رسائل كثيرة وردت من القراء إلي "المساء الديني" يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم.. وفي هذه الحلقة نستعرض تساؤلات أبناء مدينة دسوق التي عرضناها علي الشيخ محمد مسعد عرجاوي إمام وخطيب مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقي وعضو لجنة الفتوي: * يسأل المهندس عبدالمنصف نايل مستشار المجلس المحلي لمحافظة كفرالشيخ: ما حكم التفاؤل والتشاؤم بالأرقام؟ * يجيب فضيلة الشيخ عرجاوي: في الحديث "لا عدوي ولا طيره ولا هامة ولا صقر" وفيه أيضاً "من تكهن أو رده عن سفره طير فليس منا" وإذا اعتقد الإنسان أن شيئاً مما تشاءم منه من عدد أو وقت أو طير أو غيره منهي عنه شرعاً لأن الأمور تجري بأسبابها وبقدرة الله ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شر يصيبه والله أعلم. * يسأل الحاج محمود مصطفي أبوطاحون "تاجر أسماك": ما هو يمين اللغو ويمين الغموس؟ ** يمين اللغو هو ما يجري علي اللسان من غير قصد أثناء الكلام "مثل لا والله وبلي والله" وقائلها غير معتقد ولا يريد لها ولا آثم فيها ولا مؤاخذة عليها وينبغي علي المسلم ألا يعود لسانه علي هذا لقوله عز وجل "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم". أما يمين الغموس فهي الحلف علي شيء أنه حدث وهو علي يقين أنه لم يحدث فهو متعمد للكذب وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار وهي كبيرة من الكبائر لا يكفرها إلا التوبة الصادقة والاقلاع عن هذا السلوك والإكثار من العمل الصالح عملا بقوله تعالي "إن الحسنات يذهبن السيئات". * يسأل إبراهيم مصطفي أبوطاحون رجل أعمال بدسوق: هل صحيح أنه لابد للمرأة أن تستأذن زوجها إذا أرادت الصوم؟ ** يجيب الشيخ عرجاوي: المرأة لا تستأذن زوجها في صيام الفريضة ولو أمرها بالافطار لا تطيعه لقوله صلي الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ولكن لا يحل لها أن تصوم تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لا تصم امرأة يوماً واحدا وزوجها شاهد إلا بإذنه إلا رمضان" فإذا صامت المرأة وزوجها حاضر نافلة بغير إذنه فصومها باطل وله أن يفسده عليها بالجماع ولكن من المستحب للزوج أن يأذن لها في الصوم متي رغبت لأن الصوم يهذب خلقها ويقوي إرادتها. * يسأل سمير شهاب مذيع تليفزيوني بالقناة السادسة: ما حكم زيارة المقابر يوم العيد؟ ** العيد فرحة في نهج الإسلام وبهجة وسرور وفي هذا اليوم يجب التزاور والمودة بين الناس وبعضهم ومراعاة حرمات الله تعالي فلا يجوز أن يكون العيد يوم حزن أو زيارة للمقابر أو بكاء علي الراحلين. وزيارة القبور في هذا اليوم مكروهة لأنها تتنافي مع الحكمة من مشروعية العيد الذي جعل للفرح والسرور. * يسأل محمود سلطان نائب مدير إدارة العلاقات العامة بمدينة دسوق: ما حكم الدين في بعض الموظفين الذين يختلقون الأعذار للاستئذان من العمل؟ ** ادعاء البعض من الموظفين للأعذار بغية السماح لهم بترك العمل يقف المسئول متردداً من التصديق والتكذيب.. والحقيقة أن المسئولية تقع علي عاتق الموظف فإن كان كاذباً فيعاقبه الله عن هذا في الآخرة ولكن هناك لوائح تضبط مثل هذه الأمور فالمسئول له السلطة التقديرية تعطي الحق في رفض وقبول هذا الأمر والأمثل في هذه الحالات رفض الضرر وعدم قبوله سدا للذريعة والخطأ وحفاظاً علي مصلحة العمل لكن إذا كان الدليل قاطعاً علي صدقه فلا مانع من قبول عذره وفقا للمتبع وقانوناً. * يسأل عبدالسلام البنا مدير إدارة بمجلس مدينة دسوق: ما حكم الدين في إفشاء الأسرار الزوجية؟ ** العلاقة الأسرية بين الزوجين لابد أن تكون متينة وبرباط وثيق وأخذ الله بها ميثاقاً غليظاً وعلي الزوجين عدم إفشاء أسرارهما خاصة ما يتعلق بالمعاشرة الجنسية وقد حذر الرسول صلي الله عليه وسلم من إخراج أسرار العلاقة الجنسية ومن يفعل ذلك فهو شيطان لقي شيطانه علي قارعة الطريق. * يسأل عدلي الخولي رئيس قسم: هل يجوز أن أعطي زكاة مالي لأولادي؟ ** لابد من توافر شروط الزكاة وهي بلوغ النصاب وأن يحول عليه الحول وكان زائداً علي حاجاته وحاجة من يعول فإنه يجب عليه اخراجها ووضعها في مصارفها التي ذكرها الله عز وجل ويشترط فيمن تعطيه الزكاة ألا يكون ممن يجب علي المزكي النفقة عليه ولذلك فإنه لا يجوز لك أن تعطي زكاة مالك لأولادك والله أعلم. * يسأل الدسوقي سعيد براغيث تاجر بدسوق: لماذا اختفت من حياتنا السماحة في البيع والشراء وأصبح هناك جدل كبير في الأسواق؟ ** الإسلام دين السماحة واليسر والتسامح والتجاوز في البيع والشراء وهذه الرحمة في المعاملات يستحق صاحبها رحمة الله سبحانه وتعالي والراحمون يرحمهم الله وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشتري وإذا اقتضي" فالرسول صلي الله عليه وسلم يدعو إلي الكرم والتسامح في البيع والشراء والتحلي بكرم الأخلاق وأن يتركوا المشاحنة في حياتهم. يسأل الحاج أحمد لمعي من بولاق الدكرور: هل يجوز تبرع المصلين في المساجد لشراء أضحية العيد توزيع لحومها علي الفقراء؟ يجيب الدكتور رأفت عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر: الأحكام الشرعية في الأضحية محددة ومن أهمها أن يكون الذي قام بالأضحية فرداً واحداً وأضحيته لا تقل عن شاة.. وإما أن يكون أكثر من فرد بحد أقصي سبعة أفراد وتكون أضحيتهم بقرة أو جملاً.. وبالتالي إذا تم جمع تبرعات من أعداد كبيرة في المساجد أو غيرها سوف يشترك أكثر من 7 أفراد وبالتالي لا تحتسب أضحية بل تعتبر صدقة عادية.. والله أعلم.