منذ قديم الأزل والإنسان يسعي للتغلب علي الموت. ويريد حياة الخلود.. وربما كان "آدم وحواء" أول من سعي إلي هذا الغرض "فوسوس لهما الشيطان" وقال ما "نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين".. وهكذا عصي آدم وحواء ربهما. وأكلا من الشجرة. سعيا لحياة الخلود التي وعدهما الشيطان بها. وفي آخر الأبحاث الخاصة بالشيخوخة والبحث عن حياة أطول. يقول العلماء إنهم توصلوا إلي طريقة لمعرفة مدي ما لحق بالجسم البشري من شيخوخة. أو من تدهور في قواه الحيوية. وكذلك التنبؤ بما يمكن أن يصيب الإنسان من أمراض مرتبطة بالتقدم في العمر أو حتي التكهن بموعد الوفاة. ولو علي وجه التقريب. ويقول الباحثون ان هذه الطريقة تعتمد أساسا علي فحص عينة من البول. حيث يحتوي علي مادة تشير إلي ما أصاب خلايا الجسم من تلف. نتيجة لعمليات الأكسدة التي تحدث داخل الخلايا. وهذه المادة تزيد نسبتها مع التقدم في السن. ويري العلماء أن الشيخوخة لا تقاس بالعمر الزمني فقط. وإنما بالحالة الصحية والحيوية للجسم. والحقيقة أن ما نراه من نماذج أمام أعيننا يثبت هذا الكلام.. ألا تجد شابا في العشرينات أو الثلاثينات من عمره وقد بدت عليه أعراض الشيخوخة والضعف والخمول الذهني والحركة. بينما تري شيخا تجاوز السبعين أو الثمانين من عمره. وهو مفعم بالحيوية والنشاط وحدة الذهن؟ وكثير من الناس يعيشون عمرا أطول. متمتعين بصحة جيدة. ودون معاناة كبيرة من الأمراض. بينما يعاني غيرهم من الأمراض المزمنة والموت المبكر. بعض الباحثين يرون أن الشيخوخة الطبيعية ليست سوي مرض. حيث تتراكم الأضرار ومظاهر التلف علي خلايانا بمرور الزمن ويقولون إن معدل تراكم هذا التلف في الخلايا يمكن أن يتفاوت من شخص لآخر. ويرتبط بالعوامل الوراثية. وبأسلوب حياة كل منا. والبيئة التي نعيش فيها ويقولون إن ما يلحق بالخلايا من تلف قد يكون مؤشرا أكثر دقة علي ما نتمتع به من حيوية أو علي عمرنا الحيوي أو عمرنا البيولوجي. مقارنة بمؤشر عدد السنين التي عشناها. والتوصل إلي طريقة لمعرفة العمر البيولوجي. هدفه المساعدة في تحديد أنواع العلاج التي يمكن ان تؤخر مظاهر الشيخوخة وتمنح الانسان عمرا أطول. أحد اسباب الاصابة بأمراض الشيخوخة يتمثل فيما يسمي "الشوارد الحرة" أو ذرات الاكسجين النشط. والتي يمكنها الاتحاد مع الجزيئات الحيوية داخل خلايانا. فيما يسمي بالأكسدة. فتتسبب في اتلاف الحامض النووي الوراثي "الدنا". وغيره من الجزيئات الضرورية للحياة. ويقول العلماء إننا مع التقدم في السن. تتزايد مؤشرات ارتفاع درجة الأكسدة في أجسادنا. وبعض هذه المؤشرات تظهر بوضوح في الطريقة الجديدة للفحص. كما سبق القول. فالهدف من هذه الأبحاث هو السعي لتأخير مظاهر الشيخوخة وما يصاحبها من أمراض. وبالتالي تمكين الانسان من العيش حياة أطول وفي صحة أفضل. لكن هل يمكن أن يتحقق حلم الانسان في حياة الخلود؟ لقد أدرك الفراعنة أن هذه الدنيا فانية. فبحثوا عن الخلود في الحياة الآخرة. ودفنوا مع الموتي الطعام والأدوات التي قد يحتاجون إليها بعد البعث. وربما كانت ملحمة "جلجامش" القديمة. والمكتوبة باللغات السومرية والبابلية. تجسد سعي الانسان للتغلب علي الموت والهرب منه. وفي هذه الملحمة قطع البطل البحار والمحيطات بحثا عن عشبة الخلود. وحصل عليها بالفعل من قاع البحر. لكن نتيجة لاهماله تمكنت احدي الأفاعي من سرقة العشبة. ربما في اشارة إلي أن جهود الانسان للفوز بحياة خالدة ستذهب سدي! لكن البشر مازالوا يحاولون تحقيق ما عجز عنه "جلجامش". ولن تتوقف محاولاتهم حتي قيام السرعة!! لكن المسألة محسومة: "أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" صدق الله العظيم.