عزة أبو الأنوار تمرّ الفلبين بنحو 20 إعصارا في العام، كما أن درجات حرارتها -التي لا تصل إلى 40 درجة وقد لا تقل عن 20 درجة- جعلت منها مناخا رائعا لانتشار حقول الورد، وتقام هناك مهرجانات احتفالية لبيع الورود وعرض الحدائق.
الفلبين على الخريطة تقع الفلبين في جنوب شرق آسيا غرب المحيط الهادي، وهي أكثر من 7 آلاف جزيرة متجاورة، تحدّها من الشمال تايوان، ومن الغرب فيتنام، ومن الشرق بحر الفلبين، وفي الجنوب بحر سلبس وبعض الجزر الإندونيسية، وبحر سولو في الجنوب الغربي.
عاصمتها مانيلا، ومن أهم مدنها كيزون.
المسلمون في الفلبين يصل تعداد المسلمين في الفلبين إلى 8 ملايين؛ أي نحو 10% من السكان، ويطلق عليهم اسم "مورو" تشبّها بمسلمي مراكش (موروتش باللاتينية)؛ حيث لم يكن يُعرف مسلمون غيرهم في تلك المنطقة، وموطنهم في خمس مدن في جنوب الفلبين.
لمّا وصل التجار العرب إلى تلك البقعة ووجدوها أرضا خصبة للدعوة، بدأ التوافد العربي عليها بدءا من القرن الثالث الهجري، كما حمل بعض سكان المنطقة الداخلين في الإسلام أمانة الدعوة بمساعدة التجار، وانتشر الإسلام هناك وتأسّست الممالك الإسلامية تحت حكم العرب.
بعد ذلك، بدأ الغزو الصليبي الإسباني ومن بعده الأمريكي منذ القرن العاشر الهجري، ثم نالت الفلبين استقلالها بعد أن انتشرت المسيحية بين أهليها بنسبة تجاوزت 80%.
الفلبين في رمضان ينتظر مسلمو الفلبين شهر رمضان لإبراز هويتهم الإسلامية في مواجهة الاضطهاد الديني في بلادهم؛ فيستغلّون شهر الصيام كإجازة اختيارية، فتزيّن المساجد وتنار المآذن طيلة الشهر الكريم؛ حيث تصبح مركزا للقاءات العائلية والتعارف بين العائلات المسلمة. وبمجرّد رؤية هلال رمضان يشارك الجميع في الابتهالات الدينية احتفالا بقدوم الشهر، ثمّ يتوجّهون إلى المساجد للاعتكاف أو قيام الليل، كما يهتمون بأداء التراويح، حتى إن الأطفال يؤدون ال20 ركعة كاملة.
يُصلّي بعض المساجد صلاة التراويح بجزء كامل، ولكن أغلب المساجد تصلّي بقصار السور، وتشتهر بعض المساجد بقراءة سورة الإخلاص في الركعات الأخيرة في النصف الأول من رمضان، وسورة القدر في النصف الثاني.
وعلى ذكر المساجد؛ فقد تأسّس أول مسجد في الفلبين سنة 854 هجرية، وهو مسجد "توجا إيج" بجزيرة صولو، ومن بعده انتشرت المساجد في الفلبين حتى زاد عددها عن 25 ألف مسجد.
ويقدّم الأغنياء خدمات للتكافل الاجتماعي داخل المجتمع المسلم؛ حيث يستضيفون فقراء المسلمين على موائدهم، وتقضي الأسر الفقيرة طيلة أيام رمضان في ضيافة الأغنياء متنقلين بين بيوتهم دون حرج، وفي ليلة نصف رمضان توزّع الصدقات؛ حيث تجمع من الأهالي وتُعطى لإمام المسجد الذي بدوره يوزّعها على الفقراء كل حسب حاجته، وهذه العادات توارثها الأهالي منذ دخول الإسلام البلاد.
يصوم الفلبينيون قرابة ال13 ساعة في مناخ استوائي رطب ودرجة حرارة تتراوح بين 21 و32 تقريبا وأمطار غزيرة معظم الأيام ونحو 20 إعصارا في السنة.
ومن أشهر الأكلات الرمضانية "الكاري كاري" وهو لحم مطبوخ بالبهارات الحارة، وال"سي يوان سوان" وهو مطبوخ السمك، وأيضا مشروب الموز بجوز الهند، وعصير قمر الدين، وحلوى "الأيام" وغالبا ما تقدّم في السحور، وهي تشبه القطايف المصرية، وكذلك يقدّم في السحور ال"جاه" وال"كوستارد" وال"باولو"، وهي معجّنات مصنوعة من الدقيق والبيض والسكر والكريمة.
وفي ليل رمضان، يرتدي الأطفال الملابس المزركشة ويلعبون بالفوانيس في الشوارع، مردّدين الأغنيات الوطنية، فينقسمون إلى فِرق، وتذهب كل فرقة إلى أحد المساجد ويستقبلون المصلين بالأناشيد والأغنيات، ثم يجوبون الشوارع مارين على المنازل المجاورة ويوقظون الناس لتناول السحور.
يلاحظ أن عادات المسلمين الرمضانية في الفلبين قريبة الشبه بالعادات العربية في ذات الشهر المعظم؛ حيث إن معظم المسلمين هناك من أصول عربية.