** منذ سنوات كان البث التليفزيوني الأرضي قليلا.. وظهر نجوم ودراما جيدة في "الأبيض والأسود".. وعندما دخل التليفزيون الملون قالوا إن الدراما ستتطور إلا أنه حدث العكس ومع بداية التليفزيون الملون تم الاستعانة بالأفلام السينمائية الملونة وبدأ الإذاعيون في تحويل البرامج الإذاعية إلي برامج تليفزيونية ونجحوا في البداية لتطوير الدراما وعندما بدأت القنوات التليفزيونية الفضائية تخيل وتصور الجميع أن يكون هناك منافسة درامية.. وكانت فترة جيدة للإنتاج الدرامي ومنافسة بين القطاعين "العام والخاص".. أما الآن فقد بدأ مستوي الدراما في النزول بالكامل وأصبحت كل قناة تنافس في جذب المشاهد بأي وسيلة أو طريقة.. وأصبحت الدراما التي تجري وراء الإعلان والدراما الحالية تسعي إلي الربح. لقد اختلفت الأمور وأصبحت هناك سلعة درامية.. وهذه المسألة أدت إلي سيادة قوانين والمسألة خرجت من نطاق خدمة فنية يقدمها التليفزيون للجمهور لدعم وتثقيف المواطن.. أما الآن وحينما انسحب الإعلام كسلطة من الإنتاج وتركها للقطاع الخاص الذي يهدف إلي المكسب إلا قلة قليلة تحب الفن والثقافة وحريصة علي جودة المنتج وعدم تسويق مادة سيئة إلا أننا نري كم المسلسلات الدرامية الذي يعرض علي الشاشات التليفزيونية منذ سنوات خلال شهر رمضان كان أكثر مما يمكن أن يتحمله عقل وحدث بالفعل تشويش ولم يحظ أي عمل علي التفاف جماهيري حوله منذ سنوات طويلة.. نجد أن هناك مسلسلات لم يشاهدها أحد.. والواضح أن هناك متغيرا ربط الدراما بالإعلان فأصبحت الدراما تنتج لصالح الإعلان والإعلان يتبع الدراما أينما كانت.. الدراما في شهر رمضان مكثفة للإعلانات فاختفت مسألة كيف ينتج مسلسل يؤثر في المجتمع.. مطلوب من جهات الإنتاج الحكومي التابع للدولة التمسك بقيادة العملية بالكامل ومطلوب أيضا منهم أن ينتج عددا ولو محدودا ذا التكلفة العالية المتوافقة مع جدية الموضوع للمسلسل ككل حيث يعفي من موضوع الإعلانات ولا نحتاج إليها.