في مسرحية "رومولوس العظيم". للكاتب السويسري دورينمات. يقرر الامبراطور البيزنطي رومولوس تفكيك الإمبراطورية التي قامت علي جماجم البشر وينصرف إلي تربية الدجاج. لم يكن رومولوس مجنوناً ولا خائناً للامبراطورية.. الرجل كان راغباً في أن يحمل السلام.. وراغباً في الحفاظ علي شعبه الذي هو عنده أهم من تاجه ومن الامبراطورية ومن الدنيا كلها. تنازل الرجل عن تاجه الامبراطوري لقائد الجرمان الذي كان هو الآخر من دعاة السلام حتي ينقذ شعبه من الهلاك.. لذلك كان عظيماً وحكيماً وفيلسوفاً ومحترماً. الموقف في مصر مختلف بالطبع.. لا مقارنة بين بيزنطة. الامبراطورية الاستعمارية. وبين مصر التي تكمل عشاءها نوماً وليس لها في حكاية الاستعمار. المهم هنا هو ما قام به رومولوس العظيم من أجل الحفاظ علي شعبه.. والثمن في حالتنا ليس باهظاً ولا حاجة.. لا يوجد قائد للجرمان في طريقه إلينا.. علي الأقل حتي الآن.. ورومولوس في مسرحيتنا ليس مطلوباً منه تفكيك الدولة ولا تسليم البلد لقائد الجرمان كل المطلوب منه أن ينصت لأصوات شعبه.. أن يقوم بالدور المنذور له ولا يلعب أدوار الآخرين.. وهو دور عظيم ومحترم يحفر به اسمه في سجل العظماء والخالدين.. ويترك السياسة لأهلها. انصرف رومولوس البيزنطي إلي تربية الدجاج وكان في ذلك ساخراً وعظيماً.. ونحن لا نطالب أي رومولوس تبعنا بأن يكون ساخراً.. نطالبه فقط بأن يكون عظيماً.. والأهم ألا ينصت لعكاشة مؤلف ملحمة "تزغيط البطة" ولا لجماعة "آسفين يا ريس" فنحن نربأ به أن يكون هؤلاء علي قائمة مؤيديه وحاشدي الحشود له في شوارع ضيقة يراها هو والإعلام الرسمي. صانع الآلهة. بعدسة تري النملة فيلاً ضخماً أو ديناصوراً عملاقاً مع إنها مجرد نملة!!