هناك قضية إنسانية سأضعها مباشرة بين يدي فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب واثقاً في عدله وحكمته.. تتعلق بأسرتين حرمت كل منهما من عائلها الوحيد. لقد تم فصل المدرسين بالأزهر د. محمد إبراهيم عودة محمد أبوحلو ووحيد سعيد سالم صبحي لغيابهما 15 يوماً بدون إذن.. وكان في غيابهما مجبرين لا مخيرين. والحقيقة ان غيابهما زاد علي 15 يوماً.. والغياب له علاقة بالأوضاع في شمال سيناء.. والمدرسان غاية في الانضباط وسجلات عملهما تشهد بذلك. أولهما محمد إبراهيم عودة محمد أبوحلو ورقم سجله 297451 مدرس لغة عربية بمعهد ابن سيناء بمدينة الشيخ زويد كان ذاهباً إلي عمله يوم 2017/12/30 فتم التحفظ علي وأطلق سراحه يوم 2017/2/25. ثانيهما وحيد سعيد سالم صبحي رقم سجله الوظيفي 274825 مدرس رياضيات بمعهد أبوشنار الإعدادي برفح.. كان عائداً من عمله يوم 2018/1/8 إلي حيث إقامته بمدينة العريش فتم التحفظ عليه وأفرج عنه يوم 2018/3/3. محمد ووحيد فوجئا بإنهاء خدمتهما.. حاولا السفر إلي القاهرة للتظلم إلا أن ظروف العملية الشاملة سيناء 2018 حالت دون ذلك لأن الطريق مغلق. لهذا فإنهما يرفعان تظلمهما إلي فضيلة الإمام الأكبر الذي تربطه بأبنائه في المعاهد الأزهرية وشائج من نوع خاص.. وأما عن علاقة فضيلته بأهل سيناء فهي علاقة من نوع أخص.. علاقة المحبة والعطف والحب المتبادل وما زيارته الأخيرة لقرية الروضة ببئر العبد. بعد المذبحة الإجرامية التي ارتكبها خوارج الدواعش في مسجدها الأخير دليل علي إنسانية الإمام وتقديره للظروف الصعبة التي يمر بها أبناء سيناء.. لقد راح ضحية المذبحة المروعة 320 رجلا ليس لهم ذنب إلا أنهم قالوا : ربنا هو الله. لقد تأثر فضيلته بتلك المذبحة المروعة وزار القرية قائلاً : لأهلها جئنا نعزيكم.. الدنيا كلها لا تعوض قطرة دم واحدة. وقد أصدر فضيلته أثناء تلك الزيارة 4 قرارات مهمة لدعم أبناء قرية الروضة يثمنها جيدا أبناء سيناء تدل علي حبه للحق وكرهه للظلم أولا : تعليم أبناء قرية الروضة بجميع مراحل الأزهر مجاناً علي نفقة الأزهر الشريف حتي يتخرج فيها علماء أجلاء ينفعون أوطانهم وأهلهم. والثاني : بناء مجمع أزهري ابتدائي إعدادي ثانوي لخدمة أبناء القرية والقري المجاورة والثالث صرف معاش شهري لكل أسرة استشهد أحد أبنائها والرابع : رحلة حج علي نفقة الأزهر لجميع أمهات الشهداء أو زوجاتهم. ولم يكتف فضيلته بزيارته للقرية وإصدار تلك القرارات المشهودة ولكنه استقبل في مكتبه وفداً من أبناء القرية يوم 21 يناير الماضي مؤكداً لهم ان الأزهر يقف مع الجيش المصري وأهالي سيناء في المعركة ضد الإرهاب من خلال مواجهة الأفكار المتطرفة وتحصين شباب سيناء من الانخداع بها. فضيلة الإمام الأكبر.. إن محمد ووحيد من شباب سيناء الذين لم تخدعهم تلك الأفكار المتطرفة لقد حصنا نفسيهما مبكراً بالعلم وإعمال العقل وخير الأمور أوسطها.. وهم يثقون في أن فضيلتكم سوف تضعون النقاط فوق الحروف فيما يخص مستقبلهما ومستقبل أسرتيهما وكل أسرة تضم أكثر من 10 بينهم أطفال وزوجات وأمهات.. حفظكم الله ذخراً للإسلام والمسلمين.