قرر المعتصمون بالتحرير تشكيل لجان شعبية لتأمين الميدان بعد معركة النصف ساعة التي استخدمت فيها قنابل المولوتوف والرصاص الحي.. لكنها انتهت علي خير رغم إصابة أربعة إلا أنهم عادوا مرة أخري للاعتصام بعد أن تلقوا الاسعافات الأولية. كانت الاشتباكات قد تجددت بين المعتصمين بالميدان وعدد من البلطجية الذين حاولوا اقتحام صينية الميدان وأطلقوا عدة أعيرة نارية في الهواء وقذفوا قنابل المولوتوف مما أثار فزع وغضب المعتصمين والمارة. ألقي المعتصمون القبض علي أحد البلطجية الثمانية ويدعي شريف حسين حيث حاول الاختباء في أحد العقارات المواجهة للميدان وأوسعوه ضرباً وسحلوه حتي كاد يلفظ أنفاسه بعدما أصيب بإصابات خطيرة في الرأس والصدر والوجه ولولا تدخل بعض المعتصمين لقضي عليه.. حيث تم استدعاء سيارة الاسعاف لنقله لمستشفي قصر العيني لإنقاذه. استخدم المعتصمون الصواعق الكهربائية للدفاع عن أنفسهم وتمكنوا من ابعاد البلطجية عن الميدان حيث سارعوا للهروب في الشوارع الجانبية. أصيب ثلاثة من المعتصمين بجروح في الرأس وكدمات وتلقوا الاسعافات الأولية بمستشفي المنيرة وأحمد ماهر وعادوا للميدان.. وقد تسببت الاشتباكات في حالة اغماء لاحدي الفتيات عندما شاهدت اطلاق النار وسارع المعتصمون لنقلها إلي مستشفي الميدان لتلقي العلاج. قال عمرو عماد - أحد المصابين -: حاول ثمانية من البلطجية اقتحام ميدان التحرير ليلاً وارسال رسالة لنا بأن النظام البائد وفلول الحزب الوطني لا ييأسون حيث قاموا باطلاق الأعيرة النارية في الهواء وإلقاء قنابل المولوتوف من أجل تخويفنا لارهابنا واخراجنا من الميدان إلا أننا تصدينا لهم بالقوة وقمنا بضربهم حتي هربوا للشوارع الجانبية بعدما أصابوا ثلاثة منا بإصابات مختلفة.. أضاف: تعرضت للإصابة بجروح في الرقبة نتيجة ضربي بسلاح أبيض "سنجة" والحمد لله لم تصل إلي وضع خطير مشيرا إلي مطاردة أحد البلطجية ويدعي شريف حسين وتم إلقاء القبض عليه بواسطة مجموعة من المعتصمين. أوضح آدم المصري - أحد المصابين - أن هذه ليست المرة الأولي التي نتعرض فيها للاقتحام من قبل بعض البلطجية حيث تحاول مجموعات اقتحام الميدان باستمرار ويتم التصدي لهم.. هي المرة السوداء التي قاموا بضربنا فيها وأصبت وقد تعرضت للإصابة بقطع في أصبع يدي اليمني أثناء محاولتي القبض علي أحد البلطجية فقام بضربي بالسنجة وسارع بالهرب.. مشيرا إلي عمل لجان شعبية لتأمين الميدان من البلطجية الذين يريدون تشويه صورة الثوار ومصابي الثورة. نفس الكلام أكده شعبان عطية وشريف العدل - من شهود الواقعة - أضافا أن مجموعة من البلطجية يندسون بين الثوار حيث قاموا صباح اليوم بضرب أحد الأطفال في شارع محمد محمود.. ثم وجدنا أنفسنا أمام سيل من الرصاص وسط صيحات النساء اللائي أصبن بالفزع فسارعنا للتصدي. أشار علاء الشربيني إلي أننا نتعرض كل يوم لحالات سرقة من قبل البلطجية الذين يندسون بيننا حيث قاموا بتثبيت بعض المعتصمين وحصلوا منهم علي المال والهواتف المحمولة.. وعندما علمنا قمنا بطردهم خارج صينية الميدان.