يبلغ عدد المسلمين في بلغاريا 1,8 مليون نسمة من مجموع سكان بلغاريا "حوالي 7 ملايين نسمة" ويشكل الأتراك حوالي 60% منهم والمسلمون البلغار المعروفون باسم البوتوماك 25% والغجر 10% والباقي من البوسنيين والمقدونيين وغيرهم. وقد عرفت بلغاريا الإسلام من خلال الحكم العثماني لها وللمنطقة المجاورة منذ أكثر من ستة قرون حيث استمر قرابة 500 عام. وذلك في الفترة بين 1396 و1878 واعتنقت شريحة كبيرة من البلغار الإسلام في تلك الحقبة لكن بعد نهاية الحكم العثماني وقبل قيام الحكم الشيوعي انحصر نشاط المسلمين كثيرا بسبب الحكام المتعصبين وبعد قيام الحكم الشيوعي. فرض عليهم قيودا صارمة وتركت المناطق الجبلية للمسلمين عمدا دون أي رعاية أو تطوير علي جميع الأصعدة الاجتماعية والمعيشية والإنتاجية مع معاملة أفضل نسبيا لذوي الأصول التركية حرصا علي علاقاتها مع تركيا. لكنها سعت إلي الوقيعة بينهم وبين مسلمي البوتوماك والغجر علي طريقة فرق تسد ولم يعودوا قادرين علي ممارسة أبسط شعائرهم وهي الصلاة علنا.. فكيف بالصوم؟ وبعد التحولات السياسية الديمقراطية في بلغاريا في نوفمبر 1989 وانهيار النظام الشيوعي فيها. بدأت بشكل تدريجي تفتح الأبواب والمجالات أمام عودة الحياة الدينية بشكل عام في بلغاريا وعاد المسلمون البلغار لممارسة شعائرهم وعاداتهم وتقاليدهم الدينية.ومع الانفتاح الديمقراطي تشكلت حركة الحقوق والحريات للمسلمين البلغار لتأخذ دورا رياديا في استعادة حقوق المسلمين من خلال المنابر السياسية وتمكنها من الدخول في البرلمان والوقوف وراء القوانين والقرارات التشريعية الجديدة التي اعادت للمسلمين املاكهم التي صادرها النظام الشيوعي واعادة حقوقهم في الممارسة العلنية لمعتقداتهم وشعائرهم وعاداتهم الاسلامية. وهناك حركة الحقوق والحريات القوة السياسية الثالثة في البرلمان البلغاري وهي تشارك منذ ثمانية أعوام في الائتلاف الحاكم الامر الذي أعطي للمسلمين قوة ذاتية خاصة بعدما عملت الحركة علي توحيد المسلمين البلغار سواء كانوا منحدرين من اصول تركية او بلغارية واشركتهم معا في الهيئات والمنظمات الاسلامية البلغارية بما في ذلك دار الافتاء. كما سمح باستخدام الميكروفونات عند رفع الأذان. وصارت تخصص كلمة للمفتي في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية عند المناسبات الدينية مثل الإعلان عن شهر رمضان أو عيد الأضحي أو الاحتفال بالسنة الهجرية وتمت إعادة فتح كل المساجد التي كانت مغلقة إبان الحكم الشيوعي ويقدر عددها في بلغاريا ب 1100 مسجد كان لا يفتح منها سوي عدد قليل لا يتعدي العشرة. وفي رمضان. بات التجمع أمام المسجد الرئيسي في وسط العاصمة صوفيا مألوفا عند صلاة الجمعة من كل أسبوع. وعند صلاة المغرب طوال شهر رمضان حيث تقتضي العادة البلغارية للمسلمين بأن كل من شهد صلاة المغرب في رمضان لابد أن يتناول إفطاره بعد الصلاة مباشرة داخل المسجد حيث تخصص دار الافتاء ميزانية خاصة لهذا الإفطار الذي يساهم أيضا في تمويله بعض رجال الاعمال والتجار المسلمين. ويختلف الأمر في القري المسلمة حيث يقوم الرجال والنساء بطهو طعام الافطار في الخلاء وفي الحديقة المجاورة للمسجد الذي تخصص فيه غرف للسيدات ويتم وضع الطعام بعد طهوه علي موائد صغيرة تفصل بين الرجال والنساء وتعمد البنات البكر قبل الإفطار إلي تقبيل ايادي ذويهن من المسنين لتمنح لهن بركة الإفطار.