بداية أرفض كما يرفض كل المصريين اتهام كل أهل مدينة بورسعيد بتلك الجريمة التي وقعت في الاستاد يوم مباراة المصري والاهلي واسقطت 74 شهيدا وعددا كبيرا من المصابين.. وليس من العدل ان يعاقب المجتمع والاعلام اهل محافظة بأكملها علي جريمة ارتكبها بعض الموتورين والمجرمين منها خاصة ان بورسعيد بأهلها علي مدار العقود هي التي فدت كل شعب مصر ودفعت الثمن غاليا جدا في عدة حروب فرضت علي مصر في مختلف العهود.. فالظلم كل الظلم ان نتعامل مع اهل بورسعيد علي انهم قتلة ومجرمون. وهم احرار ووطنيون. ولابد ان يشعروا بالسلام والامن الذي نتمناه لكل مصر المصريين.. ولكن عليهم واجبات لابد من القيام بها بعد مجزرة الاستاد الواجب الاول.. ان يساعدوا العدالة في كشف كل من شارك في هذه الجريمة التي ازهقت في ارواح بدم بارد حتي لو كان هؤلاء المذنبون من ابنائهم.. فالعدالة شرط الامان ولن يقبل اهل بورسعيد الاحرار ان يكون من بينهم قاتل ومجرم ولابد ان يكونوا هم أول من يسعي لتبرئة ساحتهم وتاريخهم من هذه الجريمة الشنعاء وتوابعها الواجب الثاني: ان يتشارك اهل بورسعيد جميعا في حملة التبرع لاسر الشهداء والمصابين بل هذا واجب عليهم بل وفرض شرعي بما يمكن اعتباره "دية" شرعية للقتلي الذين سقطوا في ستاد بورسعيد وعلي ارض بورسعيد وفعل بعض ابنائها حتي لو كانوا انفسهم ضحايا للتحريض الشيطاني من بعض الغرباء الذين دفعوهم دفعا للسقوط وارتكاب هذه الجريمة.. فالمشاركة في التبرع هو إذكاء للنفس وتخفيف علي اسر الضحايا في مصائبهم التي لايعوضها مال ولاعزاء.. فمثل هذه الخطوة سترفع الذنب المعنوي الواقع علي المدينة الحرة وتبرز مشاعر العزاء والتضامن والتكاتف مع اهل الضحايا ذلك ان العالم كله شارك في تقديم تبرعاته لهم وننتظر هذه الخطوة الواجبة من أهل بورسعيد الواجب الثالث.. ان يتوقف اصحاب الاصوات غير الحكيمة في المدينة عن التظلم من مشاعر الغضب الموجهة اليهم لانهم بذلك يزيدونها اشتعالا والتهابا.. فكيف نتجاهل الالام ومشاعر الحزن ونسقط في فخ بعض الاعلاميين الذين جلبوا الخراب علي كل مصر لتصعيد الموقف ببعض التصريحات غير المسئولة بدعوي ان وقف الحال يعم المدينة الان وانهم سيردون بطريقتهم علي هذا الوضع... فأهل بورسعيد جميعا مطالبون بتفهم مشاعر اهل الضحايا ان يبادروا بمد يد الاسف والاسي لهم بدلا من السنة الغباء التي يطلقها البعض علي المشاعر الملتهبة اما واجبنا جميعا.. فهو ان ننظر للحدث علي انه مصيبتنا جميعا كمصريين.. ولا اظن ان هناك أماً في مدينة بورسعيد.. لاتريد ان تأتي الي كل أم شهيد سقط في هذه المجزرة لتحتضنها وتقبلها وتشاركهخا دموعها علي فراق ابنها الغالي.. فالام هي هي في كل مكان وكل بيت.. علينا ان نتشارك في نفس المشاعر وان نتكاتف في وجه من يريد ان يفرقنا ويجزئ مشاعر الشعب الواحد.. فشهداء الاهلي هم أبناؤنا جميعا ومصابنا جميعا.. وستبقي مدينتنا الحرة الغالية. ولايمكن لأحد ان يزيد علي غير هذه الحقيقة.