لليوم الثالث علي التوالي تشهد مديرية أمن الإسكندرية محاوله قتحامها واحراقها والاستيلاء علي السلاح والذخيرة بالرغم من المظاهرات السلمية التي قام بها طلبة الجامعات بمطالبهم حتي المنطقة الشمالية ثم العودة إلي مديرية الأمن إلا أن الحال بالإسكندرية يختلف من ساعة لأخري ويختلف مع اختلاف وجوه المتظاهرين والشعارات التي يتم ترديدها فمنذ الصباح الباكر شهدت الإسكندرية مظاهرت حاشدة لطلبة الجامعت النظرية والعملية بالتوجهة إلي المنطقة الشمالية مطالبين فيها بإلغاء المحاكمات العسكرية وتسليم السلطة إلي مجلس وزاري من حكومة ائتلافية وإجراء الانتخابات البرلمانية ومحاسبة المتسببين في أحداث التحرير وأمام مديرية أمن الإسكندرية والتأكيد علي أن مسيرة الشباب لاتضم بلطجية.. بالفعل انتهت تظاهرات الطلاب السلمية بهدوء وانصرف منه من انصرف وبقي من بقي أمام المنطقة الشمالية بينما توجه ائتلافات من الشباب إلي مديرية أمن الإسكندرية وقام بعضهم بالوقوف كدروع بشرية لحماية مديرية الأمن. اختلف الحال تماماً مع الفترة المسائية وفي أعقاب صلاة العشاء حيث ظهرت مجموعات قادمة بسيارات ميكروباص بدون لوحات معدنية وموتوسيكلات لتبدأ نفس السيناريو الليلي المعتاد ولكن بصورة أكثر شراسة لاقتحام مديرية الأمن بإلقاء المولوتوف والحجارة والكاوتش المحترق وبالرغم من القنابل المسيلة للدموع التي ألقتها قوات الأمن المركزي لحماية المديرية إلا أن عمليات الهجوم المنظم علي مديرية الأمن لم تهدأ بعد أن أصبحت منطقة سموحة ساحة لأفراد من جميع انحاء المحافظة كلا له هدفه فهناك من يستهدف عملية تعطيل الانتخابات بصورة واضحة والبعض الآخر يستهدف مخزن الأسلحة والذخيرة وآخرين للسجل الجنائي المتجمع داخل مديرية الأمن بعد احراق مبني مديرية الأمن القديم في أحداث يناير الماضي. تتزايد أعداد المصابين سواء بين قوات الشرطة أو بين المتظاهرين ولا يوجد حصر لها ولكن كان هناك دعوات علي الفيس بوك لمستشفي ميداني يقام بالقرب من مديرية الأمن لإسعاف المتظاهرين المتواجدين أمام المبني والمصابين باختناق من القنابل المسيلة للدموع. علي الجانب الآخر قام أهالي منطقة سموحة التي أصيبت بالشلل التام وأغلقت الأندية الاجتماعية بالمنطقة أبوابها خوفاً من البلطجية وكذلك الحال للمحال التجارية.. بعمل دروع بشرية لحماية محطة البنزين الواقعة بالقرب من مديرية أمن الإسكندرية بعد أن حاولت مجموعة من البلطجية اقتحامها لسرقة البنزين من أجل زجاجات المولوتوف وعندما عجزوا سارعت مجموعات أخري من البلطجية أيضاً بايقاف السيارات عنوة بميدان فيكتور عما نويل بسموحة لسرقة البنزين منها وهو ما دفع بقوات من الأمن المركزي إلي محاصرة الميدان لحماية السيارات الملاكي. وردوت اللجان الشعبية "أحنا مع الداخلية مليون في المية". تواصل اللجان الشعبية حماية المنازل والسيارات من السرقة والنهب والتحطم من قبل بلطجية يستغلون أحداث المظاهرات للسرقة وأثاره الذعر والبلطجة. من ناحية أخري قامت مديرية أمن الإسكندرية بحصر التلفيات خلال اليومين الماضيين وهي عبارة عن تحطم الباب القبلي للمديرية والمؤدي لمخزن السلاح وتهشم نوافذ مكتب التجنيد ومكتب البريدوإدارة الحسابات وصالة الألعاب واحتراق سيارتين للشرطة وسرقة لوحاتها المعدنية وتحطم سيارة ثالثة للشرطة وأخري لأحد المواطنين. كان اللواء "خالد غرابة" مدير أمن الإسكندرية قد أكد علي أنه قد تحدث بنفسه ظهراً مع مجموعة من شباب الثوار المتواجدين أمام المديرية وطالبهم بعدم العنف ومعرفة مطالبهم. فطالبوا بأخلاء سبيل "43" من المتظاهرين الذين تم ضبطهم في أحداث الأمس ووعدهم بذلك وقام باتصالات مكثفة مع المحامي العام لنيابات الإسكندرية علي مدار ساعة ونصف الساعة وقام بالفعل باحضار الشباب وتسليمهم لزملائهم أمام المديرية. أضاف "خالد غرابة".. أنه فور خروج الشباب فوجئت بانقلاب المشهد وانهالوا علينا بالشتائم ثم بدأت عملية قذف المديرية بالمولوتوف وزجاجات فارغة ولا أعلم ماذا نفعل غير ذلك. .. وقال الوجوه الموجودة الآن ليست من الثوار وهناك عناصر خارجة عن القانون هدفها زعزعة الأمن وعدم اتمام الانتخابات. ولعل من تداعيات الموقف هو أعلان ائتلاف "ستة أبريل" عن اختفاء الناشط السياسي "علي الجندي" وسط أحداث مديرية الآمن.. كما قام مجلس نقابة الصحفيين بالإسكندرية بأصدار بيان يدين فيه الاعتداءات التي وقعت علي الصحفيين من قبل عناصر ضابط الشرطة أثناء قيامهم بتغطية أحداث المظاهرات التي شهدتها الشوارع المحيطة بمبني مديرية الأمن وندد مجلس النقابة بالممارسات غير مبرره من قبل عناصر الشرطة ضد الصحفيين من أعضاء النقابة وقد قام أحد صحفيي جريدة الأخبار وتضامن معه مجلس النقابة بتقديم بلاغ للمحامي العام لنيابات الإسكندرية ضد مدير أمن الإسكندرية لتعرضه للضرب والاعتداء عليه بالرغم من أبرازه كارنيه نقابة الصحفيين وتوالي النيابة التحقيق. المؤسف هو استغلال التجار للأحداث الدامية بالثغر في رفع أسعار الخضراوات والفواكه بصورة مبالغ فيها كما شهدت الأسواق إقبالاً من المواطنين لشراء كميات كبيرة من السلع خوفاً من الأيام القادمة كما أصبحت شوارع الإسكندرية ليلاً مهجورة من المواطنين الخائفين من البلطجية الذين يظهرون ليلاً للسرقة خاصة بالطرق السريعة والمحاور.