حينما تنظم أي دولة بطولة أو دورة كروية كبري تخرج التحذيرات من جهات عديدة حول المخاطر التي قد تواجه الرياضيين والجماهير التي تأتي من كل أنحاء المعمورة لمتابعة الحدث الرياضي المهم. مثلما حدث في مونديال جنوب إفريقيا عندما تخوف العالم كله من عمليات الجريمة المنظمة التي تشتهر بها جوهانسبرج وما حولها حيث تعد جنوب إفريقيا صاحبة أعلي معدل للجريمة في العالم. وفي العام الجديد 2012 سيشهد العالم بطولة كبري مهمة هي بطولة الأمم الأوروبية بأوكرانيا وبولندا وهي ثاني أهم بطولة كروية بعد المونديال والمثير أن التحذيرات حولها غاية في الاثارة حيث تأتي التنبيهات هذه المرة ليست من المنظمات الأمنية بل من منظمة الصحة العالمية التي دأبت منذ عامين علي إصدار بيانات مهمة عن أوكرانيا محذرة زوار هذا البلد خلال البطولة الأوروبية وهي تشير إلي أن جمهور الكرة الذي سيصاحب منتخب بلاده في أوكرانيا سيكون في خطر بسبب انتشار الإيدز "مرض فقدان المناعة المكتسبة" حيث يؤكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية الذي صدر العام الماضي من خطورة الوضع في أوكرانيا واعتبره اسوأ من أوضاع انتشار المرض في دول إفريقيا. وأشار التقرير إلي أن أوكرانيا علي رأس دول أوروبا من حيث نسبة الإصابة بالإيدز وسرعة انتشار العدوي فيما باتت تفوق نظيرتها في إفريقيا.. وأوضح انه يصاب به 9 آلاف شخص من بين كل مائة ألف سنويا ويموت منهم خمسة آلاف بسببه وأرجع التقرير ان السبب في انتشار المرض هو الادمان علي المخدرات والدعارة. وينتشر الايدز بشدة لكثرة المتشردات في أوكرانيا وهن كما هو معروف عنهن في هذه البلاد صاحبات وجه حسن وشقراوات ولهن طول فارع ويضطرن إلي العمل في الشوارع للبطالة العالية هناك ولهذا تعاطف معهن المغني البريطاني إلتون جون الذي زار العام الماضي العاصمة كييف وأعلن انه يعتزم مساعدة الشابات المشردات في أوكرانيا والعناية الطبية بهن وذلك من خلال مؤسسته المعنية بمكافحة الإيدز. ومنذ أيام استغلت منظمة فامن المهتمة بحقوق المرأة في أوكرانيا وجود وفد من اللجنة المنظمة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم لافتتاح ملاعب البطولة التي تستضيف المباريات في كييف وقامت عضواته بعمل مظاهرة غريبة من نوعها وهن عاريات الصدر للتشويش علي الاحتفالية مما دفع الشرطة إلي القبض عليهن بالقوة وكن يحاولن لفت نظر رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني للضغط علي الحكومة الأوكرانية للحد من ظاهرة تجارة الجنس لاعتقادهن الراسخ بأنه يوجد فساد من نوع ما وتساهل في محاسبة القوادين وللأسف لم يعط بلاتيني أي اهتمام بالمظاهرة مما تسبب في احباطهن حتي خرجت احدي عضوات فامن واكدت في تصريحات اذاعية ان المشجعين في البطولة الأوروبية في خطر بسبب بائعات الهوي اللاتي تم اعدادهن للعمل علي هامش البطولة عقب اطلاق صفارات نهاية كل مبارة وهي تخشي أن يعود البعض إلي بلاده وهو يحمل مرض الإيدز..!! وحتي هذه اللحظة لم تتخذ الحكومة الأوكرانية أي إجراءات أمنية في هذا الصدد والقرار المهم الذي اتخذته مؤخراً هو إشراك أفراد الشرطة في دورات لتعليم اللغة الإنجليزية للتعامل مع السائحين الأجانب وقت البطولة. كما اهتمت بإصلاح الطريق السريع بين أوكرانيا وبولندا لوجود أجزاء منه سيئة وتحتاج إلي ترميمات وتحاول هذه الأيام الحكومة الأوكرانية إقناع الفنادق في كييف ودونتسيك بتخفيض أسعار الغرف بها حيث تتراوح ما بين 200 و300 يورو في الليلة الواحدة وبالنسبة لأزمة الإيدز.. فهي في نظر الحكومة مسئولية الأفراد أولاً.