أزمة تتكرر كل موسم بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك واتحاد الكرة قبل لقائهما الذي يجري مرتين خلال كل موسم.. تلك الأزمة التي لم تجد حلاً نهائيًا حتي الآن وتستمر منذ تسعينيات القرن الماضي إلي وقتنا هذا.. وهي حكم مباراتهما رغم وجود قرار نهائي بإسناد إدارتها لطاقم أجنبي في مباراة الدور الثاني لموسم 95 .1996 ويوم الخميس القادم يقام اللقاء الثاني لموسم 2017 2018 بين الأهلي والزمالك وهو اللقاء 116 في تاريخ مواجهاتهما في الدوري العام.. ولأن الأهلي حسم درع البطولة هذا العام مبكرًا وقبل نهاية مباريات الموسم بستة أسابيع فقد عادت أصوات كثيرة تحابي الحكام المصريين وتطالب اتحاد الكرة بالعودة لإسناد اللقاء لطاقم تحكيم مصري علي اعتبار أنها من وجهة نظرهم تحصيل حاصل ولا قيمة أو تأثير منها في مسيرة المسابقة هذا الموسم ترتيبًا أو نتيجة حيث لا منافسة حقيقية. فالأهلي حسم الدرع مبكرًا.. والزمالك فقد المنافسة وكذلك ترتيب الوصيف ومازال يسعي ألا يتأخر عن المركز الثالث وسط صراع مع الإسماعيلي والمصري.. وبات لا يقلقه أمر مسابقة الدوري بحثًا عن تعويض ما فاته من المسابقة الأم إلي البطولة الأقدم كأس مصر الذي سبق له الفوز بها مرات عديدة وتؤهله للمسابقة الافريقية الثانية الكونفيدرالية. وأمام ذلك يبرز دور التحكيم الذي يتصدر المشهد ويعد الأشهر والأهم من نواح كثيرة.. تفاديًا لصور سلبية كثيرة جدًا أثرت علي مسيرة اللعبة في الماضي بسبب عدم معالجة الأخطاء الكثيرة عندما كان التحكيم المصري منفردًا بإدارتها وكلها بالقطع عن عدم قصد ولكن لابد أن نعترف انها قلة خبرة.. لذا كان اللجوء للتحكيم الأجنبي الذي أفاد اللعبة كثيرًا ولنعد للتاريخ والأسباب. اتجه اتحاد الكرة إلي إسناد المباريات للحكام الأجانب منذ 63 عاما وبالتحديد في عام 1955 بقرار من المشير عبدالحكيم عامر رئيس اتحاد الكرة وقتها تفاديًا لأخطاء الحكام المصريين واعتراض طرفي المباراة وتدخل الجماهير وكان أول طاقم أجنبي بقيادة الإنجليزي ماكميلان لإدارة مباراة القمة المصرية وانتهت بالتعادل واستمر الوضع علي الأجانب إلي أن جاءت القمة عام 1966 بقيادة المصري صبحي. اندلعت خلالها أحداث شغب ألغيت المباراة علي اثرها واعتمدت النتيجة لصالح الزمالك 2/صفر ليتراجع بعدها اتحاد الكرة عن إسناد لقاءات القمة للحكام المصريين والعودة للأجانب وأسند لقاء العودة للحكم اليوناني سيلوس واستمر علي ذلك إلي موسم 95 96 ليصدر اتحاد الكرة قرارا نهائيا بالاعتماد علي الحكام الأجانب لإدارة مباريات القمة بسبب ما حدث من الحكم قدري عبدالعظيم وانسحاب الزمالك بعد إحراز حسام حسن الهدف الثاني للأهلي واعتمدت المباراة لصالح الأخير 2/صفر وأكد الاتحاد علي تحمل نفقات الطاقم الأجنبي ومن يومها يرفع اتحاد الكرة حالة الطوارئ قبل لقاء القمة مرتين كل عام في البحث عن أفضل الحكام.. منهم من تكرر زيارته لمصر ومنهم من تكون المرة الأولي حتي بلغ عددهم إلي أكثر من 70 حكما من دول أوروبية كثيرة مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وهولندا والعديد من دول عريقة وشهيرة في اللعبة.. وبجانبهم حكام عرب كان أشهرهم عبدالعال ناصري المغربي. والسوري جمال الشريف. والمغربي محمد بحار والإماراتي محمد الملا وكان للأفارقة دور مهم أيضًا عندما أدار الأوغندي تشارلز ماسيمبي لقاء القمة 73 في عام ..1994 ثم كان آخر لقاء للقطبين في يناير الماضي بقيادة الحكم الإيطالي ديفيد ماساو الذي كان أهم ديربي في تاريخ الكرة المصرية. وبعيدًا عن الأرقام والنتائج والتواريخ يتأكد مما سبق أن اتحاد الكرة مطالب بالاستمرار في إدارة مباريات القطبين بالتحكيم الأجنبي حفاظًا علي سمعة الكرة المصرية خاصة وأن موقف اللعبة هذه الأيام تحت أنظار العالم.. اختبار مهم في ناحيتين. صورته ونتائجه في مونديال كأس العالم. ثم سمعة اللعبة التي عادت للتقدم والمطالبة بعودة الجماهير للمدرجات لتعكس الأمن والأمان التي تعيشها مصرنا الحبيبة.. واسم ومكانة الفريقين العريقين.