تحول أول أيام عيد الأضحي لتقاليد غريبة ومتنفس لأبناء المناطق الشعبية بعد أن خلت شوارع الإسكندرية من المارة طوال ساعات النهار ليختلف الحال ليلاً كالعادة للسهر بالمقاهي ودور السينما والمولات. لعل في البداية هو مخالفة جميع الجزارين لتعليمات محافظ الإسكندرية بعدم الذبح بالشوارع حيث كانت تتم عمليات الذبح بصورة جماعية لأول مرة بالإسكندرية باصطفاف العشرات من الخراف والعجول وذبحها جميعاً في آن واحد في مشهد لم تشهده الإسكندرية من قبل منطقة بحري في ظل غياب تام لرئيس حي الجمرك والعاملين بالحي حيث غرقت الشوارع بالدماء وتعطلت الحركة المرورية وسادت الروائح الكريهة الشارع. لعل من طرائف التقاليع التي شهدتها الإسكندرية هو قيام العاملين بأحد محال الجزارة بارتداء تيشرتات محمد صلاح لجذب المشترين حيث إن عملية الذبح والبيع كانت تتم في أعقاب صلاة عيد الأضحي بالإضافة إلي قيام أصحاب الأضاحي باحضار أضحيتهم لهم للذبح توفيرا للمجهود والنفقات. لعل أغرب ما شهدته الإسكندرية هو انتشار حلوي الخروف سواء من حلوي الكنافة علي شكل خروف أو التورتات علي شكل خروف أيضاً بأسعار تتراوح ما بين 150 إلي 200 جنيه للقرص الواحد. كما انتشر بشارع خالد بن الوليد ومنطقة المنتزه رسم التاتو علي شكل خروف العيد أو الورود أو القلوب أو العيون ويتم الرسم علي الأكتاف أو الأذرع أو السيقان حسب رغبة المعيدين والسعر حوالي 20 جنيهاً. لعل من الطرائف هو رفع سعر الجزار الجائل الذي يتم الاستعانة به لذبح الأضحية في الخروف ما بين 300 إلي 750 جنيها حسب التقطيع وتشفيته من العظام من عدمه أما العجل فيبلغ سعر ذبحه ما بين 1500 إلي 3000 جنيه وهو ما دفع العديد من أبناء القري المحيطة بالإسكندرية أو الصعايدة والبوابين لعرض خدماتهم علي أصحاب المحال التجارية وأصحاب الأضاحي بالمرور عليهم في أماكنهم سعياً للربح حتي ولم يكن لهم خبرة سابقة في عملية الذبح في الوقت الذي ذهب فيه بعض أصحاب الأضاحي إلي أصحاب محال الجزارة الذين قاموا بوضع شماسي ومقاعد علي الأرصفة لينتظر كل صاحب أضحية ذبح أضحيته وتسليمها له.