لم يكن فوز اللاعب الدولي المصري محمد صلاح بجوائز أحسن لاعب في أفريقيا وأحسن لاعب عربي وأخيراً الأفضل في الدوري الانجليزي ضربة حظ أو بمحض الصدفة لكنه جاء نتيجة عمل وعرق ومجهود جبار وصبر واصرار علي النجاح وبعزيمة قوية ضمنت له الاستمرار في تقديم مستويات رائعة أبهرت خصومه قبل زملائه وحيرت الكثير من الخبراء في مجال كرة القدم إذ كيف لهذا الشاب الصغير أن يتحمل كل الضغوط التي تعرض لها واستطاع الصمود والاستمرار. والحكاية ببساطة شديدة لكل من يسعي الي النجاح هي العمل.. فبالعمل وحده يستطيع البشر أن يحققوا ما يتمنون لكن كل ذلك يظل مرهونا بالتوفيق الذي يرجوه الناس من الخالق العظيم. هذا التوفيق لا يأتي إلا للمجتهدين عملاً بالقول المأثور "لكل مجتهد نصيب".. والسؤال هل نحن كمصريين نؤمن بقيمة العمل وأهميته في تعظيم قيمة الإنسان المصري وبالتبعية رقي مصر وتقدمها؟ الاجابة قد تغضب الكثيرين لكنها واقع مؤلم إلي حد كبير إذا علمنا أننا من أقل شعوب العالم عملاً وانتاجاً وكل الدراسات والأرقام تؤكد ذلك بل المؤسف انه رغم مرورنا بظروف عصيبة بثورتين نتج عنهما تعثر للعديد من المصانع بسبب مطالب عمالية شطحت بخيالها وسعت لتحقيق مكاسب ودخول لا تستحقها بل بعضها ساوم أصحاب تلك المصانع وقتها علي إما الزيادة في الأجور أو التوقف عن العمل فكانت ردود أصحاب تلك المصانع زيادة الانتاج أولاً ثم تحقيق مطالبهم ولما لم يصل الطرفان لحل وسط أغلقت المصانع وشرد العمال.. فهل هذا مقبول؟ ولعل ما يؤكد تلك الأوضاع السخيفة هو عدم امكانية الوصول إلي عامل حرفي باليومية لاصلاح عطل أو تركيب مستلزمات منزلية فالغالبية هجرت الحرفة واتجهت إلي أعمال غير متعبة أو مجهدة وأصبح حرفيو مصر بلا اسثتناء سائقي "توك توك" هذا الكيان السرطاني الذي انتشر في السنوات العشر الأخيرة فدمر الشوارع والمواقف والأحياء ودمر معه الحرف المصرية المعروفة وفقد عمالنا المهرة مهاراتهم بعد أن تحولوا الي سائقين للتوك توك.. فهل من يد تنشل العامل وتعيده الي مكانته الطبيعية وحرفته التي تنتظره؟ نتمني.