نشأت وحيدة لأسرة ميسورة الحال فكانت تسعي لإنهاء دراستها لتتمكن من الحصول علي شهادتها الجامعية فقط دون التطلع للحصول علي عمل لأنها في عدم احتياج إليه وبعد أن حصلت علي شهادتها بدأ شباب المنطقة من معارفها وأصدقائهم يتوددون إليها لينالوا موافقتها علي الزواج ولكنها كانت ترفضهم جميعا لأن صورة فتي أحلامها والتي طالما داعبت خيالها طوال فترات دراستها لم تنطبق علي أحد منهم إلي أن ظهر فجأة في حياتها شقيق لصديقتها المقربة والذي كان يعمل بالخارج وعاد في إجازة سنوية. كانت هذه هي البداية.. وتستكمل سرد قصتها أمام سامية أحمد خبيرة نفسية بمكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة حيث أكدت أنها بمجرد أن شاهدته تأكدت أن حلم حياتها قد تحقق وأن القدر لعب لعبته ليكافئها بفارس أحلامها الذي راودها في أحلامها وكانت سعادتها لا توصف عندما تقدم للزواج منها ولم تبد أي اعتراض أو تهتم بتفاصيل الزواج المادية بل كانت تذلل له أي عقبة في طريق إتمام زواجهما خاصة عندما رفض والدها اتمام الزواج لأنه لا يمتلك شقة وأنها ستسافر معه في بلاد الغربة بعيدا عنه وعن أسرتها وهي لم تدرس دراسة كافية تؤهلها للموافقة عليه او رفضه. أمام اصرارها تم الزواج بدون ترحيب من اسرتها التي كانت تتمني لها أفضل من ذلك ولكنها ضربت بنصائحهم عرض الحائط واشترطتوا علي زوجها ألا تعمل وأن تكون متفرغة لحياتهما الزوجية فوافق علي ذلك. سافرت معه وهي تحلم بحياة كلها سعادة وحب بالفعل امضت عاما كاملا وهي في قمة السعادة وبدأت ثمرة الحب تتحرك في أحشائها فأصبحت سعادتها مضاعفة. بدأت ظروف زوجها تتغير في عمله فأضطر لانهائه والعودة إلي الوطن ولكن في منزل أسرتها لأنه كان لا يمتلك مسكنا وبدأ يظهر علي حقيقته من الناحية المادية فكانت أسرتها تتكفل بكل شيء من مصاريف المعيشة حتي زيارتها للطبيب الذي يتابع حملها لم يكلف نفسه عناء دفع أتعابه بالرغم من حصوله علي عمل مشرف عن طريق والدها إلا أنه كان يؤكد لها أنه يدخر الأموال كي يشتري مسكنا لهما. مرت السنوات وانجبت طفلها الوحيد منه وهو يوعدها بالشقة ولا يف بوعده مستغلاً كرم ضيافة أسرتها ولكنها صممت بعد 4 سنوات الاستقلال بحياتها الزوجية وقامت باستئجار مسكن بأموالها الخاصة وانتقلا إليه وبعد عام اكتشفت أنه لا يريد أن ينفق عليها أو علي ابنها فبدأت مطالبة إلا أنه طالبها بالبحث عن عمل كي تساعده في نفقات المعيشة ووافقت علي مضض ووفر لها والدها عملاً في مكتب أحد أصدقائه فكان زوجها يستولي علي راتبها ولا يترك لها شيئا بحجة أنه يوفر نفقات المسكن لتكتشف بعد ذلك أنه لا ينوي شراء شقة وإنما يستغلها فقط لدرجة أنه رفض شراء الغذاء وكانت تشتري الطعام لها ولابنها من أموال والدها وتتردد علي مسكن أسرتها لتجد لقمة العيش بعد أن ظهر نجل زوجها وتأكد لها أن والدها كان علي حق في رفضه منذ البداية. قررت أن تتركه نادمة علي سنوات عمرها التي أهدرتها وراء حلم تأكدت بعد تلك السنوات أنه سراب ولذلك لجأت إلي المحكمة كي تنهي حياتها الزوجية بعد أن فشلت في إصلاح زوجها. رفض الزوج الحضور إلي مكتب تسوية المنازعات لحل الخلافات فتمت إحالة أوراق دعوي الطلاق خلعا للمحكمة لنظر الدعوي وإصدار حكمها.