غادر الآلاف من المتظاهرين ميدان التحرير بعد مشاركتهم في جمعة "حلم الشهيد" التحضيرية لأول عيد للثورة يوم الاربعاء القادم.. شاب الهدوء فعاليات الجمعة ولم يعتصم المتظاهرون بعدها ولكنهم أكدوا علي نزولهم الميدان مرة أخري بدءاً من يوم الثلاثاء المقبل. نظم المتظاهرون مسيرات متعددة في معظم أرجاء القاهرة لحث وحشد المتظاهرين علي المشاركة في احياء ذكري شهداء الثورة في أول عيد لها وللتأكيد علي مطلبهم الاساسي هو رحيل حكم العسكر عن السلطة وتسليمها إلي مدنيين وبقي العشرات بالميدان معلنين الاعتصام. شهدت جمعة حلم الشهيد التي دعا إليها أكثر من 40 ائتلافا توافد المئات من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة اشتد الزحام بين المتظاهرين امام المنصة الرئيسية التي أقامها بالمشاركة عدد كبير من القوي السياسية عقب الصلاة وتعدي اعداد المتظاهرين 10 آلاف رددوا جميعا "يسقط يسقط حكم العسكر". احتشد مؤيدو د. محمد البرادعي لاعلان التمسك به رافعين لافتات مكتوب عليها "يابرادعي مش هانسيبك انت نصيبنا واحنا نصيبك" وقام متظاهرو المنصة باستدعاء البعض من كورال كنيسة قصر الدوبارة وقاموا بالغناء وتقديم الترانيم مثل أغنية بارك بلادي التي غنوها في احتفال ليلة رأس السنة ولاقت ترحيبا كبيرا من الثوار المتظاهرين. عرضت المنصة فيلما تسجيليا طويلا لحركة كاذبون عبر شاشة عرض كبيرة ضد المجلس العسكري بدءا من وعده بتسليم السلطة خلال 6 شهور وبعدها أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء. أطلق المتظاهرون مبادرة في التحرير دعا إليها عدد كبير من الحركات مثل حركة 6 ابريل بجبهتيها الديمقراطية واحمد ماهر. واتحاد شباب الثورة وشباب من أجل الحرية والعدالة والجبهة الحرة للتغيير السلمي وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وشباب الوحدة الوطنية وتحالف القوي الثورية والحركة الشعبية لاستقلال الأزهر وحركة مشاركة وحزب الوعي وثورة الغضب الثانية وحركة إعلام ماسبيرو. وقام بالتوقيع علي هذه المبادرة عدد كبير من الشخصيات العامة مثل الكاتب الصحفي بلال فضل ووائل قنديل ود. علاء الاسواني ووائل جمال وإبراهيم الهضيبي وبعض الفنانين منهم جيهان فاضل وخالد صالح وعمر طاهر والناشط السياسي علاء عبدالفتاح وعلي الطيب. دعت المبادرة التي جاءت تحت اسم "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية" إلي المطالبة يوم 25 يناير بأن تكون السلطة إلي الشعب بحيث يتسلم مجلس الشعب المنتخب السلطة كاملة من المجلس العسكري وان يعود الجيش إلي دوره الطبيعي في حماية الوطن وأمنه داخليا وخارجيا وان يكون بعيدا عن السياسة وفي هذه الحالة يتولي رئيس مجلس الشعب مهام رئيس الجمهورية طبقا لدستور 71 أو يقوم نواب المجلس بانتخاب رئيس مدني مؤقت مثلما حدث في تونس وحتي انتخاب رئيس دائم طبقا لمواد استفتاء 19 مارس ثم يقوم مجلس الشعب بتشكيل حكومة ائتلافية تمثل الشعب وتعمل علي استعادة الامن وإنقاذ الاقتصاد. نظم المتظاهرون مسيرات "حلم الشهيد" فمن شبرا بعد صلاة الجمعة مباشرة انطلقت مسيرة بمشاركة العديد من الحركات السياسية مثل حركة لا لحكم العسكر وكلنا مينا دانيال والجبهة الحرة للتغيير السلمي واتحاد شباب ماسبيرو وحملة كاذبون. للمطالبة برحيل المجلس العسكري وتسليم السلطة إلي رئيس مدني وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وكذلك إلغاء قانون الطوارئ ورددوا خلال المسيرة هتافات مثل "الثوار راجعين يوم 25" و"مسلم ومسيحي ايد واحدة". كما تم تنظيم مسيرة ثانية من ميدان الجيزة حرص متظاهروها علي ترديد النشيد الوطني فور وصولهم التحرير مما أعطي المسيرة دفعة وطنية وحيوية وقامت باستكمال مسيرتها في شوارع وسط البلد وطلعت حرب مرددين خلالها "قول ماتخافشي المجلس لازم يمشي" و"باطل باطل المجلس العسكري و"عيش حرية عدالة اجتماعية" واستقبل الميدان مسيرة ثالثة قادها الشباب المستقل بدأت من أمام جامع الأزهر رافعين لافتات الشعب يريد حلم الشهيد وكان المشاركون في المسيرة يريدون اللحاق بصلاة الغائب التي كان مقررا ان يقوم الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بامامة الثوار ولكنه اعتذر عن الحضور بسبب سفره المفاجيء إلي طنطا لتقديم واجب العزاء لأحد اقاربه. ونظم ثوار المعادي الذين احتشدوا بكورنيش المعادي مسيرة حتي تملكهم التعب عند محطة الزهراء وقاموا باستقلال مترو الانفاق للوصول الي ميدان التحرير وفور وصولهم استقبلهم ثوار الميدان بهتافات "أهلا بثوار المعادي" و"أهلا بالثوار" وانضموا اليهم وتجمعوا في صينية الميدان وهتفوا سويا يسقط يسقط المشير وحكم العسكر" و"الثوار راجعين يوم 25". طافت أرجاء الميدان اكثر من مرة مسيرة قبطية حمل متظاهروها صور شهداء الثورة مينا دانيال وعلاء عبدالهادي وهتفوا خلال طوافهم "قتلوا علاء قتلوا مينا.. كل رصاصة بتقوينا" ومسيرة أخري انطلقت من ميدان التحرير وتوجهت إلي دار القضاء العالي للتضامن مع القضاة المفصولين في عهد ممدوح مرعي وزير العدل الاسبق ثم عادت مرة أخري إلي الميدان في الوقت الذي انقسم عنها مجموعة من المتظاهرين وتوجهوا بمسيرة إلي ماسبيرو مما سبب في حالة تكدس مرورِي لبعض الوقت ولكنها سرعان ما انتهت في ظل حرص المتظاهرين علي عدم احداث أي شيء يعرقل مسيرتهم ويفسد جمعة حلم الشهيد.