* يسأل زكريا عبدالوهاب إبراهيم مدرس أول لغة إنجليزية بمدرسة يوسف السباعي الثانوية: محرم مات يوم عرفة. فهل يغسل ويصلي عليه أم لا؟ ** يجيب الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء وزارة الأوقاف: يغسل من مات محرماً ويكفن في ثوب احرامه ويصلي عليه صلاة الجنازة ويدفن ولا تغطي رأسه بالكفن ولا يقربه طيب ففي الصحيح عن ابن عباس "بينما رجل واقف مع النبي صلي الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصت "دقت عنقه" فقال النبي صلي الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه. ولا تحنطوه "الحنوط الطيب الذي يوضع للميت" ولا تخمروا "تغطوا" رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة يلبي" وفي رواية عنه زيادة: "ولا تمسوه طيباً". قال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول في هذا الحديث خمس سنن: كفنوه في ثوبيه أي يكفن الميت في ثوبين "2" واغسلوه بماء وسدر. أي أن في الغسلات كلها سدراً "3" ولا تخمروا رأسه "4" ولا تقربوه طيباً وكان الكفن من جميع ماله. * يسأل محمد عبدالرحيم تاجر نظارات بمنطقة باب اللوق بالقاهرة: هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟ ** يجيب الدكتور سعيد صالح صوابي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: اتفق أهل العلم علي أنه يجوز البكاء علي الميت قبل الدفن وبعده بشرط ألا يصحب البكاء نوح أو جزعأو قول يغضب الله عزوجل لأدلة منها: ما روي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم عليه السلام قال: "القلب يحزن والعين تدمع ولا يغضب الرب". وقيل له أتبكي؟ قال: "نهيت عن النوح" و في خبر آخر "هذه رحمة جعلها الله تعالي في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" وروي أنه صلي الله عليه وسلم بكي علي قبر أمه وأبكي من حوله" وروي أنه كان في جنازة فرأي عمر رضي الله عنه امرأة تبكي فصاح بها. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "دعها يا عمر. فإن العين دامعة. والنفس مصابة. والعهد قريب". ولا خلاف يعلم أن الميت إذا أوصي أقاربه بفعل ما فيه نياحة عليه وقول وفعل ما يغضب الله سبحانه من جزع وعدم رضا بقضاء الله سبحانه وتعالي وقدره فإنه يعذب "جزاء وفاقا". أما ما رواه الترمذي بسنده إلي ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الميت يعذب ببكاءأهله" ففيه كما قال أهل العلم وهم وهو ثابت أي الوهم تقول سيدتنا عائشة رضي الله عنها حيث قالت: "إما أن ابن عمر لم يكذب ولكنه أخطأ أو نسي. إنما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي يهودية أي جنازة وأهلها يبكون عليها. فقال صلي الله عليه وسلم "يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها. فظن ابن عمر أن كل ميت سواء كان مسلما أو غير مسلم يعذب ببكاء أهله. قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالي إن ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أشبه أن يكون محفوظاً عنه بدلالة الكتاب والسنة. فدلالة الكتاب "لتجزي كل نفس بما تسعي" من سورة طه وقوله تعالي "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" من سورة الزلزلة وبدلالة السنة النبوية قوله صلي الله عليه وسلم لرجل ابنك هذا؟ قال نعم. قال أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه" وجاء في رواية ابن عباس رضي الله عنهما عن حديث "الميت يعذب ببكاء أهله" قلت لعائشة رضي الله عنها هذه الرواية. قالت: والله ما حدث رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلك ولكنه قال: "إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه".