية يكون دورهم مصاحبة الشركات السياحية ووسائل النقل التابعة لهم في رحلاتهم من شرم الشيخ وإلي مدن المحافظة السياحية الأخري وهو ما سيكون له أثر كبير في إنهاء هذه الحوادث الغريبة علي المجتمع السيناوي الرافض لها. علي جانب آخر وصل إلي مدينة سانت كاترين السفير الكوري بالقاهرة صباح أمس السبت لمتابعة الموقف عن كثب وكان في استقباله اللواء خالد فوده محافظ الإقليم واللواء محمد نجيب عيسي مدير الأمن والذي طمأن السفير الكوري بأنه سيتم تحرير المختطفين خلال ساعات بالرغم من رفض الخاطفين الإفراج عنهم إلا بعد قيام المسئولين بالإفراج عن المتهم البدوي في قضية السطو المسلح. وفي لفتة إنسانية طيبة قام عدد كبير من محبي شرم الشيخ يرافقهم عدد من السياح الأجانب بزيارة أمين الشرطة الشجاع أحمد فوزي في إدارة تأمين السياح والذي يرقد بمستشفي شرم الدولي بعد إصابته بطلق ناري في القدم اليمني من جراء الهجوم علي بنك كريدي أجريكول. وتصديه للمهاجمين وأصاب اثنين منهم ومن المتوقع أن يقوم اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتكريم أمين الشرطة الشجاع بعد تماثله للشفاء.