هل المصريون في حاجة فقط إلي تجديد الخطاب الديني.. أم أنهم أيضا يحتاجون إلي تجديد خطابهم الاجتماعي والثقافي والإنساني؟!.. هذا هو ما أجاب عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت قبة جامعة القاهرة في المؤتمر الوطني السادس للشباب الذي اختتم أعماله الاحد الماضي.. نعم نحن في حاجة إلي تجديد خطاب شامل.. في حاجة إلي إعادة بناء الإنسان المصري.. وهذا هو ما أكده الرئيس السيسي خلال جلسة استراتيجية بناء الانسان المصري حيث دعا إلي إعادة صياغة الشخصية المصرية التي فقدت هويتها بفعل العوز بكافة أنواعه وأشكاله مثلما قال سواء كان عوزا أخلاقيا أو اقتصاديا أو علميا أو معنويا أو اجتماعيا!. نعم.. إعادة بناء الإنسان المصري مسئولية مجتمعية مشتركة.. مسئولية الحكومة والمجتمع معا.. تماما مثلما أوضح الرئيس السيسي.. الحكومة مسئولة عن توفير نظام تعليمي جيد ومتطور وهذا هو ما تسعي الي تنفيذه اعتبارا من العام الدراسي الجديد الذي يبدأ الشهر المقبل. والحكومة مسئولة عن توفير الرعاية الصحية لكافة المواطنين سواء كانوا قادرين أو محتاجين وهو ما سوف يتم بالفعل حين يغطي نظام التأمين الصحي الجديد كافة محافظات مصر والحكومة مسئولة أيضا عن توفير الحياة الكريمة للمواطنين خاصة بعد ارتفاع الاسعار عقب تحرير سعر صرف الجنيه المصري.. وهذا هو التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة.. وهذا هو ما أشار اليه الرئيس السيسي عندما تحدث عن المشروع القومي للبنية المعلوماتية والذي يستهدف ضمن ما يستهدف الوصول الي الأسر الفقيرة حتي دون أن تطلب حيث إن توافر البيانات والمعلومات الخاصة بكل مواطن بشكل دقيق سيساعد الدولة في توسيع مظلة الحماية الاجتماعية. إن الدولة رغم كل التحديات التي تواجهها تعمل جاهدة وعلي كافة الأصعدة لإعادة بناء الدولة المصرية والانسان المصري.. ولكن ماذا عن المجتمع ودوره في هذا الشأن؟!.. المجتمع والمقصود به هنا البيت.. كل بيت مصري له دور في غاية الأهمية من خلال التنشئة السليمة حتي تعود الهوية المصرية التي فقدناها والتي كانت تتميز بالاخلاقيات النبيلة والقيم والمثل والشهامة و "الجدعنة" التي كنا نجدها ونلمسها في كل مكان.. في المدينة والمركز والقرية والنجع وفي المناطق الشعبية ايضا.. لقد اختفت لغة الحوار المتحضر بين المصريين.. تلاشت العلاقات والمعاملات الانسانية بين البشر وسط الزحام والصخب والضجيج.. اليوم من العادي جدا ان تسمع لفظا جارحا أو سبابا بين شخصين وأنت في طريقك بأرقي مناطق العاصمة!. نحن في حاجة الي عودة الروح الجميلة للمجتمع المصري.. والأهم من كل ذلك احياء الشعور بالانتماء الوطني لهذا البلد الذي يواجه اطماعا خارجية.. وهذا هو دور الإعلام بكافة وسائله.. وأيضا دور وزارة الثقافة الذي ضعف في السنوات الاخيرة.. نعم إن إعادة بناء الدولة المصرية والانسان المصري مهمة شاقة لكنها ليست مستحيلة طالما أن الحكومة والمواطن كل يؤدي دوره بنجاح. [email protected]