بدأت منافسات الدور الثاني ببطولة كأس العالم بروسيا بشكل ناري. وخروج منتخب الأرجنتين ونجمه الشهير ليونيل ميسي من البطولة. والواضح أن هناك تغييرًا في خريطة القوي الكروية. أثبت ذلك ما جري في الدور الأول للبطولة. حيث ظهرت فرق فرضت نفسها علي خريطة الكرة العالمية للعبة وأخري تراجعت رغم تاريخها الماضي الذي كان ناصعا وأخري هوت واختفت كالشهب من البداية وخرجت بلا نتائج تذكر وفشلت في تحقيق النقاط التي يمكن أن تمكنها من الاستمرار والصعود والأدوار الأعلي للمونديال مثلها مصر وبنما اللتان لم تحصل احداهما علي نقطة واحدة بعد أن نالت ثلاث هزائم متتالية وزاملتهما المغرب وكوستاريكا بنقطة واحدة. وقد شهدت مباريات الدور الأول العديد من الظواهر بعد أن أنقذت الدقائق الأخيرة نتيجة 13 مباراة في دوري المجموعات. وساهمت في تأهل منتخباتها للدور الثاني خاصة في الدقيقة 95 من كل مباراة لتعيد الحياة أوروجواي في لقاءها مع مصر وإيران علي المغرب وألمانيا علي السويد والسعودية علي مصر. وفازت إنجلترا علي تونس في الدقيقة 91. والبرازيل علي كوستاريكا "91/97" وسويسرا علي صربيا "90" والأرجنتين علي نيجيريا "86" وكرواتيا علي أيسلندا "90" وتمكن المنتخب الكوري من إقصاء ألمانيا حامل اللقب في الدقيقتين "93 و96". 122 هدفًا في دوري المجموعات شهد دوري المجموعات تسجيل 122 هدفا خلال 48 مباراة حيث نجح الدولي الإنجليزي هاري كين في الانفراد بصدارة الترتيب برصيد خمسة أهداف والثاني مليو لوكاكو البلجيكي "4 أهداف" وكريستيانو رونالدو البلغاري "4" وديفو كوستا الإسباني "3" ودينيس تشيريشفد روسيا "3" ولوكا دودريتش كرواتيا "2" وادين هازارد بلجيكا "2" ومحمد صلاح مصر "2" وميلي يديناك استراليا "2" وفيليب كوتينيو البرازيل "2" ووهبي الخزري تونس "2" ولويس سواريز أوروجواي "2" وأندرياس جرانكفيست السويد "2" وأريتم دزيويا روسيا "2" وسون هيونج بن كوريا "2". خروج مخزي لأفريقيا شهدت فترة المجموعات أحداثا كثيرة ومفاجآت متنوعة لعل أبرزها الخروج المخزي للفرق الأفريقية التي شاركت في البطولة. وهي المرة الأولي التي تختفي فيها الدول الأفريقية عن المونديال مبكرا ولا يصعدوا منها إلي الدور الثاني عكس ما تابعه العالم قبل عام 1982 من تألق فرق أفريقية كبيرة مثل الكاميرون وجنوب افريقيا ونيجيريا والمغرب وتونس ليكون مونديال 2018 هو الأفقر تواجدا والخروج المبكر لكل الفرق التي مثلت القارة والتي استضافت بطولة عام 2010 في جنوب افريقيا ومثلها من الجنوب السنغالونيجيريا ومن الشمال مصر وتونس والمغرب إلا أن جميعهم خروج ولم يستطع واحد منهم تخطي المركز الثالث أو الرابع وإن ظهرت كل من السنغالونيجيريا بمستويات طيبة وكاد السنغال أن يكون احدهما في الدور الثاني وخرج بسبب تعنت الاتحاد الدولي وإقصائه بسبب ما يسمي اللعب النظيف رغم تعادلها مع اليابان بنفس عدد النقاط الأربعة. أما نيجيريا فقد كافحت بشرف حتي الرمق الأخير وكادت تطيح بالأرجنتين حتي الدقيقة 86 عندما أنقذها النجم العالمي ميسي بالمساهمة في إحراز الهدف القاتل. أما الدول العربية الخمس فكان أفضلها المغرب وتونس في حين أن الفريق المصري لم يستطع مجاراة فرق المجموعة بأسباب كثيرة منها فني وآخر إداري خارج الملعب. تقنية الفيديو ساهم التطور العلمي في مسابقة كأس العالم التي طبق لأول مرة في المونديال باستخدام تقنية الفيديو (VAR) في إنقاذ عدد كبير من الفرق بعد أن لجأ إليه الحكام لتأكيد قراراتهم أو إعادة هذه القرارات لصالح أحد الفريقين مما فرض طفرة واضحة علي النتائج وأعاد الحق لأصحابه في عدد كبير من ركلات الجزاء بالذات مما أثر بشكل واضح علي عدد من نتائج المباريات حتي بلغ عدد الركلات الجزائية إلي 19 ركلة وهو الرقم المرشح ارتفاعه في اللقاءات القادمة إلي جانب إلغاء ركلتين أثبتت التقنية عدم صحتها. الغرور أطاح بألمانيا مثَّل خروج ألمانيا حامل اللقب الماضي مفاجأة مدوية لم يتوقعها أشد المتشائمين للماتشات بعد الأداء المبهر في بطولة كأس العالم 2014 وكأس القارات في 2017 والخروج بصعوبة من نصف نهائي بطولة أمم أوروبا ..2016 ودخل المنتخب الألماني أجواء مونديال روسيا خاصة أبرز المرشحين للتتويج إلا أن أزمات عديدة أطاحت به قبل منافسات كأس العالم مهدت لظهور أقل من المتوقع أدي إلي ما حدث بالسقوط التاريخي بتذيل حامل اللقب للمجموعة السادسة خلف منتخبات السويدوالمكسيكوكوريا الجنوبية عندما خسر بهدف نظيف أمام المكسيك ونجح في تحقيق الفوز علي السويد في الوقت بدل الضائع ثم نال الهزيمة الثانية المذلة أمام كوريا الجنوبية في اللقاء الثالث والأخير في دقيقتين بهدفين نظيفين. وانفجر الغضب في جماهير ألمانيا للخروج المهين لحامل اللقب وتعددت الأسباب لهذه النكسة أعادوها لاختيارات المدرب وعدم إشراك نجوم أفضل كانت كفيلة بالمحافظة علي واحد من أفضل فرق العالم.. كما فسر المحللون النكسة في تصرفات بعض اللاعبين وتعاليهم وترك اثنين منهم للقاء رئيس تركيا فضلا عن غرور الفريق قبل المكسيك وإعلان قدرتهم بالفوز عليه بالضغط علي "زر" قبل أن يلعبوا إلي أن جاءت المفاجأة بالهزيمة الأولي. ومازالت أحداث الغضب كما هي مصر تتشابه أسباب الهزائم والخروج المذل. نجوم هوت وتنتظر الفرصة الأخيرة مجموعة كبيرة من نجوم الفرق الكبري لم يقدموا المردود الجيد في مباريات دوري المجموعات وأنقذت العناية الإلهية مكانتهم وصعدوا للدور الثاني بعد الأداء الصادم الذي قدمه تلك النجوم وبعد أن اكتوت بنيران الانتقادات اللاذعة من إعلامهم وجماهيرهم.. لذا بات عليهم تعويض تخاذلهم في مباريات دوري المجموعات والمساهمة في فوز فرقهم في أدوار لا ترحم.. أبرزهم: * جابرييل جيسوس مهاجم البرازيل الذي يعتمد عليه تيتي مدرب الفريق في قيادة نجوم السامبا والذي لم يظهر بالشكل المرجو في المباريات الثلاث. لعب جيسوس 259 دقيقة في دوري المجموعات وفشل في هز شباك الخصوم سويسراوكوستاريكا وصربيا واكتفي بصناعة هدف واحد الأمر الذي عرضه لانتقادات كثيرة وفقد مباراة فريقه أمام المكسيك يوم الاثنين القادم هي الفرصة الثانية للمهاجم الشاب "21 سنة" لإثبات مستواه العالمي. * أنطوان جيريزمان نجم فرنسا لم يقدم أي من مستوياته الرائعة المعروفة للجميع بعد أدائه المتواضع في دوري المجموعات وعدم انسجامه مع زملائه وسجل هدفا وحيدا في 3 مباريات من ركلة جزاء ضد استراليا وبدا غائبا بشكل فعلي علي أرضية الملعب الأمر الذي اضطر "ديديه" من استبداله في المباريات الثلاث لسوء مستواه وستكون مباريات الأدوار الباقية فرصة إلي الأخيرة. صلاح والحلم المفقود * فقد النجم المصري العالمي كل أحلامه في المونديال وتحقيق مردود جيد ينتظره كل المصريين بعد أن هاجمته إصابة خطيرة في كتفه قبل المونديال أبعدته عن المشاركة في المباراة الأولي أمام أوروجواي ولعب مباراة روسيا وهو نصف متعاف وأحرز هدفا ثم شارك في مباراة السعودية وأحرز هدفه الثاني وضاعت منه فرصة الهدف الثالث وبدا بعيدا عن مستواه وفاقدا مزاجه المعهود بعد الشائعات التي ترددت حوله وأثرت عليه نفسيًا خاصة فيما حدث من كواليس الفريق إلا أنه حاول ولم يظهر أي دجر أو يتبرأ من المشكلة. من هو البطل؟ يبقي بعد هذه الصورة المقربة من أحداث الدور الأول للمونديال وما جري فيها بعد محاولة إلقاء الضوء علي بعض أحداثها أن تستعد لمتابعة المباريات القادمة وتنتظر بطل المونديال الجديد لكأس العالم.. والواضح أنه سوف يظل مجهولا حتي اللحظات المتقدمة من نهاية دور مونديال حمل هذه المتناقضات وأبرزها المتمثل حاليا أن أحدا لا يستطيع أن يضع يده علي اسم البطل الحقيقي بسبب ظهور وجوه وفرق جديدة تطمع في حمل الكأس بعد أن اجتازت أصعب مرحلة. وهي مرحلة المجموعات صاحبة الفرص المتعددة ومواجهة مرحلة لا يصلح فيها إلا الأقوي القادر علي اجتيازها وتخطي سيف خروج المهزوم من فرصة واحدة. إلي جانب ظهور الفرق العريقة في المونديال أو التي سبق لها الحصول علي اللقب بصورة مهزوزة وصعود متأخر حتي اللحظات الأخيرة من مبارياتها الثلاث أو حتي تأكيد الصعود في الوقت بدل الضائع من المباراة الأخيرة. ومن المتوقع أن تستمر المفاجآت في النتائج لذلك تشير المؤشرات إلي إحداث بعض المفاجآت لنري وجوها جديدة تصعد منصة التتويج لتحمل الكأس وأعتقد أن الكثيرين من المتابعين لأحداث المونديال يتوقعون اللقب عند أحد الفرق الواعدة لحمل الكأس أمثال أوروجواي. أو البرتغال. أو بلجيكا. أو كرواتيا. وشكرًا للعمالقة.