الدعم القطريلتركيا في صورة استثمارات عاجلة قيمتها 15 مليار دولار.. البعض فسره بأنه رد جميل من الدوحةلأنقرة علي موقفها المساند لها بعد المقاطعة العربية. والبعض الآخر زعم ان قطر تتحدي به الإجراءات الاقتصادية العقابية التي اتخذتها أمريكا ضد تركيا بسبب أزمة القس الأمريكي برانسون المعتقل في أنقرة. مما أضر بالليرة التركية. والبعض الثالث أكد أن هذا الدعم هو أوامر أمريكية لابن موزة لعدم شرود اردوغان .. أنا شخصياً أميل للتفسير الأخير. إن قاموس نظام الحمدين لا يعرف لغة "رد الجميل".. ولو كان يعرفه لكانت مصر هي الأولي برد الجميل.. فنحن الذين علمناهم وجعلناهم يلبسون أحذية ووضعنا لهم أسس الدولة.. والنتيجة أنهم تآمروا علينا ودعموا الإرهاب الذي حصد أرواح شبابنا واستهدف مفاصل الدولة ..!! ومن الجنون أن يتصور احد إقدام تنظيم الحمدين علي تحدي أمريكا.. ليس من العقل ان تفتح هاموشة جناحيها في مواجهة ديناصور شره للدم والمال.. وليس من الواقع ان تخسر دويلة في حجم حي مانهاتن أمريكا القابعة علي أربعة اخماس الأراضي القطرية بقاعدة العيديد.. وليس من المنطق ان تتحدي قطر الدولة العظمي التي تحمي نظام الحمدين وتضمن بقاءه وسط محيط عربي مقاطع وكاره له ولوجوده الملوث للمنطقة كلها.. مستحيل يفكر ابن موزة وأتباعه في تحدي أمريكا أو اغضابها أو حتي تعكير مزاجها. الدعم القطري وبنفس العقل والمنطق والواقع جاء بأوامر أمريكية لاحتواء مخبول اسطنبول وعدم خروجه من القبضة الأمريكية .. كيف .. ولماذا ..؟؟ الدعم القطري معناه الحفاظ علي الحد الأدني لقيمة الليرة التركية دون انهيارها تماماً .. وبالتالي ان يأتي هذا الدعم من نظام "عميل" لأمريكا أفضل "15مليار مرة" من أن يأتي من روسيا أو إيران اللتين هدد اردوغان باللجوء إليهما.. ومن ثم تظل تركيا في الخندق الأمريكي. لكن.. من الممكن في زمن الغباء الأمريكي اللامحدود ان تفض واشنطن الشراكة الاستراتيجية مع تركيا.. حتي الآن فان الجانبين يتمسكان بالنفس الطويل وشعرة معاوية .. لقد هددت تركيا بإلغاء قاعدة انجرليك اكبر قواعد الناتو بسبب عدم تدخل الحلف إلي جوارها.. وهي قاعدة استراتيجية قريبة من روسياوإيران والدول العربية الغنية بالنفط وكذلك لحماية اسرائيل .. امريكا لم تعقب علي هذه التهديدات المناخوليا ولكن الذي لم يعمل اردوغان حساباً له ان ترامب رجل منفلت جداً وقد يقلب الترابيزة عليه بطريقة الخيار شمشون.. بأن ينقل انجرليك إلي قطر أو إلي سوريا أو شمال العراق بالأمر .. هذا وارد جداً اذا ظل المخبول اردوغان علي خبله وغيه وهطله الإخواني وأحلام يقظته. من ناحية أخري.. إذا كانت أمريكا لا تستطيع التفاوض المباشر مع تركيا في أزمة القس برانسون فإن قطر كأحد صبيان واشنطن يمكنها القيام بهذا الدور كوسيط مقبول للطرفين. عموماً.. الأيام القادمة سوف تكشف أسراراً كثيرة حول حقيقة الدعم القطري والموقف الأمريكي بصفة عامة.. اللهم أوقع الظالمين في الظالمين.