مر عام علي الثورة. تغيرت أشياء كثيرة علي صفحة الواقع.. وبقي الكثير الذي يجب محوه! انتهت إلي الأبد "قداسة الحاكم".. وأصبحنا نري مبارك وأركان نظامه يمثلون أمام القضاء ويجري التحقيق معهم في الاتهامات الموجهة إليهم.. بعد أن كانت أيديهم مطلقة في البلاد والعباد! نعم.. قد تكون المحاكمة طويلة واستنزفت الكثير من الوقت.. وقد يكون وقعها بطيئاً.. لا يعجب البعض.. لكن في كل الأحوال يمكن القول إن "صنم السلطة المطلقة" قد تحطم وانتهي إلي غير رجعة! جاء مجلس الشعب بانتخابات حرة نزيهة. دون تزوير أو تزييف أو حجر علي أحد. وقد لا تعجب نتائج هذه الانتخابات البعض - أو أنها لا تعجبهم بالفعل. حيث أبدوا ذلك صراحة - لكن تلك هي آليات الديمقراطية ويجب علي الجميع ان ينحنوا لإرادة الشعب وأن يرضوا بالنتيجة عن قناعة وطيب خاطر. إن كانوا ديمقراطيين بالفعل! وإذا لم يرضوا بالنتيجة فليس أمامهم سوي أحد أمرين.. فإما أن يغيروا الشعب.. أو أن يغيروا أنفسهم!! وتغيير الشعب ليس بالأمر السهل. إذ عليهم أن يغيروا طبيعته الدينية والفكرية والاجتماعية. لكن ذلك يستغرق كثيراً من الوقت والجهد ويحتاج إلي دأب وصبر لا يملكهما هؤلاء المتعجلون الوصول إلي السلطة. بأي وسيلة حتي لو تنافت مع الإطار الصحيح للديمقراطية التي ينادون بها! تبقي حاجتنا إلي دستور عصري.. فلسنا أقل شأناً من أمم كثيرة غيرنا شقت طريقها السياسي بثبات ويقين.. واتفقت أو توافقت علي الإطار الدستوري الذي يحكم العلاقة بين السلطات ولا يترك ثغرة لكي تقتنص أي من هذه السلطات امتيازاً ليس من حقها. وعلينا أن نحذو حذو من سبقونا في هذا المجال! تبقي حاجتنا إلي انتخاب رئيس للجمهورية. بإرادة شعبية ووطنية حرة.. نخضع في النهاية لأصوات الناخبين لا لهوي جهة أو جماعة أو مؤسسة بعينها. بحيث يكون ممثلاً للشعب كله. ثم يبقي أن نتغير نحن.. أنا وأنت.. أن نلتزم بالقانون والنظام العام وتكون تحركاتنا كلها داخل الإطار المشروع.. أن نمحو من أنفسنا - قدر الإمكان - جوانب الضعف البشري.. أن ننزع منها مشاعر الحقد والكراهية وشهوة الانتقام. مع عدم التفريط في حقوقنا أو مبادئنا.. والحفاظ علي حقوق الآخرين.. فسوف أضمن حقي ما دمت أحترم حقك! ** أفكار مضغوطة: كثيرون حول السلطة.. قليلون حول الوطن! "غاندي"