مرت سنوات حياتها أمام خاطرها كشريط سينمائي تذكرته بأدق تفاصيله وهي تتوجه إلي مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بعد ان قررت الطلاق خلعاً من زوجها "الموظف" بعد ان فشلت حياتها الزوجية علي مدي 10 سنوات كاملة ضاعت من عمرها مع شخص لا يري سوي مصلحته الشخصية واستغل ظروفها القاسية وحياتها الخالية من الحب والحنان الأسري واستطاع ان يلعب علي الوتر الحساس ويغرقها بحنانه الزائف خلال خطبتهما وبعدها تكتشف حقيقته السيئة وشخصيته الحقيقية بدون رتوش أو تزييف. أكدت الزوجة "45 سنة" أمام نبيلة محمود "خبيرة نفسية" وإيمان أحمد "خبيرة اجتماعية" بمكتب تسوية المنازعات الأسرية بأنها نشأت في أسرة مترابطة بين أب مقاول شهير وأم سيدة منزل غاية في الطيبة والحنان ولكن للأسف لم تنعم بهذا الحنان طويلاً فقد شاء القدر ان تتوفي والدتها وهي مازالت في سن الخامسة من عمرها فقط وبعد فترة الحداد التي دامت عاماً كاملاً اضطر والدها للزواج من أخري حتي يكمل معها مشوار حياته وهو يعتقد بأن ذلك الزواج في مصلحتها كي تنشأ وسط أب وأم ولكنها للأسف لم تكن تدري بأن أبواب الجحيم قد فتحت أمامها فمجرد مجيء زوجة الأب إلي المنزل تغير كل شيء. استطاعت الزوجة ان تستميل قلب والدها نحوها بشتي الطرق خاصة بعد انجابها ولدين له أصبحا هما كل حياته وتناسي للأسف بأن له ابنة تحتاج للعناية والرعاية والحنان وبدأ يقسو عليها ويعاملها معاملة سيئة حتي انها طلبت منه بعد عدة أعوام وكانت قد بدأت دراستها الثانوية بأن تتولي رعايتها خالتها الوحيدة والتي كانت تجد عندها الحنان المفقود ولكن زوجته رفضت وبشدة فهي تسخرها لأعمال المنزل وخدمة ولديها ورفض الأب استجابة لرغبة زوجته مرت السنوات سريعة ولم تكمل تعليمها بايعاز من زوجة والدها ورضيت بما قسمه الله لها وكانت تدعو الله ان يتقدم إليها شخص يرحمها من العذاب الذي تلاقيه ولكن زوجة أبيها كانت تقف لها بالمرصاد أمام كل من تقدم إليها حتي بلغت من العمر 35 عاماً وبدأ الشباب ينفض من حولها وبدأت تشعر بأنها أكبر من سنها بمراحل نتيجة القهر والذل الذي عاشته طوال حياتها. عندها تقدم إليها موظف لا يملك سوي راتبه الضئيل ووجدت فيه طوق النجاة فوافقت دون ابداء أية اعتراض وكان شرطه الوحيد ان يقيما بمسكن والدته المسنة نظراً لمرضها في نفس الوقت انه لا يستطيع توفير ثمن مسكناً مستقلاً ووافقت وهي تمني نفسها بأنها أخيراً ستصبح سيدة منزل تمارس فيه حقوقها بحريتها ولكنها فوجئت بأنها أمام سيدة مسنة تحتاج لطاقم تمريض وليس لفرد واحد لخدمتها ورضيت بنصيبها في الحياة وتأكدت بأن الله لن يضيع تعبها وسهرها بجوارها وكان زوجها يعاملها معاملة حسنة ولكن ما نغص عليها عيشتها بأنها لا تستطيع الانجاب وهي التي طالما حلمت بطفل أو طفلة تفرغ فيهما شحنة حنانها التي حرمت منها وحزنت كثيراً ولكن زوجها ساندها وأكد بأن هذا الأمر لا يهمه ولموقفه النبيل معها ضاعفت عنايتها بأمه المريضة. مرت عشر سنوات كاملة دون ان تندمي أو تطالبه بشيء فوق طاقته ولكنها اكتشفت تغيراً في معاملته لها وبدأ يتغيب عن المنزل بحجة أعماله وجاء من يهمس في اذنها بأنه علي علاقة بأخري وهنا قررت لأول مرة في حياتها تصحيح مسار حياتها بيدها دون الانتظار للقدر الذي خذلها كثيراً وعندما واجهته لم ينكر وأكد لها بكل بجاحة بأنه اضطر للزواج من أخري لأمله في الانجاب وهو أمر مشروع. اصيبت بصدمة نفسية خاصة عندما رفض طلاقها فهو لن يجد من تخدم والدته بدون مقابل وتعجبت فهل هذا جزاء تفانيها في خدمة والدته ولكنها احتسبت أفعالها عند الله الذي لا تضيع عنده شيء وقررت بعد ان استجمعت شجاعتها ان تتخذ لأول مرة القرار الصائب في حياتها وتطالب بحريتها.. وتم احالة أوراق الدعوي للمحكمة للفصل فيها.