شهر رمضان في الفلبين يحمل طابعا خاصا فكثير من العادات التي يمارسها مسلمو الفلبين 13مليون نسمة تجد لها مثيلا لعادات شعوب المنطقة العربية. وقد دخل الإسلام الفلبين مع انتشاره في المناطق المالاوية في جنوب شرقي آسيا بواسطة التجار والدعاة منذ أواخر القرن 14 الميلادي وانتشر الإسلام حتي قامت في هذه المنطقة التي لم تكن قد عرفت بعد باسم الفلبين. وقامت فيها مملكة إسلامية مستقلة حكمها السلطان"شريف الهاشم" وظل الإسلام في ازدياد وانتشار في هذه البلاد حتي مجيء الاحتلال الأسباني وقاوم مسلمو الفلبين الغزو الجديد فاشتبكوا في معارك بحرية مع قائد الكشوف الجغرافية الأسبانية ماجلان وسفنه. نتج عنها مقتل ماجلان نفسه. وتمكنوا من فرض سيطرتهم علي جنوبيالفلبين في سنة 1078 ه ومكث الأسبان بالفلبين حوالي 377 عاما. عرقلوا خلالها تقدم المسلمين وانتشار الإسلام ثم جاء الاحتلال الأمريكي عام 1898م الذي لم يكن أفضل حالا ولكن استطاع المسلمون خلال فترات الاحتلال هذه الحفاظ علي عقيدتهم وملامح الحضارة الإسلامية. ويطلق علي المسلمين كلمة "مورو" وهي التسمية التي أطلقها الأسبان علي مسلمي الفلبين. إذ أن أول من قاوم الأسبان هم مسلمو المغرب "موروكو بالإنجليزية" بقيت هذه التسمية في ذهن الأسبان حيثما ذهبوا ونظرا لأن عددا كبيرا من مسلمي الفلبين من جذور عربية فقد صبغت العادات الرمضانية في هذا البلد بصبغة عربية توارثها الأبناء عن الآباء فمن أبرز عاداتهم خلال الشهر الفضيل هو الاهتمام بتزيين المساجد وإنارتها والإقبال علي الصلاة فيها صلاة التراويح تقام في 20 ركعة وغالبية المساجد تُصلي بقصار السور بشكل ثابت كل ليلة ويحرص الآباء علي اصطحاب أبنائهم معهم لأدائها بهدف غرس القيم الإسلامية فيهم منذ الصغر. ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان علي تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء علي موائدهم وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه. ويعمل أئمة المساجد علي جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة علي المستحقين من الفقراء. وهم يكثرون من التضرع إلي الله في صلوات التراويح بأن ينهي محنتهم وأن يحصلوا علي استقلالهم لينعموا بالأمن والأمان ويصل عدد الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الفلبين إلي حوالي 124 مركزا وعدد المساجد الي 2500.