تتجه الآن معظم الأسر للأسواق التجارية والمولات والمحلات للتسوق استعداداً لعيد الأضحي المبارك كل حسب حالته المادية وامكانياته الاقتصادية.. وبالرغم من أن شراء الملابس خاصة في المناسبات كالأعياد يعتبر أمراً ممتعا للكثيرين خاصة الأطفال والشباب إلا أن النساء تحتل الشريحة الأكبر في التسوق والشراء بصرف النظر عن مدي احتياجاتهم لأن خبرتهم أكثر في مجال الشراء خاصة لأبنائهم. إلا أن الظاهرة اللافتة للنظر هذا العام وقبل حلول العيد هي ان محلات الثغر في مختلف المناطق خاصة الراقية تعاني ركوداً كبيرا بالرغم من الأوكازيونات التي أعلنتها تلك المحال والتي وصلت إلي 60% وخاصة علي الملابس الرجالي لتصل تخفيضاتها إلي نحو 70%. أكدت سوزان عبدالمنعم - موظفة - أنها تفضل شراء الملابس من ماركات ليست عالمية ولكنها معروفة حتي تضمن جودة الصنع لتعيش طويلا وخاصة واننا مقبلون علي فصل الشتاء وتعتبر ملابس العيد بمثابة "كسوة للشتاء" حيث اعتادت أن تشتري لأبنائها كسوة للصيف وأخري للشتاء دون التقيد بالمناسبات ولذلك تفضل الشراء من المحلات التجارية وخاصة وان معظم الملابس الآن نكتشف بها عيوب صناعة عقب شرائها والمحل لديه سياسة الاستبدال. أما باعة الأرصفة فلا يطبقون أي قوانين علي بضائعهم مما يجعل المواطن يخسر أمواله إذا ظهرت عيوب في أي شيء اشتراه منهم. أضاف محمد عماد - موظف - بأن راتبي محدود وغالبا أبحث عن محلات تناسب دخلي المادي لأن لدي أكثر من ابن وكل منهم يريد ملابس علي ذوقه تختلف عن أشقائه بخلاف الاكسسوارات للبنات والأحذية ولكن للأسف بعض المحلات تعلن عن الأوكازيون لنكتشف بأنها اعلانات وهمية في الهواء ويرجع ذلك لاستغلال بعض التجار فترة الأعياد ورغبة المواطنين في شراء الجديد لأطفالهم ويقومون بتخفيض الأسعار ولكن مع البضائع الراكدة فقط وعلي مقاسات معينة وليست علي كل بضائع المحلات ولذلك يهرب الزبون منهم ويضطر للجوء لباعة الرصيف. أشارت فاتن السيد - موظفة - إلي أن المحلات وخاصة في المولات مهما انخفض السعر فهو يعتبر غالي بالنسبة للطبقة محدودة الدخل ولا عيب أو ضرر في لجوء البعض لباعة الأرصفة ففي بعض الأحيان تتوافر عندهم احتياجات الأسرة سواء في الألوان أو المقاسات وتتنوع الموديلات فهم يعرضون السوتيرات الشتوية بما يتراوح بين 50 إلي 75 جنيها في حين ان المحلات تعرضها بعد التخفيض بما يتراوح بين 200 إلي 600 جنيه وأيضا البلوزات من 30 إلي 45 جنيها في حين ان مثيلتها في المحلات والمولات ثلاثة أضعاف هذا الثمن ولذلك يلجأ رب الأسرة كبيرة العدد لشراء الأرخص كي يدخل البهجة علي أطفاله.. وفي حدود امكانياته. بينما أكد كل من حسن محمود - موظف بشركة - ومحمد حامد - عامل - أن المواطن يلجأ للشراء حسب امكانياته فليس من المعقول أو المقبول خاصة للموظفين أصحاب المرتبات المحددة والبسيطة أن يقبلوا علي الشراء من المحلات التجارية ولذلك فإن باعة الأرصفة حلوا المشكلة وخاصة وان بضائعهم رخيصة الثمن وتؤدي الغرض بل بالعكس منهم من يتساهل مع الموطنين ويخفضون الأسعار عندما يشتري منهم أكثر من قطعة حيث يعرضون طقم للأطفال من 20 جنيها وحتي 80 جنيها حسب عمر الطفل بالاضافة للعبايات الحريمي والتي تتراوح أسعارها من 35 جنيها إلي 150 جنيها حسب مقاسها وخامتها بالاضافة للايشاربات والتي تبدأ بسعر 5 جنيهات إلي 25 جنيها بما يتناسب مع حالة الطالبات المادية في حين ان نفس تلك البضائع تعرض بثلاثة أضعاف الثمن بالمحل مما تجعل الزبائن تهرب وتلجأ للأرصفة حتي ولو كانت نوعيته قليلة الجودة ولكنه في النهاية يشتري ما يحتاجه دون ضغط مادي كبير عليه. أشارت أم أمينة أنها تربي ثلاث بنات بعد وفاة زوجها وما عندها يكفي لشراء الملابس الغالية لذلك تقوم باختيار ما يناسب بناتها من علي الرصيف ولكنها لا تصطحب بناتها معها حتي لا تسبب لهن الحرج وبالرغم من انها تشتري الرخيص إلا انها وطوال العام تدخر من معاش زوجها كي تشتري لهن ملابس جديدة في العيد. أضاف حامد نبيل - عامل وأب لثلاثة أبناء - أنه لابد أن توفر الجهات المعنية أسواقا لمحدودي الدخل والطبقات الفقيرة لأنهم لا يقلوا أهمية عن الأسر الأخري والذين لا يجدون أية مشكلة في شراء كل ما يتمنون ولذلك لابد من توافر تلك الأسواق وتحت اشراف جهات مسئولة وفي أماكن محددة ومعروفة حتي تقضي علي بلطجية الشوارع وباعة الأرصفة وفي نفس الوقت توفر مكانا أدمياً لتلك الأسر لشراء احتياجاتها دون التعرض لعمليات النصب أو السرقة والاحتيال وخاصة واننا نجهل مصدر بضائع باعة الأرصفة ولا نعرف هويتها. أكدت كل من وفاء أحمد ونورهان السيد وريهام حسن ونهلة السيد - طالبات - أنهن يقمن كل شهر تقريبا بمراقبة تخفيضات المحلات وكن قد قررن احتياجاتهن للشراء وبمجرد الاعلان عن الأوكازيونات يقمن بزيارة تلك المحلات لشراء ما يريدنه ولكن للأسف أغلب تلك المحلات تقوم بإخفاء البضائع المميزة وتضع بدلا منها بضائع متوسطة وضعيفة الجودة بل موديلات منفرة وألوان غريبة مستغلين في ذلك فترة الأعياد واقبال الطالبات علي الشراء لترويج بضائعهم الراكدة ولذلك يفضلن الشراء قبل العيد بأشهر حتي يضمن جودة الملابس ويختارن الألوان التي تناسبهن. قال أشرف سالم - صاحب محل - إن المحلات تعمل التخفيضات في المناسبات كي توفر لمختلف طبقات وشرائح المجتمع شراء ما يرغبونه كل حسب امكانياته المادية وإذا كان بعض التجار يستغل الوضع ويقوم بالمخالفات بالعروض الكاذبة والوهمية إلا أن أغلب المحلات التي تخدم اسمها وسمعتها لا تقدر علي ذات الفعل وأشار إلي أن أغلب المواطنين للأسف يفضلون شراء السلع والأزياء الرخيصة حتي ميسوري الحال وهم لا يدرون بأنهم يرمون أموالهم حيث إن تلك السلع والملابس لا مصدر لها وسيئة الصنع بينما التنافس بين المحلات سواء علي عرض السلع أو تخفيضها يصب في النهاية لصالح المستهلك حيث إن هامش الربح في المحلات ضعيف ولكن في النهاية يضطر للتخفيضات ليتناسب مع أسعار المحلات الأخري وحتي نجد الزبائن. وبالرغم من ان محلات المحجبات أعلنت علي تخفيضات تصل إلي 70% إلا أن العبايات الموجودة بالشارع والايشاربات زاد الاقبال عليها لأن أسعارها مخفضة أكثر من اللازم لانها سيئة الصنع سواء في الخامات أو الموديلات ولكن في النهاية ذوق الزبون يحكم الوضع. أضاف كل من السيد محمود وخلف محمد وأحمد شاهين - أصحاب محلات - أن باعة الأرصفة لم يتركوا المجال ويتاجروا في جميع البضائع سواء المستعملة أو مجهولة الصنع حتي الملابس الرياضية والنظارات الطبية والشمسية. ويقومون بعرض "التريننج" بأسعار تتراوح بين 20 إلي 50 جنيها والنظارات تبدأ من 5 جنيهات فقط والمواطن يشتري الرخيص ويعتقد انه كسبان ولكنه لا يدري بأن تلك البضائع مجهولة المصدر ومن الممكن ان تتسبب في مشكلات صحية له خاصة النظارات ولذلك لابد من المسئولين أن يتولوا تشديد الرقابة علي الباعة الجائلين وباعة الأرصفة وعلي بضائعهم ولكن للأسف معظمهم استغل ضعف التواجد الأمني وكل يعمل علي هواه حتي ان الباعة يحتلون الأرصفة أمام واجهات المحلات التجارية تحت مسمي "الحرية" التي يفهمها الجميع بطريقة خاطئة ونحن نخشي التعرض لهم لأن أغلبهم يحمي نفسه بأسلحة ويشكلون فيما بينهم مافيا وعصابات لإرهاب أصحاب المحلات ممن يعترضون علي افتراشهم الأرصفة. بينما أكد عطوة محمود وكرم السيد - باعة جائلون - بأننا لا نعلن عن بضائعنا مثل أصحاب المحلات ولكن أسعارنا تعلن عن نفسها وبالرغم من تحملنا تكاليف نقل البضاعة الا انها في النهاية تعتبر الأرخص وتجد كل فرد في الأسرة احتياجاته في حدود امكانياته ونحن لسنا بلطجية ولكن نريد الرزق الحلال لاننا أصحاب أسر أيضا وتلزمنا نفقات المعيشة ونطالب المحافظ بتخصيص أماكن لنا كي يتسني لنا العمل الكريم والرزق الحلال لاننا نجلب بضائعنا من بواقي المصانع ومصانع المناطق الشعبية وبسعر الجملة فنحن نخدم المواطنين ولا نرهقهم في شيء. وعن أحدث التقاليع أكدت هبة وجدي - صيدلانية - أن بعض طلاب كلية الفنون الجميلة انشأوا مواقع علي الفيس بوكل لترويج منتجاتهم من الاكسسوارات والحلي والذين يقومون بتصنيعها ومن لديهم موهبة التسويق كي يروجونها حيث يلاقون اقبالا شديدا خاصة من شباب الطبقة الراقية. أيضا بعض سيدات الأعمال يقمن بشراء الملابس المستوردة أثناء رحلاتهن السياحية ويروجون لها علي النت حيث يقومون بعرضها في "الأوين داي" وهو معرض اليوم الواحد في منازلهم وتلاقي تلك المعارض إقبالا شديدا من سيدات الطبقة الراقية اللاتي يرون المميز وفي النهاية عادة شراء ملابس العيد قديمة وتمثل تقليدا يدخل البهجة والسرور علي الأسرة.