* أنا سيدة ريفية تزوجت منذ 25 عاماً من رجل بدأت معه من الصفر.. أعطيته كل شيء حتي سقطت من التعب الجسماني والنفساني والمادي.. كل شيء بقوة وبقسوة. أنجبت منه أربع بنات ودعوت الله أن يرزقني منه الولد ورزقني به والحمد لله. ولي ابنة مريضة تعبت بها لدي الأطباء ولا نيأس من رحمة الله. 25 عاماً يا سيدتي يطلب حقوقه الشرعية ولا أرفض له طلباً مهما كانت ظروفي النفسية أو الجسمانية ولا يرحمني منذ كان شابا حتي أصبح في الخمسين وإذا رفضت مرة واحدة أمام مائة مرة قبول.. أسمع ما لا يطيب لي ولا تحب أن تسمعه أي امرأة.. غير التهديد بلعنة الملائكة لي حتي أصبح أو أمسي.. حاولت أن أفهمه أن هذا الحلال له حدود ولكنه يرفض.. كان من الممكن أن أتحمل هذا ولكن ما لا أحتمله هو تزويجه للأربعة من بناتي وهن في سن الرابعة عشرة.. يزوجهن بحجة أنهن فتحن عيونهن.. وطلقت ابنتي الكبري وتزوجت ثانية فالأول كان عاجزاً جنسياً والثاني ابن عمتها عقدها في الرجال.. تعبت معه.. تركته وهي تقول لي ما الذي يغصبني علي رجل أشرب معه المر ثم يغدر بي ليتزوج من أخري وهذه العقدة جاءت من والدها الذي حطم نفسيتي بأفعاله والذي يتركني أتدبر زواجهن بمفردي حتي استدنت من كل أقربائي ثم ها هو ذا يريد الزواج من أخري.. لم أمانع ولكنني طلبت منه أن يتزوجها في الخارج بعيداً عن بيتي وبيت أولادي وأن يظل الأمر سراً بيني وبينه حتي لا تسخر الناس منا.. ولكن البنات عرفن وتعبن نفسياً وأصبحن خائفات من أزواجهن فلا يوجد صدق والجميع يرفض زواجه وهو يقول إنه ينفذ كلام الدين وأنني لم أعد أكفيه.. أمي تقول لي سأفضحه هذا الشيخ الذي لا يحترم نفسه ولا سنه وأنا أرفض هذا فهو أبو بناتي وله مكانته وسط الناس فهو يؤمهم للصلاة. بالإضافة لأنه قسمة الله لي.. وليس لأنني أحبه. المشكلة أنني وبناتي تعبنا من رؤيته وهو يقول للناس ما لا يفعله معنا ودائماً شماعته الدين والشرع فهل من الشرع ما يحدث لي ولبناتي.. ساعدينا ماذا نفعل في هذا الرجل وكيف أعوض بناتي فقدان الثقة بالرجال والسبب والدهن. أفيديني سيدتي واغفري لي طول رسالتي. بدون توقيع ** يا صديقتي يعطينا الله الاختيار في كثير من أمور حياتنا ونسير في بعضها.. فمثلاً لا تعرفين متي تبدأ حياتك بلحظة ميلادك ولا متي تنتهي بلحظة الوفاة ولا نختار أبوينا ولا أولادنا ولكن نختار ديننا إذا ما رشدنا فيستطيع الإنسان أن يختار الدين الذي يرتاح إليه الدين كله واحد وهو الاستسلام لله تعالي.. قد تختلف بعض العقائد والإنسان حر فيها.. يختار المرء شريك حياته وهذا لا ينفي القسمة والنصيب فهو أكثر من نصيب يدخل فيه اختيار الإنسان.. يستطيع الإنسان أن يغير نصيبه إذا فشل في التجانس والحياة معه.. بأن ينزل في إحدي محطات حياته مغيراًَ الاتجاه.. إذا هناك أشياء كثيرة يمكن رفضها وتصحيحها فالأمر ليس قهراً ولم يخلقنا الله ليعذبنا.. بل هو رحيم بنا إلي أقصي درجات الرحمة فعندما شرع القوامة للرجل وأنه من يطلق.. جعل هناك الخلع.. وعندما جعل الزواج جعل للمرأة الرأي النهائي.. فلو خطبها الرجل ورفضته زوجاً فلا يتم الزواج وإذا قهرت عليه أصبح باطلاً أعطي الله المرأة الحرية أن تكمل مع الرجل إذا كان يحفظ حق الله فيها ويمنحها من الود والرحمة ما يجعل هذا الميثاق الغليظ بينهما رباطاً من الحب والقدسية وإلا السراح الجميل. ياصديقتي للرجل حقوق وواجبات وللمرأة حقوق وواجبات.. فكيف نقول بعد الظلم نصبر لأنه من قسمة الله لي. وكيف تتزوج البنات وهن قاصرات وتصبح إحداهن مطلقة للمرة الثانية أين عقلك وضميرك أنت لقد شاركت هذا الشيخ في ظلمه وغيه وعليكن جميعاً بوقفة ضد الظلم علمي بناتك أن من خلعت زوجها فعلت ذلك لأنها كرهته وخشيت ألا تقيم حدود الله فيه.. وهذا منطق قوة يعادل من يرغب في الزواج لأن امرأة واحدة لا تكفي. يا صديقتي للرجل حقوق وعلي المرأة منحها له وهي سعيدة وإن غصبت علي ذلك فقد افتقد الزواج إلي أهم شروطه المودة والرحمة علمي بناتك أيضا أن أصابع اليد الواحدة لا تتساوي فهل يتساوي كل الرجال؟! ما حدث قد حدث وتزوجن فعليهن أن يبحثن في أزواجهن عن الشيء الجميل الطيب وأن تغيرن حياتهن بالحب.. إن هؤلاء الأزواج ليس ذنبهم أنهم اختيار هذا الأب السييء وأنهم قد يكونون أفضل من والدهن.. فليكن هناك خيار واختيار فإن كانوا يستحقون الحياة فليحافظوا عليهم وإن كانوا كارهين فلا يجب أن تستمر الحياة التي تؤدي إلي عقدة أو إلي خيانة أو إلي حياة يائسة كحياتك التي لم تحاولي تغيرها.. أما مسألة الملائكة ولعنهم للمرأة إذا امتنعت عن زوجها فهذا غير صحيح وإنما ربما يكون الامتناع الذي يؤدي إلي فساد أخلاقي وزنا.. ولكن إذا كانت متعبة فمن حقها أن تعتذر بلطف وأدب ولن تلعنها الملائكة فلا تخافي فمن يتق الله يجعل له مخرجاً.. وهو لم يتق الله بل يقول ما لا يفعل حتي القوامة التي هي بما أنفقوا تركها عليك ابحثي عن حل يغير منحي حياتك مع هذا الزوج واجمعي له من يتحدث بلغته التي يحدثكم بها ولكن بما هو جاد منها وليس ظاهرياً.. فالدين لا يأمر بما يفعله وعليه أن يغير أسلوبه أو ليذهب بعيداً عنكم لزوجة أخري إن شاء أو لحياة أخري ولا تأخذكم به الشفقة فلم يرحمكم.. هي فرصة له.. وبعدها اتخذي قرارك فإن صبرت فهو اختيارك وأجرك علي الله وإن رفضت فلا وزر عليك.