عوامل كثيرة تضافرت ضد صناعة الدواجن في الفترة الأخيرة وتهددها بالتراجع.. أولها ارتفاع أسعار الاعلاف واستمرار منع تداول الطيور الحية بين المحافظات مع النقص الشديد في عدد المجازر.. والنتيجة إغلاق عدد كبير من المزارع وتحول عدد آخر ليس بقليل لإنتاج البيض أو تربية الرومي حيث المخاطر أقل واستمرار النشاط طوال العام بنفس المعدلات .. اتحاد منتجي الدواجن يطالب بحلول سريعة لهذه المشاكل تعيد صناعة الدواجن لمكانها الصحيح خاصة بعد توقف دور بورصة الدواجن واعتماد تحديد الأسعار علي العرض والطلب بعد تقديم الاتحاد لأسعار استرشادية يومية للبيع بالجملة. أحمد نصار المدير التنفيذي لبورصة الدواجن في القليوبية يقول تراجع دور البورصة الحالي بشكل كبير بعدما كانت هي المحددة لاستثمار الدواجن علي مستوي محافظات مصر.. كما كانت محافظة القليوبية هي الأعلي انتاجا بين محافظات مصر حيث تشارك بنسبة تتراوح بين 65 و70% من انتاج الثروة الداجنة في مصر . لكنها الآن تشهد تراجعا كبيرا من الانتاج وتقدمت محافظات أخري مثل الشرقية والبحيرة لوجود ظهير صحراوي يستوعب التوسعات الجديدة للانتاج . أضاف أن القليوبية بها حوالي 4500 مزرعة دواجن توقف بعضها وعدد آخر تحول لأنتاج دواجن البيض وتربية الرومي والسبب الأساسي لذلك هو القانون 70 لسنة 2009 بمنع تداول الطيور الحية بين المحافظات مع وجود نقص شديد في عدد المجازر .. إضافة إلي اقتصار النشاط علي الصيف خوفا من مهاجمة انفلونزا الطيور في الشتاء والزيادة المستمرة في أسعار الاعلاف والأدوية .. والحل لهذه المشكلة يبدأ بالسماح بتداول الدواجن الحية بين المحافظات تحت اشراف طبي صارم للتأكد من خلوها من الأمراض. احتكار محمد عبد الباقي مهندس زراعي وصاحب مزرعة لأنتاج البيض يؤكد تعرضه هو وآخرين من المنتجين لخسائر كبيرة في الفترة الماضية بسبب عدم استقرار أسعار الدواجن وارتفاع اسعار العلف باستمرار حتي وصل لحوالي 3500 جنيه للطن وهذا سعر مبالغ فيه .. وأيضا احتكار الشركات الكبري للأدوية البيطرية للتحكم في أسعارها وضعف المادة الفعالة بها لعدم وجود أي رقابة حكومية عليها.. لذلك كان الحل هو تغيير النشاط لأنتاج بيض المائدة رغم حاجة هذا النشاط لرأس مال كبير ودورة انتاج تستغرق خمسة شهور.. لكن مزايا هذا النشاط أن دواجن انتاج البيض مناعتها قوية تجنبها الأصابة بالأمراض خصوصا انفلونزا الطيور وفي نهاية دورة الانتاج التي تمتد لحوالي عام ونصف العام يتم بيع الدواجن مما يحقق عائدا آخر . شهاب فتحي رئيس مجلس ادارة احدي شركات الثروة الداجنة يضيف أنه قام أيضا بتحويل معظم نشاطه لأنتاج دواجن البيض لوجود سوق كبير ومستقر وسهولة تداولة بين المحافظات وتواصل الانتاج علي مدار العام يوفر للمنتج أرباحا بعيدا عن المخاطرة في مجال دواجن التسمين حيث ترتفع الأسعار باستمرار لان 95% من مستلزمات التسمين مستوردة. 20 عاما السيد بيومي صاحب مزرعة لانتاج البيض يقول بعد 20 عاما متواصلة في مجال دواجن التسمين حولت نشاطي لانتاج البيض مثل الكثير من أصحاب المزارع بعيدا عن المخاطر وضمانا للرواج والأرباح . أحمد سليمان من كبار منتجي الرومي بالقليوبية يوضح أن نسبة المخاطرة في تربية الرومي ضئيلة والعائد المادي جيد . فالرومي يمتاز بأن الكتكوت الصغير يأتي مستوردا من الخارج محصنا ضد الأمراض ويتحمل المناخ الجاف في مصر ودرجات الحرارة المرتفعة عكس دواجن التسمين والتحصين ضعيف وتتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة .. كما أن استهلاكه للعلف أقل من دواجن التسمين .. والانتاج معظمه يكون للفنادق والقري السياحية وشركات الطيران ويوجد علي مستوي الجمهورية أربعة مجازر لذبح الرومي تقوم بتحديد الأسعار وفقا للعرض والطلب. يضيف فاضل عبد الحليم صاحب مزرعة لانتاج الرومي أن تربية الرومي تحتاج لرأس مال كبير لذلك لجأ بعض المزارعين لأسلوب المشاركة في تكاليف الانتاج والعائد. د. أحمد عبد الفتاح علام طبيب بيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية يؤكد أن دواجن البياض اكثر مناعة من غيرها من الدجاج وتقاوم معظم الأمراض التي تصيب دواجن التسمين مثل الجمبورو والنيوكاسل وعدوي السالمونيلا. علاوة علي سهولة تسويق المنتج وهو البيض لأنه أرخص أنواع البروتين وتنتج الدجاجة الواحدة من 270 إلي 300 بيضة في العام مما دفع الكثيرين للاتجاه لهذا المجال.. كما زاد الأهتمام بتربية الرومي مؤخرا حيث نسبة البروتين به تفوق الدواجن .. كما تم التوصل إلي سلالات عالية الكفاءة مما خفض فعليا من تكلفة الانتاج . د. محمد الشافعي نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن يقول ان سوق الدواجن يحكمه الآن العرض والطلب وانتهي دور بورصة الدواجن وأصبحت عبارة عن لافتة فقط!! لكن اتحاد منتجي الدواجن يرسل يوميا لكبار التجار ومنتجي البيض كتاكيت التسمين بأسعار المنتج بالجملة أما سعر البيع للمستهلك فيحدده تجار التجزئة. يضيف أن انتاج الدواجن في مصر يتراوح ما بين 800 و850 مليون دجاجة وهذا رقم كبير مقارنة بضعف القوة الشرائية وحالة الكساد بالإضافة لضعف السياحة مما أدي لخسائر كبيرة للمنتجين خاصة مع فتح باب الاستيراد العام الماضي حيث تم من حجم الانتاج استيراد حوالي 130 الف طن دواجن في 2011 بما يعني 130 مليون دجاجة تمثل 15% من حجم الانتاج . يشير لقانون منع تداول الطيور الحية كأحد اسباب خسائر المنتجين بشكل كبير فالشعب المصري يفضل الطيور الحية عن المجمدة لكن حتي الآن المجازر تعمل ب 60% من طاقتها فقط.. ولابد من حلول سريعة لأن هذه الصناعة الهامة مهددة لو استمر الحال علي ما هو عليه.